الفصل الثاني عشر: دِفَاع وَتَهْدِيد

5.8K 528 345
                                    

"ريتال مكنتش محتاجة تسمع يا زينة ريتال عارفة كل حاجة..." صدرت هذه الجملة من والد ريتال الذي وقف مستندًا على باب الحجرة، عقدت والدتها حاجبيها وهي تبتعد عن ابنتها قليلًا حتى تستطيع النظر إليها بوضوح أكثر وهي تسألها مستنكرة:

"الكلام ده بجد يا ريتال؟"

هربت الكلمات من فم ريتال وشعرت بثقل في لسانها حتى باتت غير قادرة على الإجابة ولكن لحسن الحظ أن صالح جاء في اللحظة المناسب حيث قام بدفع عمه بخفة حتى يستطيع أن يدلف إلى الحجرة بينما يقول الآتي:

"أنا اللي طلبت منها متقولش حاجة يا طنط."

"أنتَ يا صالح؟ أنتَ كمان كنت عارف وخبيت عني! أنا مش قادرة افهم بجد حاسه إن دماغي وقفت... يعني الكل عارف ما عدا أنا؟ مع إني أنا الوحيدة اللي من حقها تعرف أصلًا!"

"طنط الكلام مش مناسب هنا ومتنسيش إن ريتال لسه تعبانة، نكمل كلام في البيت بعد إذنك." نظرت
نحوه ريتال بإمتنان شديد فلم تكن تملك ما يكفي من الطاقة لتبرير موقفها أو الدفاع عن نفسها.

في غضون دقائق من تلك الجملة كانت ريتال تجلس داخل سيارة والدها تراقب الطريق في صمت، لم تكن المستشفى بعيدة عن المنزل لسوء الحظ لذا لم يكن في استطاعتها إراحة رأسها لبعض الوقت فبمجرد أن دلفت إلى الداخل استقبلتها عمتها بثرثرتها المعتادة بالإضافة إلى بعض الجمل الغاضبة من جدتها والتي لم تكن سوى تعبيرًا عن الخوف عليها.

"أنا خلاص بقيت كويسة، عايزة بس اطلع أنام." تمتمت ريتال بضعف لتومئ والدتها وتصطحبها إلى الأعلى وقد كان برفقتهم صالح الذي يحمل حقيبة زينة والمفتاح خاصتها.

"هطلعهم يا ماما وهنزل بسرعة."

"لا يا عبدالرحمن خليك أنتَ، صالح معاهم هيطمن عليهم وهينزل على طول أدخل جوا أنا عايزاك في كلمتين." أصدرت بثينة الأمر بنبرة جافة لم يعتدها عبدالرحمن من والدته، عقد حاجبيه بقليل من الضيق الممتزج بالتوتر قبل أن يومئ إليها ب 'حسنًا' ويتبعها نحو الداخل.

"الكلام اللي سمعته ده صحيح؟"

"كلام أيه يا أمي؟ مش فاهم..."

"متستعبطش عليا يا عبدالرحمن! أنتَ فعلًا متجوز على زينة ومخلف من مراتك التانية؟" سألته والدته بقليل من العنف ولكن في الوقت ذاته حافظت على نبرة صوتها الهادئة.

لم يجد عبدالرحمن الكلمات المناسبة ونظرات والدته الثاقبة جعلته يفقد القدرة على التحدث لذا أخذ ينظر بعيناه نحو شقيقته وشقيقه كي ينقذوه كما أعتاد أن يفعل في صغره حينما يُخطئ، عبدالرحمن يُخطئ لكنه الأخ الأصغر لذى يجد أخوته يدافعون عنه ويحمونه من العقاب لكنه لم يكن يعلم أن محاولته للإفلات من التوبيخ والعقاب لن تفلح هذه المرة

وصال مقطوعWhere stories live. Discover now