الفصل الخامس عشر

5.3K 458 605
                                    

قصة/ اِحْتِلاَل مُحَرَّم الفصل الخامس عشر

#بقلم مــــريـــــم نصـــار.

نصيحة

علموا أولادكم أن الإستيقاظ لصلاة الفجر! أهم من الإستيقاظ للعمل،أو المدرسة بكثير.
علموهم أن يعدّوا الزاد للآخرة،وأن لا تكون الدنيا أكبر همهم ولا مبلغ علمهم .
عظّموا الصلاة في قلوبهم، فأنتم مسؤولون عنهم.
--------------------------------------------------------------
بسم الله نبدأ

فتحي راجع البيت بعد ما مشي من عند ليله وطالع على السلم،قابل اخته سلوى نازله وشافها لابسه ومشيكه وسألها بإستفسار:- اللاه؟ ايه الشياكه دي ياست سلوى؟ رايحه فين الساعادي؟
سلوى ردت عليه بنفور وقالت:- خارجه انا وخطيبي يا فتحي وامك عارفه يلا سلام.
فتحي مسك دراعها و زعق:- وهو خطيبك ده ما يجيش هنا ليه ويقعد معاكي! ولا هي الصرمحه معاه في آخر الليل حلوه؟
سلوى شدت دراعها من أيده وقالت بجديه:- لا يا حبيبي أنا ماليش في جو الصرمحه ده! احنا كاتبين كتابنا ونازلين نجيب باقي العفش والفرش، والساعه لسه مجتش تسعه، اما بقى حكاية الصرمحه دي؟ فده تخصصك أنت، وبعدين ما تفكرش يا حبيبي إن الرجاله كلها زي بعض، لا خطيبي راجل محترم.
فتحي خبطها في كتفها ورد عليها بصوت عالي:- قصدك إيه يا بت يا سلوى بالكلام ده؟ إن أنا مش محترم؟
سلوى اتألمت من خبطته وقالت بصوت جهوري:- انت بتمد إيدك عليا يا فتحي؟! لا انا مش هسمحلك، ودي أول واخر مرة تتدخل في حياتي، روح يا حبيبي شوف مراتك وبنتك وبيتك واشغل نفسك بيهم و ملكش دعوه بيا.
فتحي بتعجب من ردها عليه:- الله الله؛ والله وطلعلك صوت يا بت يا سلوى من ساعة ما اتكتب كتابك.
وكمل بتريقه:- وعلى كده بقى انتي ماليه ايدك من المحروس بتاعك ده؟
سلوى بغيظ:- أيوه ماليه ايدي وقلتلك ما لكش دعوه بينا، احسن والله العظيم هقول لماما وهي اللي هتعرف تتصرف معاك.
فتحي زقها وقال:- غوري ياختي غوري؛ بس بكره ما ترجعيش تعيطي وتقولي مد أيده عليا يا ماما.
سلوى ما ردتش عليه وبصتله بغيظ وسابته ونزلت وهو عدل التيشرت بحنق وهو بيقول:- بت لسانها طويل زي أختها التانيه مفيش إحترام خالص،روحي يختي جيبي العفش يكش تتجوزي وتغوري من هنا انتي كمان.
طلع فوق عند والدته، وأول ما دخل إحسان كانت قاعده قدام التلفزيون وسامعه اللي حصل بينهم وقالت بحده:-مالك يا واد يا فتحي؟ انت اتهبلت في عقلك علشان تزعق لأختك؟مالك ومالها؟
فتحي نفخ بخنقه:- بقولك إيه يما؟ انا مش طايق نفسي وبعدين إزاي توافقي أنها تخرج مع الواد ده قبل ما يلمهم بيت واحد؟
إحسان شهقت بسخريه:- ياختي إسم الله؛ مين اللي بيتكلم ده يا ولاد؟!! اللي لاففها كعب داير؟ طب قول الكلام ده لحد تاني مش لأمك يا فتحي! وبعدين يا ضنايا زي ما أختك قالتلك كاتبين كتابهم، الدور والباقي عليك أنت وطليقتك الله يجحمها مطرح ماراحت لما كنتوا لافين الحاره والمنطقه كلها كعب داير، ولا انت ناسي؟
