الفصل الواحد وثلاثون: خِيَانَة

7.1K 648 565
                                    

"بنتي... نانسي!!" صرخ والدها وهو يهرول نحوها، يتناول رأسها بين يديه بينما غلفت الدماء المكان.

غادر السائق السيارة والذي كان شاب يبدو في العشرينيات وكان الهلع باديًا على وجهه بينما يقول:

"أنا مشوفتهاش هي ظهرت فجأة... حد يطلب إسعاف بسرعة..." تحدث إلى الحشد الذي تجمع من حولهم والذين حاولوا الإمساك به خوفًا من هربه بعد فعلته تلك وحينما استشعر ذلك منهم أردف:

"أنا... أنا هوديها المستشفى، وهتكفل بمصاريف العلاج كلها... أنا هفضل معاهم والله..."

"لو بنتي حصلها حاجة هروح فيك في داهية!" صرخ والد نانسي في وجه الشاب وهو مازال ممسكًا بجسد ابنته الممد على الأرض الأسفلتية، الدماء غلفت يداه والتي لم يعلم أين مصدرها فلقد كانت إصابتها عديدة.

"اللي حضرتك تشوفه، محدش بس يحركها لحد ما الإسعاف ما تيجي علشان منعملش مشكلة أكبر."
تحدث الشاب وعلى ما يبدو أنه كان على إدراك تام بما يقوله.

في خلال دقائق وصلت سيارة الإسعاف والشرطة كذلك ليتم تحرير محضر ضد ذلك الشاب ولقد تم مراجعة كاميرات المراقبة في الأماكن القريبة للتأكد من أن الحادث كان عن غير عمد وكذلك لمراجعة ملابسات الحادث بالكامل، كان الشاب متعاونًا للغاية وإن كان يشعر بالهلع لكنه كان متقبلًا للوضع الراهن.

أما عن والد نانسي فكان يبكي ابنته الفاقدة للوعي والتي لم يستطع الأطباء والمساعدين داخل سيارة الإسعاف طمئنته على وضعها فلم يكن الأمر واضحًا بعد فمن المحتمل أن تكون هناك عدة إصابات غير واضحة ولن تظهر سوى بالفحوصات والأشعة.

"ألو... أيوا يا صالح يا ابني أنا عمك أشرف."

"أهلًا بحضرتك، هي نانسي معاك؟ موبايلها مقفول وبحاول أوصلها من بدري مش عارف هي قالتلي هتخلص الدرس وتكلمني."

"نانسي عملت حادثة وأحنا في عربية الإسعاف دلوقتي رايحين المستشفى... أدعيلها يا ابني."

"أيه؟!! حادثة؟ حادثة أيه؟ طب أنتوا رايحين أني مستشفى أحصلكوا على هناك أنا وعمتو."

"طب تعالى أنتَ الأول لحد ما نطمن عليها، غادة لو عرفت هيجرالها حاجة..."

"لا طبعًا مينفعش هي من حقها تعرف، طيب ممكن حضرتك تقولي العنوان وأنا في خلال ربع ساعة هكون قدامك إن شاء الله."

تحدث صالح وهو يبحث عن أول قميص وبنطال أمامه ليبدل ثيابه سريعًا بينما يحاول عقله إستيعاب الكارثة التي حدثت وللأسف لم يكن عنده رفاهية الإنهيار والقلق فلقد كان عليه التظاهر بالقوة حتى يتسنى له إخبار عمته وجدته بما حدث.

بدل صالح ثيابه سريعًا وتوجه نحو الأسفل، كانت جدته تجلس لمشاهدة التلفاز بينما كانت عمته تجلس في شرود تام وهي تنظر نحو الشرفة، وقف صالح يُطالعها بحسرة وهو لا يدرِ كيف يبدأ حديثه أو ماذا يقول فهذه المرة الأولى التي يوضع فيها في موقف لا يحسد عليه كهذا...

وصال مقطوعWhere stories live. Discover now