الندم

17 1 0
                                    

فرصة لآخر العمر
الفصل الحادي والعشرون
بسم الله الرحمن الرحيم
______________________________________________
صلوا على الحبيب المصطفى 🌼
أمسكت وجه بيدها تلك تحدثت بنبرة حنونة
_ ممكن اطلب منك طلب
نظر لها
_ اتفضلي
_ ممكن ازور باباك
نظر لها مرة أخرى صمت قليلاً ثم قام واخذها معه للخارج
صعدا الدراجة النارية تشبتت به ولكن هذه المرة لم تكن سعيدة
انه يحتاجها الآن لابد من أن تكون بجانبه
وصلوا لوجهتهم توقف امام قبر والده نظر له كثيراً وثم وقع على الأرض يبكى مرة أخرى يبكى بحرقة....يبكى ويلمس احرف والده المطبوعة....يبكى بآلم مثل الطفل التائه دموعه اختلط  بالتراب حوله ...ظل يبكى بشدة وهو يردد «وحشتنى يا بابا» على صوت شهقاته
لم تتحمل ملك ذلك ذهبت للخارج وهى تبكى وضعت يداها على فمها لا تريد أن بسمعها....انها لا تستطيع رؤيته كذلك امامها لأول مرة تراه منهار هكذا امامها منهزم وضعيف
كان دائماً مبتسم يتمنى السعاده لمن حوله اما الآن فهو مثل الوردة الذابلة ظلت تحدث نفسها وتقول
_ انا لازم اهدى مينفعش ابقى كدة قدامه هو محتاجنى دلوقتي
فاقت من شرودها وهو يعانقها بشدة
_ شكراً
استغربت قليلاً ثم اكمل هو
_ شكراً عشان سمعتينى ..... انا ارتحت اوى بعد ما كلمتك
و جيت هنا انا بحبك اوى يا ملك انتى جيتى حياتى
عوضتيها مليتى حياتى تعرفى انا اول مرة اتكلم فى الموضوع ده و اول اتكلم فيه كان معاكى انتى
شددت هيا على عناقه تلك استمروا فى تلك الحالة لبعض الوقت ثم رحلوا
______________________________________________
جالس على مكتبه يوقع بعض الأوراق سمع شجار فى الخارج
استغرب بشدة وفجأة دخلت ميار ومعها مساعدته رانيا
تحدثت رانيا بارتباك
_ والله يا فندم قولت لها حضرتك مشغول وهى صممت تدخل
اشار لها بالخروج وجلس هو بأريحية على الكرسي نظر لها
_  هما مش علموكى وانتى صغيرة تخبطى وانتى داخلة
ولا كنتى بتهربى من الحصص
صرخت به بغضب وتجاهلت تماماً ما قال
_ كنت فين طول الليل وايه ماصدقت خلاص اتخانقنا سيبت البيت ومشيت
تحدث ببرود
_   مش انتى اللى قولتى امشى من هنا مش عايزة اشوفك
جاية تعيطى ليه
_ بطل برودك ده وكلمنى عدل....
