٣٣: فلسطين..

45 2 0
                                    

أمامنا.. أمامنا..
بين أيادينا تسيل السيولُ
الأرض كانت تُغرقنا
لا كانت السماء ولا الغيومُ
تنجرف إلى أفواهنا الصخورُ
ولا حولَ للعويل، ولا قولَ يقومُ
تُحرقنا نيرانٌ لا تطفئها السيولُ
تحت أقدامنا ما كانت ذيولُ
كنا لا ننام، يتأرجح السواد بالعيونِ والعيونُ
شاخصة ترى جحيمًا فوق جحيمٍ يعولُ
إن أخَذَنا الوَسَنُ لأرضه يُفزعنا تَكَتُّلُ الحَولِ
حَولَ نكبةٍ ما فتئت تمتد وأحياءَنا تَطولُ
وتُخَلِّفُ أرقامًا تكثرُ.. ولا تزولُ
أرقامٌ تفرَّغَت من الشعورِ وظلالها سيولٌ
من الصخورِ والصواريخ التي لا تزولُ
أرؤية الأرقامِ وإغفالُ العقولِ
ووُجودُ حدودٍ فوقها حدودٌ
وتكتلٌ الأيام عذرٌ يا قومًا أكله الحَولُ؟!
نُفَرِّغُ داخلَ حلوقنا ما وجدنا من الكؤوسِ
مرَّة الطعمِ كالحياة، وليست بأفيونٍ
قد تكون ركامًا مِن صخورٍ أو حُيولٍ
أو ما وجدناه في آبارنا من السمومِ
نحيا، أو نموت لنبلغ جِنانَ ذي الحُيولِ
وتبقى قصتنا على الأرض تقولُ...

كلُّها يُسرWhere stories live. Discover now