الفصل الأول: بِدَايَةُ دِرَامِيَّةُ

15.1K 762 469
                                    

في تمام السادسة والنصف صباحًا في صباح يوم الأحد وتحديدًا في فصل الخريف حيث الشمس الدافئة المزينة بنسمات هواء باردة ومشهد سقوط أوراق الأشجار المُحبب إلى القلب والغلاف الملون بطبقة تميل قليلًا إلى الصفرة...

دلفت زينة ذات الخمسة وثلاثون عامًا إلى غرفة ابنتها في هدوء تام وهي تقوم بفتح الستائر لتسمح بأشعة الشمس التي بالكاد بدأت في الظهور لتُنير الحجرة نسبيًا ومن ثم جلست على طرف سرير ابنتها وهي تقوم بتحريك كتفها برفق بينما تُردف:

"ريتال! قومي يلا عشان نفطر، يلا مش معقول كمان تتأخري عالمدرسة في أول أسبوع!" لم تتلقى والدتها رد لتقوم بتحريك كتف ابنتها مجددًا لتستيقظ الأخيرة بحنق وهي تفتح عيناها ببطء.

"صباح الفل يا ماما... فين الفطار؟" سألت ريتال بنبرة ناعسة ودون استيعاب لمدى سخافة سؤالها وكأنها تبحث عن الطعام بجوار السرير لتتنهد والدتها وهي تجذب ذراع ابنتها بلطف كي تساعدها على النهوض بينما تُتمتم:

"كل يوم نفس السؤال؟ هنفطر عند جدتك تحت."

"مفيش مرة نفطر في بيتنا زي الناس الطبيعين..."

همست ريتال ذات السبعة عشرة عامًا بضيق شديد وهي تُعيد خصلات شعرها السوداء المُبعثرة نحو الخلف بضيق لترتد خصلاتها المجعدة إلى حيث كانت، تنهدت والدتها بنفاذ صبر فلقد حفظت تلك الكلمات التي تتفوه بها ابنتها الوحيدة في كل صباح.

"ريتال حبيبة ماما أحنا بقالنا كام سنة ساكنين هنا وسايبين شقة التجمع؟"

"تلات سنين تقريبًا؟ لا خمسة!"

"طيب وكل يوم في الخمس سنين تصحي معترضة عشان هننزل نفطر مع ماما ثناء لا وجرعة الإعتراض بتبقى زيادة أوي في فترة الدراسة."

علقت زينة بتملل وهي تقوم بترتيب سريرها ابنتها فور أن غادرت ريتال السرير وهي تقوم بجذب ثوب المدرسة خاصتها استعدادًا لتبديل ثيابها.

"عشان يا ماما أنا زهقت من الصحيان كل يوم بدري أوي عشان دي القواعد وأحنا بنفطر في الميعاد ده، ده غير طبعًا التعليقات والتريقة اللي باخدها طول الوقت!"

"مين يا ريتال اللي بيتريق عليكِ؟ طب خلي حد يقول عليكِ نص كلمة في وجودي وهتشوفي هعمل أيه في اللي هيتكلم!"

تمتمت زينة بإستياء شديد لتزفر ريتال بضيق دون أن تنبس ببنت شفة فهي تعلم جيدًا أن والدتها لا تملك حق الإعتراض على ما يُقال أو يحدث وبالرغم من أنهم في العادة لا يسخرون منها أمام والدتها إلا أنها تعرف جيدًا أنه في حالة حدوث ذلك أمام والدتها فلن يختلف الأمر كثيرًا.

وصال مقطوعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن