٢٠: بالون ومحطات

25 1 0
                                    

بسم الله

__________________

في حياتي المظلمة أكون متمللة، ولا أجرء على الاعتراف بأنني حزينة إذ أني أتوقف عند محطات كُثُرٍ أتنفس فيها مع بسمات مَلأت قلبي. ثم حين أصعد الحافلة شدقايَ يغدوان خجلين لا يعرفانِ سوى إيصال مرارتي.

أشعر كأنني أنتفخ كالبالون وذلك ما يجعلني خائفة. أتساءل إن كنت سأنفجر قبل أن أبلغَ الحجم الضخم الذي وصله من يجاورني.
وحقًّا بعد ذلك السؤال قد انفجرت...
وأنا ألوم ما صُنِعتُ منه، بسببه لم أتحمل أن أمتلئ،
وأنا التي أرادت أن تُغدَق حتى لا تتمزق.
أنى لرغبتي هذه أن تتحقق؟
كل جزءٍ مني قد دُحِرَ بعيدًا عني وتبدد!

ثم هناك سِحرٌ غريبٌ يعيدني إلى البداية حيث بدأتُ أسمنُ. يريني نورًا عظيمًا وأنا من اعتادت عيناها على الظلام؛ فتتألم عيناي وأعودُ إلى جُحري أتزمل العَتمة في سلامٍ. وأنفخ بالوني ليغدو الأكبر والأبرز، لكنه ينفجر وتتناثر أجزاء سعادتي بعيدًا عن بعضها البعض.

هذه الثمانية عذابٌ دائمٌ. أريد أن أكتب، وأن أخرج، وأن أنجز الكثير، لكنني عالقة في نفس المكانِ. ما بي لا أحاول إخراجَي من بين ثغرات الظلامِ؟ ما بي أتلهف للعودة إلى السقامِ؟ متى سأتوقف عن النفخِ والكلامِ؟ أين هي أفعالي؟

غدًا يومُ جديد أريد رؤية النور الذي يؤلم العينين، لربما بعدها سيتوقف هذا التكرار الحقير، وسأتوقف عن تصديق قولِ السماء من خلف النافذة أنني أستطيع لمسها إن مددت يدي، وسأترك البالون الجديد دون ملئه وإن كان بحجم منطاد عظيم، فلا شيء سيمتلئ بما في نفسي، وإن ملكتُ العالم سأظل أنفخ، وقد أشتهي زهرة في يدِ شابة تبتسم وهي عليلة.

الأفضل أنني في يومٍ قد غدوت تلك الشابة بعد رؤية ذاك النور في باحتي الصغيرة، وذلك بعد إذ كففت عن تركِ المحطات وحيدة.

______________________

كلُّها يُسرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن