الفصل الرابع عشر

Start from the beginning
                                    

نظرت تسنيم له لحظات حرجه، وهو لم يشعر بنفسه إلا وهو يقبض على كتفي تسنيم بقوه يصرخ بجنون

= انا النهارده عرفت اني ضيعت عمري هدر...
عشان لأول مره في حياتي اكتشف اني كنت حاسبها غلط.. یا خساره يا تسنيم .. يا خسارة .

سقطت الكلمه كالنخجر فوق قلبها، وهبطت دموع تسنيم فنفضها من بين ذراعيه بحده! كفكفت تسنيم عبراتها محاوله شرحها للحقيقة المريرة، والتي لم يقبلها وتشنجت نبرتها وهي تجيبه

= انا عذراك رغم غضبك مش في محاله، بس عشان انا عارفه يعني ايه وجع الإبن ! حتى لو ربنا لسه ما زقنيش بيهم .

بدأ سالم غير مكترث بما يظهره نحوها من مشاعر بغض، ثم تابعت قائلة بثبات متعمدة إثارة شكوكه

= ومصممه أن أنا ما اذيتهاش ومتاكده كمان أن ما حطتش في الأكل حاجه ذي كده وانا عارفه انها هتضرها.. وعارفه هتقول لي زي حماتك يعني هو اتحط لوحده في الأكل وهي مطلعه بنفسها قدامكم.. بس انا متاكده لو قلت لك أن أنا شاكه في ليلي هي اللي حطيته مش هتصدقني كالعاده .

نظر لها عابس الوجه مكفهر الملامح، وهز رأسه ساخراً بعدم تصديق وكالعادة سد أذنيه رافض الإنصات لها، و أصر على رفضه صائحًا بانفعال

= ليلى هي اللي هتحط اللوز في الأكل عشان تؤذي نفسها وتاكله وهي عارفه انه بيضرها؟؟  تسنيم اسكتي لو سمحت عشان انتٍ بقيتي تقولي كلام غريب ما يدخلش الدماغ.. انا جي تعبان وفيا اللي مكفيني ومش شايف قدامي ولا فايق بكلامك ولا أفكارك .. يا ريت تقدري تعبي وتسيبيني في حالي شويه .

نظرت إلي إصابة يدها و رأسها الواضحه، و التي لم يلاحظها مطلقاً منذ أن دخل بسبب توبيخه لها المستمر، أغمضت عينيها مبدية إرهاقها وهي تقول بنبرة مقهورة

= صح باين عليك فعلا تعبان اوي .. ومش مركز مع اللي حواليك ولا انت بتقول ايه؟ تصبح على خير .

بكت بقهر في مكانها بعد أن رحل وتركها بعدم اهتمام، فقد عادت إليها تلك العاده البغيضه منذ الطفوله، حين تتاذى وتكون بحاجه الى شخص ما يبقى بجانبها، ترفض أن تطلب ذلك بنفسها لذلك تجهش بالبكاء كالاطفال .

هي بالفعل كانت بحاجه له في تلك اللحظة اكثر من أي وقت مر عليهما، تحتاج إلى يد حنونة ترتبت على كتفها وتحتويها وتعيد إليها جزء من كرامتها التي هدرت اليوم ويخفف عنها وعن ما عانته اليوم كثيراً، بالإضافة الى رعبها الشديد عندما اصطدمت بسيارتها و كادت أن تنهي علي حياتها ولم تجد أحد معها غير ذلك الغريب!! الذي ساعدها بدلا منه، وكل ذلك مرت به اليوم بمفردها دون أن يلاحظ حتي.

ازدردت تسنيم ريقها بألم واضح، وبعد تلك المهانه التي تعرضت لها اليوم، أخذت تفكر في المسألة من الناحية العقلانية، فرفضه العنيد أن يصدقها ربما يؤدي إلى هلاكه، وبعد لحظات من التفكير المتأني اضطرت مجبرة أن تظل بجانب زوجها ترعاه في موقف صعب كذلك فلم تستطيع أن تتركه وتذهب، فهو أيضاً يمر بضغط عصبي بسبب خوفه على أبنته.

حياة بعد التحديث (كامله) لـ خديجة السيد الجزء 2 من "روايه بدون ضمان" Where stories live. Discover now