تحدث ببرود أيضاً
_ على فكرة انا مش بارد انا طبيعي جداً
انتى  اللى متعصبه شوية
_ انا مش قولت البت الملزقة اللى اسمها رانيا دى تمشى من هنا
_ آه....بس انا محتاجها وعايزها....وانا اللى اقرر مش انتى
انهى جملته بابتسامة مستفزة
_ لأ ده مش قرارك لوحدك انتى مش بتشوفها بتبصلك ازاى
وطريقة لبسها مستفزة وانت مش مقدر ده خالص
إلا بقى لو هى عجباك عشان كدة مش قادر تستغني عنها
عصب عليها وصرخ
_ بقولك ايه بطلى شغل الجنان ده وامشى من هنا ورايا شغل
_ جنان ....تقصد ان انا مجنونه
ابتسم ببرود
_ اه
_ لأ انا مش مجنونه يا أكرم لسة هتشوف الجنان دلوقتي
القت حقيبتها وذهبت للباب واغلقته بالمفتاح
بدأت بتكسير كل من حولها وهى تصرخ وتحاول ان تصيبه
اختبئ خلف الكرسى خوفاً منها ويحاول ان يتفادى
_ يا بت المجانين....اهدى مش كدة
تحدثت وهى مستمرة فى القاء كل من حولها عليه
_ ايه رايك في جنانى يا اكرم....عجبك
نظر لها ولمنظرها هذا ولعصبيتها فا انفجر في الضحك
صرخت به ثم القت عليه حقيبتها
_ بتضحك على ايه يا بارد....بلاش تضايقنى
اقترب منها و حاوطها بيده ثم الصقها على الحائط حاول إخماد ثورتها وقال
_ طب اهدى بقى وقولى عايزة ايه خلينا نخلص
اخذت نفسها ثم تحدثت
_ ارفدها .....ارفدها يا اكرم مش عايزة اشوف وشها
_ وانتى هتبقى مرتاحة لما تقطعى رزق حد
_ خلاص انقلها فى اى مكان تانى فى الشركة بس تكون بعيدة عنك
_ ماشى ...ممكن تهدى بقى شايفة عملتى ايه
نظرت للمكتب ثم ابتسمت بتشفى
_ كدة شكله احلى .... التجديد حلو برضوا
عض على شفتيه بغيظ
_ قدامى .... قدامى على البيت يا آخرة صبرى
______________________________________________
وصلوا للمنزل واستقبلتهم صفاء
_ كويس وصلتوا بدرى يالا انا جهزت الغدا تعالوا كلوا
نظرت لهم بتفحص ثم امسكت ملك من ياقة ملابسها
_ كنتوا فين يابت ومال هدومكوا مليانة تراب كدة
نزعت ملك يداها
_ ايه يا ماما مالك....احنا كنا فى المقابر
اطمئنت وقالت
_ مقابر يعنى يوم ما يخرجك يوديكى المقابر
_ انا اللى طلبت اروح
_ طب يالا يا ختى روحى اغسلى ايدك عشان تاكلى
______________________________________________
فى صباح اليوم التالي
جهزت ملك وذهبت لمنزل زين
فتحت لها هادية
_ أهلاً يا حبيبتي عاملة ايه
ابتسمت لها
_ الحمدلله بخير
_ اتفضلي بس هو زين مش موجود...استنى هتصل لك بيه
_ لأ.....انا. عارفة انه مش موجود انا جاية لحضرتك
اثار  حديثها فضولها
_ عايزانى ....خير يا بنتى
تنهدت ملك واخذت نفس عميق قبل أن تتحدث ثم قالت بهدوء
_ زين حكالى على كل حاجة....وعلى موضوع عصام الراوى
شهقت هادية وكأنها تذكرت ما حصل مرة آخرى هذا المشهد
يتكرر امامها مرة أخرى تتذكر صراخ ابنها وهو ينادى على
والده....تلك الآله الحادة التي قتلت زوجها.... تتذكر
زوجها وهو ملقى على الأرض
تسارعت ضربات قلبها لا تستطيع ان تتنفس نزلت دموعها
قلقت ملك على منظرها ذلك
_ طنط انتى كويسة
مسحت دموعها
_ اه....كملى
_ انا عايزة اساعد زين ...طنط ...زين فى خطر
ده مصمم يقتل عصام انا جاية لحضرتك عشان تساعدينى
انا مش هقدر اشوفه بيروح. منى و افضل ساكتة
صمتت قليلاً ثم قالت
_  عايزة تساعديه بجد
_ اه
_ بيكى
عقدت حاجبيها
_ مش فاهمه
_ هتساعديه بيكى انتى....انا كتير كلمته بس هو مصمم
الوحيدة اللى ممكن يسمعها هو انتى يا ملك.....كلميه
لو فكر شوية وعرف انه ممكن يبعد عنك اكيد هيراجع نفسه
فكرت قليلاً ثم قالت
_ ماشى...بس انا خايفه.... خايفة من المواجهة
_ هتقدرى صدقينى انا واثقه فيكى
______________________________________________
ظلت تفكر كثيراً هل تتحدث معه ام لا انها تخاف ان تخسره
وأيضاً تخاف المواجهة معه
قطع شرودها ذلك رنين هاتفها انه هو
_ السلام عليكم
_ وعليكم السلام.....قولى لى مبروك
استغربت
_ ليه
ابتسم
_ اترقيت
فرحت كثيراً
_ بجد.... مبروك يا حبيبي انت تستاهل كل خير
_ بالمناسبة الحلوة دي هعدى عليكى هخرجك
_ تمام يا حبيبي
______________________________________________
دخلوا المقهى وجلسوا على الطاولة
ظلت متوترة للغاية وخائفة لاحظ هو توترها ذاك
ثم تحدث
_ مالك....عايزة تقولى حاجة
_ بصراحة اه
_ اتفضلى انا سامعك
أخذت نفس عميق و كأنها ستحارب اليوم
_ بخصوص عصا...
