Part 32 : ما خلف القناع

ابدأ من البداية
                                    

" تتحدث عن الأمر كأنها ليلة عابرة..نحن نحب بعض منذ سنوات.."

مجددا صرخت أمها بانهيار تقول هذا و لم تعرف ميلينوي أنها تبكي سوى حين شعرت بملوحة الدموع في فمها ..لا تعرف لما تبكي بعد لكن كل ما تسمعه كان سيئا جدا ..

" و دون أن ننسى كاليستا.."

" لا أود أي علاقة بها..من الأفضل ألا نخرب الأمر آفالون..هز يعتقد أنها ابنته لذا ابقِ الأمر كذلك و حافظي على زواجك كأنني لم أكن..لأنني سأغادر و لا أود أي صلة تعيدني لأستراليا.."

" هذا يعني أنك لا تصدق.."

" أخبرتك لا أحتاج الإثبات..ليس لأصدق أم لا بل لأنه سواء صدقت أم لا ..لا شيء سيتغير..سأعود لها و ننهي الأمر هنا.."

حين قال هذا سمعت أمها تبكي مرة أخرى و صوت الرجل الذي كان حادا غاضبا خف قليلا و أصبح ناعما وهو يقول :

" آفالون أرجوكِ..لا تجعلي الأمر صعب علينا..ما بيننا مستحيل و أعترف أنه خطأي ما كان يجدر بي منحك الأمل هكذا..لكن صدقيني هذا للأفضل..دعينا لا ندمر حياتنا بسبب حب لن ينجح..أرجوكِ.."

" كل الوعود..كل الآمال..أخبرتني أنك تحبني و أننا سنغادر من هنا و الآن..."

" أعلم..اكرهيني أرجوك..ألقِ باللوم علي لكن توقفي عن الأمر ..لا تدمري حياتك ..أنتِ متزوجة و أنا كذلك..كان علي أن أعرف منذ البداية أن الأمر لن يستمر.."

" لا تتحدث عما بيننا كأنه شيء عابر توقف..ما بيننا نتجت عنه فتاة ...هي تشبهك ديفيد..كيف سأشرح لها لاحقا أن والدها تخلى عنها .."

" آفالون لما لا تفهمين ما أريد إيصاله..تبا..."

" تبا لك...لا تملك الحق بفعل هذا..ليس الآن..ليس بعد كل شيء.."

كانت ميلينوي تبكي و خافت أن يرتفع صوت شهقاتها لذا ركضت تغادر من المكان ترفض سماع المزيد مما يحدث..لا تحتاج سماع المزيد من كلام رجل مع أمها حول أشياء ترفض الإعتراف أنها سمعتها بعد..

ركضت و ركضت تهرب من المكان و تحاول بفشل الهرب من كل ما سمعته و صار محفورا في ذهنها الآن و للأبد...

لم تحتج أن تكون عبقرية أو تفهم الكثير لتعرف ما يجري ..الكلام كان واضحا و الرجل الذي كان يتحدث مع أمها ليس والدها إطلاقا..رجل إسمه ديفيد هو مرض أمها..هو سبب غضبها و شحوبها و سبب أنها تقبل كاليستا من جبينها ولا تقبل ميلينوي و زيفير ..

تلك الفكرة دمرتها أكثر من كل شيء آخر..أن تعتقد أن أمك لا تحبك و تفترض ذلك هو شيء و أن تعرف حقيقة الأمر و تتأكد منه هو شيء آخر..

وصلت ميلينوي عند أختها تأخذ أنفاسها بصعوبة و كفتاة مثالية جلست جانبها على المقعد في الحديقة تمسح دموعها كأنها لم تكن.. صدرها يرتفع و ينخفض لكنها تحاول كتم أنفاسها و ترتيب شعرها لتبدو بأنها بخير ..أيديها كانت ترتجف و كذلك جسدها الصغير لكنها كانت تنظر أمامها كأنها تمثال أو دمية مبرمجة..ظلت تنظر للأطفال يلعبون مقابلها في مشهد طبيعي سعيد بينما هي جالسة بجسد واحد يظهر داخلها حقا..

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن