الفصل السابع عشر "الجزء" (1)

Start from the beginning
                                    

لتحدق فيه بعينين دامعتين وهتفت بجدية وهي تشير له بسبابتها المرتعشة

= اعتقدت انك ليس مثلهم.. ‏كنت أود إخبارك بأنّ الجميع قد خذلني إلّا أنت.. ولكنّك خذلتني قبل أن اخبرك. رُبما لم يكن شيئاً مهماً بالنسبة لك، لكن هذه كانت حياتي التي كنت أحاول إعادة بنائها.

أحس بوجود خطب ما من حديثها الغير مفهوم بالنسبة له، فأجاب في النهاية قائلاً بانفعال ملحوظ

= مهره بدون ألغاز أخبريني ماذا حدث لكٍ، أنا لا أفهم شيئا مما تقولي؟ ولماذا تعامليني بهذه الطريقة وماذا فعلت لكٍ حتى تغضبي مني هكذا؟

وكادت أن تتكلم مرة أخرى، لكنها سمعت صوت والدتها تقول لها هيا سيغادرون الآن.. اقتربت منها متجاهلة إياه تمامًا، ولم تتحدث معه طوال الطريق، ولم يحاول هو أيضاً حتى لا يثير الشبهات بين الجميع! بالإضافة إلى أنه لا يعرف ماذا حدث لها وماذا فعل بها حتى تغضب منه هكذا؟

❈-❈-❈

جلست تسنيم منزوية في أحد الأركان بمنزلها السابق محدقة بالمكان بنظارات فاتره فقد عادت من جديد، بعد أن تحولت أحلامها إلى سرابٍ حينما اكتشفت خدعة الزواج السعيد والعهود الغير حقيقية عادت بعد خيبة أمل كبيرة، انتبهت فجاه لطرقات باب المنزل فاضطربت بدرجة ملحوظة، و ازدردت ريقها بتوتر وهي تنهض حينما تحركت إليه تقدم قدمًا وتؤخر الأخرى، لتفتح الباب وهي متأكدة بأنه زوجها! فتحت الباب ليظهر سالم أمامها و عمدت هي إلى إخفاء حزنها وتركت الباب لتدخل لكنه أمسك يدها بسرعه لتبعدها بعنف هاتفه بصلابة قليلة

= سالم سيب أيدي لو سامحت

دني منها سالم متفرس في تعبيراتها الحزينة ومتأمل بفضول حالتها الشاردة، وقف أمامها لبرهة منتظر أن تحن بوجوده، لكنها كانت كمن في عالم آخر، فقال بلين

= تسنيم احنا لازم نتكلم... حياتنا من الأساس
بدأت غلط خلينا المره دي بقى نرتبها صح

هزت رأسها برفض وإصرار مخرجة تنهيدة عميقة من صدرها وهي ترد بقوة

= ما فيش كلام ما بينا، طلقني

انعقد ما بين حاجبيه باستغراب من جملتها الأخيرة، واستدار برأسه نحوها لينظر في عينيها قائلا بجدية

= طب وحبنا؟ تسنيم هو انتٍ بسهوله كده عاوزه تنهي كل حاجه.. حتى الشغل سبتيه طب ليه ده ماله بخنقنا مع بعض .

ردت عليه بتهكم وهي تطلق تنهيدة مطولة

= قول لنفسك انت اللي بدأت كل حاجه غلط،
سالم انا جربت معاك كل حاجه اتمنیت اهرب
منها... مش هو ده الجواز اللي وعدتني بيه مش هي دي الحياه اللي كنت فاكره نفسي هعيشها وانا مرتاحه، لو هو ده الجواز اللي انا عشته معاك مش عاوزاه، اهون عليا اطلق واعيش لوحدي طول العمر ولا أحس نفسي اني بموت بالبطيء من تاني كفايه.. انا عليا بايه من كل ده 

حياة بعد التحديث (كامله) لـ خديجة السيد الجزء 2 من "روايه بدون ضمان" Where stories live. Discover now