فزعت عندما القى الملعقة بعنف على الطاولة
تحدث و حاول أن لا يفقد صوابه
_ لو الموضوع بخصوص عصام يبقى الأحسن تتخرسى
صمتت ولكن لا تستطيع الصمت مرة أخرى تحدثت
_ لأ مش هخرس يا زين انت لازم تفكر الف مرة قبل ما...
قطع حديثها مرة أخرى وصرخ بوجهها
_ بقولك اخرسى....تعرفى تقعدى ساكتة....انتى شكلك هتندمينى عشان اتكلمت معاكى
_ وطى صوتك  الناس بتبص علينا.... وبعدين انت هتستفاد
ايه لما تقتله يا زين فكر ...هتستفاد ايه
_ هستفاد كتير اولهم انى ارتاح واخلص من شره
_ بس ده غلط ليه تعمل كدة...سيب عصام بكل مشاكله للحكومة وهما هيجيبوا حقك
صرخ مرة أخرى
_ محدش هيجيب حق ابويا غيرى انا ....و اقفلى على الموضوع ده بقى .....وخليكى عارفة ان انا هقتله
قال اخر جملته والجميع نظر له
_ صوتك عالى الناس بتبص علينا يا زين
وبعدين ثوانى انت مصمم تقتله تمام...مفكرتش فى نفسك
هو انت فاكر لما تقتله هتفضل عايش
_ مش فارق معايا
صرخت هذه المرة به
_ ده انت طلعت انانى بقى
_ انا انانى
_ اه انانى......ولما انت مش فارق معاك اوى كدة هتعيش ولا تموت.... اتجوزتنى ليه حبيتنى ليه اصلاً ....ومامتك مفكرتش
فيها ابداً مفكرتش انها بعدك هتبقى عاملة ازاى
انت مش فارق معاك حتى نفسك....لااااه ده. انت تبقى انانى
اوى كمان
كان سيتحدث ولكن قطعته
_ قبل ما تتكلم تبقى وطى صوتك كفاية فضايح بقى
ثم ضحكت بسخرية وقالت
_ولا  انت كمان مش فارق معاك الناس وهما بيبصولنا
كأننا عاملين مصيبة
تباً لقد فقد صوابه بالكامل اخذها وذهب لسيارته رغم
صراخها بأن يتركها استقلا السيارة وذهب لمكان بعيد شبه مهجور انزلها من السيارة وسط صراخها
_ سيب ايدى.... وبعدين جاي....
