الفصل السادس عشر: مَوْت أَم نَجَاةٌ؟

5.9K 567 272
                                    

•تنويه يحتوي هذا الفصل على مشهد محاولة انتحار، من لا يفضل هذه المشاهد سيتم كتابه تنبيه قبل بداية المشهد•

بحثت عن ورقة فارغة في أحد دفاترها ومن ثم أحضرت قلمٍ وجلست على الكرسي المقابل للمكتب خاصتها وقد قررت كتابة رسالة إلى والدتها وكانت بدايتها كالآتي:

  "ماما حبيبتي... سامحيني على اللي هعمله...

ماما الحياة طلعت قاسية أوي، أنتِ مبقتيش جنبي وأنا تايهة وخايفة من كل حاجة وكل الناس... أنا تعبت ومبقتش قادرة أكمل في الحياة دي أكتر من كده ويمكن نانسي وصحابي في المدرسة عندهم حق الحياة هتبقى أحسن وأسهل بكتير من غيري، سامحيني يا ماما بس وقت ما هتكوني أنتِ بتقرأي الرسالة دي أنا غالبًا مش هكون هنا تاني... "

- ريتال

أنهت ريتال كتابة رسالتها والتي بُللت أطرافها بسبب بكاء ريتال دون أن تُدرك ذلك، صوت طرقات على الباب أخرجها من شرودها لتُخبئ تلك الرسالة في أحد الأدراج وتكفكف دموعها وتهرول نحو سريرها لتختفي أسفل الأغطية مدعية النوم.

"ريتال حبيبتي أنتِ صاحية؟" سأل والدها لتتجاهل سؤاله ليتنهد بضيق ويغادر الحجرة مجددًا، بعد أن غادر أمسكت ريتال بهاتفها وهي تُعيد قراءة تلك الرسائل القاسية مرة بعد مرة حتى غلبها النعاس...

بالإنتقال إلى اسكندرية استيقظت زينة باكرًا لكي تستعد لمقابلة العمل خاصتها وقد توجهت إلى المكان قبل موعد المقابلة بخمسة عشر دقيقة تقريبًا، دلفت زينة إلى داخل الروضة والتي كانت ذات مساحة متوسطة مقسمة إلى ثلاثة حجرات تقريبًا وقد زُينت جدرانها برسومات ملونة لشخصيات كرتونية مختلفة بالإضافة إلى لوحات قام الأطفال برسمها.

ابتسمت زينة حينما وصل إلى مسامعها صوت قهقه الأطفال وحركاتهم السريعة المليئة بالنشاط والحيوية وللمرة الأولى منذ سنوات تشعر بهذا الإشتياق أن تصبح أم لطفلٍ آخر لكن لم يعد بمقدورها تحقيق ذلك بعد انفصالها عن زوجها...

"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا فندم، أنا زينة رضوان..."

"أهلًا أهلًا اتفضلي، أنتِ بنت أستاذ رضوان ده انسان محترم جدًا وصديق جوزي من سنين طويلة... تعالي معايا على المكتب جوا."

أومئت زينة وتبعتها نحو مكتب وضع داخل حجرة صغيرة، جلست زينة على الكرسي المقابل للمكتب خاصة المديرة والتي تُدعي ناهد.

"لما جوزي طلب مني أشوفلك وظيفة هنا وعرفت إنك بنت أستاذ رضوان مترددتش لثواني إن أوافق بس طبعًا أحنا محتاجين ندردش مع بعض بشكل ودي كده علشان أعرف بس خبرتك، أشوف اللغة عندك، طريقة تفكيرك كده يعني."

وصال مقطوعWhere stories live. Discover now