الفصل السابع: الْحِلّ الْوَحِيد

6.2K 528 327
                                    

"ريتال؟!" جاءها صوته الرجولي القلق لتنتفض من موضعها وهي تترنح كالسُكارى، تكفكف دموعها بقوة أكبر من ذي قبل ومن ثم حاولت أن تشيح بنظرها بعيدًا عنه وهي تتسأل بداخلها تُرى على رأها وهي تُمزق كل شيء بغضب غير مُبرر؟

"ريتال أنتِ كويسة؟ في أيه وليه عملتي كده؟"

"أنا... كويسة." أجابته بتقطع وهي تحاول أن تُخفي الغصة التي في حلقها كي لا ترى نفسها مثيرة للشفقه أمامه عيناه الشاخصة، لم يبدو عليه الإقتناع بتاتًا فأقترب منها بضع خطوات لتبتعد هي في المقابل.

"طب فهميني مين زعلك بس؟ عمو عبدالرحمن عمل حاجة طيب؟ ولا حد من المدرسة زعلك ولا أيه؟"

"أنا تمام يا صالح... أنا بس كنت مضغوطة شوية، ولو عالزينة اللي اتقطعت والحاجة أنا هحاسبك عليها وعالتورتة كده كده متقلقش."

أجابت بنبرة لم تُريح صالح بل كادت أن تُثير غضبه فتلك النبرة ليست نبرة ريتال التي أعتاد عليها، عقد حاجبيه بإستياء واضح بينما عقب على جملتها بنبرة شبه غاضبه:

"بجد والله؟ تفتكري اللي فارق معايا الفلوس؟ من أمتى وأحنا في بينا الهبل ده يا ريتال؟"

"بينا؟!" همست بها ريتال ساخرة مستنكرة بينما وقف يراقب هو في حيرة شديدة، لا يفهم سبب التحول الكبير في نبرتها ولا النظرة الباردة كالجليد داخل عيناها والتي بالرغم من برودتها إلا أنها كانت تحرقه كبركان ثائر.

"صالح أنا كنت متضايقة شوية وخلاص دلوقتي بقيت أحسن، هلم الحاجات دي وهرميها وهنزل متقلقش أنتَ."

هل قامت بطرده من المكان بأدب؟ هكذا فعلت على ما يظن لكنه لن ينفعل ولن يجادلها ففي النهاية هو مدرك للمرحلة العمرية التي تمر بها، إنها مازالت في أحضان المراهقة بينما تطل عيناها على مرحلة الشباب لذا لا بأس من بعض التخبط والتصرفات الغير عقلانية.

"متتأخريش، تصبحي على خير." تمتم بهدوء وهو ينسحب من المكان مبتعدًا عنها وبمجرد أن فعل علت صوت شهقاتها في المكان مجددًا بعد أن ظنت أنه رحل عن المكان لكنها لم تكن تعرف أنه وقف بالقرب من السُلم يراقبها في اهتمام وقلق..

لقد ازداد الأمر سوءًا بالنسبة إلى صالح وقد تأكد أن هناك خطبًا ما بريتال، لم يدرِ هل يجب عليه إخبار زينة بما حدث لكي تساعده على حل لغز ريتال أم يحاول فعل ذلك بنفسه؟! في النهاية قرر ألا يُخبرها مؤقتًا ففي النهاية هو يعرف ريتال جيدًا وسيعرف كيفية جعلها تبوح بما تشعر به وتخفيه عنه، هكذا كان يظن!

بعد مدة قصيرة عادت ريتال إلى الطابق الخاص بها هي ووالدتها وكان صالح قد سبقها بالرحيل، بمجرد أن خطت ريتال خطوتها الأولى أسرعت زينة نحوها وهي تعانقها بقلق لتنهمر دموع ريتال تلقائيًا بينما تُردف بنبرة ألمت قلب زينة:

وصال مقطوعWhere stories live. Discover now