قطع حديثها صراخه بوجهها ....فزعت
_ قولت اجيبك فى مكان مافيهوش ناس....يمكن يعجبك
قولى بقى كنتى بتقولى ايه
قبل ان تتحدث قال هو
_ اقولك انا ...كنتى بتقولى انا انانى مش بفكر غير فى نفسى
والهبل ده
صمت قليلاً ثم ضرب يده على سطح السيارة
_ هو انا ابقى انانى لما فكرت اجيب حق ابويا
و لما امى تنام كل يوم مقهورة و دمعتها على خدها بسبب اللى حصل
و ابقى انانى لما ادخل كلية مش بحبها بس كان نفسي انتقم
وابقى انانى برضوا لما قررت احبك و ياريتنى ما حبيتك
شهقت ملك اما هو فا دموعه تسابقه...اكمل حديثه
_ ده انا طلعت انانى اوى.....اكبر ندم انا ندمته هو يوم ما حبيتك
كنت فاكر انك هتعوضينى عن كل حاجة... اكتشفت العكس
عارفه يعنى ايه ابوكى يدبح قدام عنيكى...وانتى متكتفة
مش عارفه تعملى حاجة ....انتى عمرك ما هتحسى بيا
للأسف يا ملك انتى اللى انانية مش انا
دموعها مثل الشلال على وجهها كأنه صفعها للتو
لم تعرف ماذا تقول لقد جرحها بقوله ذلك
لم تدرى بنفسها عندما خلعت خاتمها وقدمته له قائلة
_ و انا مقدرش اعيش مع حد مريض عايش بذكريات الماضي
وعايز كل حاجة ليه لوحده.... اكتشفت ان انا كنت مجرد
استبن حاجة جاية تعوضك ....انا اللى للأسف مش
هقدر اكمل مع مرضك ده تقدر تشوف اى استبن غيرى يا ابن الناس
قالت جملتها الآخيرة ثم ركضت بعيد عنه وهى تبكى
دموعها تتسابق معها أيضاً وصوت شهقاتها تعلو
اما هو ظل مكانه دموعه تتساقط فقط جلس على ركبته
و هو يعاتب نفسه ما الذى قاله لها
وصلت لمنزل لها لم تعلم كيف وصلت إلى هنا
ذهبت لغرفتها واغلقت الباب ورائها لا تريد أن تتحدث مع احد
لا تستطيع مواجهة اى احد
ظلت والدتها تدق الباب تريد معرفة ما الذى جرى لأبنتها
_ افتحى يا بنتى ايه اللى حصل....يا ملك افتحى
يا سيد تعالى شوف بنتك
آتى سيد على صوت زوجته
_ فى ايه....ومالها ملك
_ مش عارفه قالت لى انها خارجة مع زين رجعت منهارة  كدة
وقفلت على نفسها
دق سيد باب غرفة ابنته
_ افتحى يا ملك.... حصل ايه قولى
هنا دق باب شقتهم فتحت صفاء الباب وجدته زين
دخل المنزل بلهفة الى غرفة ملك حاول فتحها لكن لم يستطع
_ ملك افتحى
توقف العالم فى هذه اللحظة عندما سمعت صوته
على صوت شهقاتها ....سمع صوتها ذلك وكان قلبه يتقطع
قال بنبرة باكية
_ ملك افتحى.....ارجوكى افتحى الباب
على صوتها وهى تصرخ
_ امشى من هنا مش عايزة اشوفك كل حاجة بينا انتهت....خليه يمشى يا بابا
قالت صفاء
_ انت عملت ايه فى البت
دق الباب مرة أخرى قال برجاء
_ ارجوكى يا ملك اسمعينى انا اسف انا عايزك تدينى فرصة تانية يا ملك ارجوكى افتحى متعمليش فيا كدة
صمت يريد سماع صوتها
فتحت ملك الباب ومسحت دموعها بعنف امسكت يده
وفعلت مثل ما فعل...امسكت يده واخرجته خارج منزلها
أمسكت الباب لإغلاقه تقابلت اعينهم لآخر مرة ثم اغلقت الباب
ركضت لغرفتها مرة أخرى قبل ان يتحدث معها احد
اغلقت الباب بقوة وجلست على الأرض تبكى مثل الصغار
وصوت شهقاتها تعلو....نظرت للسوار الذي بيدها فخلعته
اتجهت نحو خزانة ملابسها اخذت فستانها الازرق الذى احضره
لها فى عيد ميلادها والقته على الأرض اخذت  أيضاً فستانها
الاسود الذى احضره لها في حفله تخرجها والقته على الأرض
وأيضاً كاميرتها كل شئ يخصه القته على الأرض
و هى أيضاً تندم على انها عشقته
__________________________M________________
فرصة لآخر العمر
خلصنا رايكم ♥️
يا رب الفصل يعجبكم.....ركزوا كويس فى الفصلين اللى فاتوا
عشان بعد كدة كل حاجة هتبقى مرتبطة ببعض
والفصل اللى جاى هو اهم فصل فى الرواية كلها وهو الفصل
الآخير فى الجزء الأول

فرصة لآخر العمر Where stories live. Discover now