فتحي بزهق:- هو أنا كلمتي على طول واقفه في زورك؟خلاص انا ما ليش دعوه بيها تاني،وبعدين يما هو أنتي كل شويه تفكريني؟ ما انا فاكر وعارف انا عملت إيه كويس!وكان طيش شباب، بس دلوقتي كبرنا وخلفنا والمسؤوليه متعلقه على كتافنا.
إحسان ضحكت وقالت:- مسؤوليه!!! حوش حوش يا بتاع المسؤوليه أنت، وعملت ايه بقى إن شاء الله في مسؤوليتك؟ داير في الحاره من ناصيه لناصيه، وماشاء الله مفيش شغلانه بتعمر فيها، شهر والتاني وترجع قفاك يقمر عيش، وبعدين تعالى هنا قولي، مين يا واد اللي نده عليك وقت المغربيه وأنت نزلتله جري وما شفناش وشك من ساعتها؟ وراجع شايط الكل في وشك؟
فتحي هرش في قفاه وقال بحيره:- فيكي من يكتم السر يما؟
إحسان بسخريه:- في بير يا عين امك؛بس سمعني وأطرب وداني.
فتحي من بين أسنانه:- بشوقك؛ افضلي أتريقي كده كتير عليا،مفيش كلمه عجباكي ولا أي حاجه بعملها بتعجبك، نهايته، الواد حُكش نده عليا لما شاف البت ليله معديه من الناصيه بتاعتنا وانا نزلت وقطرتها لحد ما رجعت البيت.
إحسان كشرت عينيها ومش فاهمه هو مراقب ليله ليه؟ وسألته بإستفسار:-وتقطرها ليه، أنت مالك ومالها؟ عايز من المخفيه دي ايه تاني؟
فتحي بص قدامه وأبتسم بخبث:- وهعوز منها إيه يما غير كل خير!
إحسان اتعدلت في قعدتها وقالت بفضول:- لا بقى أفهم اللي في دماغك يا فتحي؛ حاكم الطريقه بتاعتك دي ما يجيش من وراها خير أبدا.
فتحي ولع سِجاره واتكلم بثقه:- انا هَرُد ليله وارجعها على ذمتي تاني يام فتحي.
إحسان شهقت و عوجت بقها:- ترُد مين يا عين امك؟ وترجعها ليه يابني؟ هي المشرحه ناقصه قُتله!!
وكملت بغيظ:-وبعدين ما هي غارت في داهيه! وابوها كمان اتكل على الله؛ ايه اللي عاجبك في البت دي؟!
فتحي بحقد:- الشقه يما، اللي عاجبني فيها انها دلوقتي عندها شقه وملكها لوحدها، وحرام الشقه دي تروح لحد غيري.
إحسان أعجبت من طريقة ابنها وقالت بتفاؤل:- هو فعلاً حرام البيت ده يروح لغيرك، والله يا واد يا فتحي انت ما طلعتش سهل.
وكملت بخبث:- وماله واجب عليك ترجعها؛دي حتى ليله حبيبتنا كلنا.
فتحي ضحك بصوته كله:- مش كده برده! ده انتي طول عمرك بتحبيها من قلبك.
إحسان بضحكه:- وهي ياخويا بتـ.ـموت فيا والقلوب عند بعضها.
وكملت بتساؤل:- بس انت يا واد مالي ايدك منها! يعني فكرك ليله هتوافق إنك تردها؟
فتحي بدهاء:- البنت دلوقتي مكسوره يما؛ وما لهاش حد ومافيش قدامها حل غير أنها ترجعلي، علشان مش هينفع تتجوز غيري في الحاره كلها تِماً.
وكمل بمغزى:-فـَ جُحا اولى بلحم إيـــه...!
إحسان بتوعد كملت:-جُحا اولى بلحم طوره يابن إحسان.
فتحي:- برافو عليكي يام فتحي، يبقى انا اولى بليله، والليله اللي معاها كلها.

قصة/ اِحْتِلاَل مُحَرَّم بقلم/ مريم نصار Where stories live. Discover now