Part 33 : الإخوة كينغز

ابدأ من البداية
                                    

" هل أنت بصفها أم بصفي أبي ؟.."

" أنا بصفكَ أنت..مما يعني أنني بصفها.."

أي أنه يريد سعادته و إن كانت سعادته فتاة بأعين بنية فهو مع تلك الفتاة...

منحه رين إبتسامة أخيرة هادئة قبل أن يدخل للمنزل و يغلق الباب خلفه يتركه هناك على عتبة المنزل..على عتبة أفكاره..على عتبة مشاعره..و مجددا فتح شاشة هاتفه يقرأ رسالتها الأخيرة..

شكرا لأنك أحببت إيقاعي حين كنت مجرد طبل فارغ..

ترددت كلمات والده على ذهنه مرة أخرى.. ' كانت ترى نفسها لا تستحق..لا تستحق الحب..لا تستحق السعادة..لا تستحقني..في أعين تلك الفتاة مقابر عليها أن تشيعهم جميعا لتعيش..مهمتك أن تنتظر لتعرف إن كانت ستكون قوية من أجلك..إن كانت ستواجه نفسها..إن كانت سختار ماضيها أو مستقبلها '..

وهو سيعرف...

.....

كانت ميلينوي تضع جبينها على طاولة المقهى تقاوم الصداع و الغثيان و ترتدي نظاراتها الشمسية السوداء لتمنع أي ضوء من ملامسة أعينها كونها تشعر بأن رأسها سينفجر...

لا تعرف حتى كيف وصلت هنا كل ما تتذكره هو سيا معها في الحمام تساعدها لتجهز نفسها ثم السائق وهو يخبرها أنهما وصلا لتنزل..ما بين لحظة إستيقاظها و وجودها هنا كل حدث كان ضبابيا كليا ..

تبا..

رفعت رأسها قليلا بألم بينما تحمل القهوة تحتسي منها جرعات كبيرة كأنها تحتسي الماء و ليس القهوة التي بجب إرتشافها بعناية..ورغم كل الوضعية التي تمر بها إلا أن الشيء الوحيد الذي كانت تتعرف عليه داخلها هو الإنطفاء الكلي..كشمعة تم إخماد لهبها بكأس ماء جليدي فلا تصلح للإستخدام لفترة..

عادة مشاعرنا تجاه من نحب تصبح أقوى في غيابه كأنه عقاب لنا لكوننا تجرأنا ..

و عادة نعاقب أنفسنا في ذلك الغياب..

لأننا فجأة نتحول لمنزل فارغ خاوي متاح للأشباح كي تسكنه و الأشباح هنا ليست سوى ذكريات..تسكننا..تطاردننا و تصنع لنا الكوابيس..

منذ أن عرفته و هناك فراشات ملتفة حول شرايينها..ينظر لها فتُرفرف..

و منذ أمس تجمدت شرايينها..وماتت فراشاتها..

سمعت ميلينوي شخصا يسحب كرسيا مقابلها ليجلس فرفعت راسها قليلا تتوقع أنه سيكون والدها و طبعا كان والدها لكن ما لم تتوقعه هو أن زيفير معه..

نظر لها كلاهما ولحالتها المزرية و كيف بالكاد تستطيع حمل نفسها ثم جلس والدها مقابلها و أخوها جانبها يتركانها لتحدق بهما بنظرات خاوية خلف نظاراتها..

و الحقيقة أنها لا تملك حتى الطاقة لتقاوم و تعبر عن إنزعاجها من أن والدها نصب فخا لها و جلب أخاها أيضا و لا أن تتحدث أولا و تسأله عما يدور حوله الأمر..كانت فقط متعبة وتريد وضع رأسها على وسادة لتنام لأبدية..

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن