الفصل الخامس والثلاثون: وَدَاع مُفاجِئٌ

15.9K 790 562
                                    

"طبعًا أنتِ صدقتي إن تليد بيحبك بجد وإنه ناوي ياخد خطوات رسمي زي ما كان بيوهمك... طب هو اللي بيحب حد بيخبي عليه إنه هيسافر برا مصر خمس سنين علشان يدرس؟"

تلاشت ابتسامة ريتال على الفور حينما قرأت تلك الكلمات المكتوبة داخل الرسالة المشؤومة، لقد حسبت في البداية أن تليد يراسلها من رقمٍ آخر على سبيل الدعابة لكن الآن أدركت أن الوضع ليس مضحكًا قط...

"مالك يا ريتال وشك قلب كده ليه؟"

"مفيش حاجة يا ماما..."

"تاني يا ريتال؟ عايزة تخبي عليا تاني؟ وريني التليفون اللي في إيدك ده كده..."

"يا ماما ثواني..." لم تُكمل ريتال كملتها حيث كان الهاتف في يد زينة بالفعل، قرأت زينة الرسالة بتعبيرات وجه جامدة قبل أن تقول الآتي:

"طب أيه مش هتردي؟"

"أرد؟ أرد ازاي يعني يا ماما؟ أنتِ مش شايفة اللي مكتوب في المسدچ؟" سألت ريتال بإستنكار شديد لتدعس زينة على قدمها بخفة قبل أن تقول:

"أومال تقعدي تعيطي وتتقهري؟ هو ده اللي باعت المسدچ عايزه يا عبيطة."

"طب أرد أقول أيه؟ مش عارفة... أنا أصلًا معرفش الكلام ده حقيقي ولا لا وطبعًا معرفش مين..."

"مش مهم... اصبري أنا هقولك تكتبي أيه."

- أخص عليكِ أو عليك على حسب يعني حرقتلي المفاجأة اللي تليد كان عاملها، على العموم مش مشكلة حصل خير.

أرسلت ريتال ما أقترحته والدتها، لقد كانت الرسالة مستفزة إلى حدٍ كبير ومؤكد أنها أزعجت صاحب أو صاحبة الرسالة وإن كانت ترجح ريتال أن الفاعل أنثى بلا شك.

"دلوقتي بقى هتقولي لتليد على الرسالة دي ولا أيه؟" سألت زينة لتتنهد ريتال تنهيدة طويلة قبل أن تقول الآتي:

"أحنا متفقين منتكلمش لحد ما يحصل حاجة كده وبصراحة مش حابة إن الموضوع يكبر."

"ما أهو طول ما أنتِ سلبية كده هيفضل في ناس بتضايقك وبتتنمر عليكِ."

"ماما الله يكرمك أنا راجعة من تعب امتحانات وتعب مذاكرة سنة من غير نوم ولا راحة وعايزة أفرفش كده، تعاليلي كمان أسبوع كده أكون نمت وصحيت ونشوف موضوع التنمر ده." حاولت ريتال الهروب من المواجهة كالمعتاد، قلبت زينة عيناها بتملل وهي تتابع الطريق قبل أن تقول بقلة حيلة:

"خلاص على راحتك، أبقي كلمي نانسي أطمني عليها وشوفيها عملت أيه النهاردة وكده."

"هكلمها وبالمرة أشوف الجلسات بتاعتها خلصت ولا لسه."

وصال مقطوعWhere stories live. Discover now