الفصل التاسع🤎

102 5 9
                                    


الفصل التاسع.

خرج ماهر من الغرفه مُكتتماً غيظه يتجه إلى مكتبه المجاور لهذه الغرفه بينما ما زالت شهد تتسطح ع الأرض تبكي بخوف كبير وهي تتذكر شئ ما وكأنه كان يدور أمامها الآن.
كانت مُختطفه منذ أن كانت طفله يحتجزها المجرمون بغرفه مغلقه وهي طفله لم تتعدى التسع سنوات وذلك كنوع من التهديد لابيها الذي كان يعمل بالشرطه ويعمل ع قضيه ما ف اختطفوها كي يهددوه ويفعل ما يريدون وبذلك اليوم رأت الكثير من الدماء والاسلحه فمن وقتها وهي ترهب الدماء والتهديد وكل شئ يخص رجال الشرطه.!
  نهضت بضعف وهي تمسح دموعها بأعلى يديها تخرج من هذه الغرفه بأقصي سرعه، لتصطدم باللواء جمال الذي ترنح يقول بدهشه...
- شهد..!!
ردت شهد بنفس هذه الدهشه...
- عمو جمال..!
قلق اللوا جمال ليربت ع شعرها يقول بهدوء مُستفسراً...
- خير ي حبيبتي إيه جابك هنا؟!!
نظرت شهد لغرفه ماهر الذي كان يجلس أعلى مكتبه ينظر بالفراغ بتمعن بينما هي قررت أن تهينه هذه المره من أجل كل ما فعله لتقول...
- عمو جمال الظابط ده مش كويس خالص، هو اللي عمل فيا كده، جابني من بيتي علشان يحقق معايا ف حاجات انا معرفش عنها حاجه.
قالتها وهي تشير إلى ماهر الذي لاحظها ليعقد حاجبيه مُتعجباً من ما تفعله وكأنها تشير إلى شخص ما لهيبّ وقتها واقفاً عندما تقدم اللوا جمال بعصبيه يقول...
- ممكن اعرف إيه اللي عملته ده ي ماهر؟!!!
نظر ماهر لكليهما بتعجب عندما وجد جمال يحيط شهد بذراعيه تنظر هي له بتحدي هذه المره وكأنها تريد أن تشفي غليلها منه.
رد ماهر متذمراً يقول...
- خير ي جمال بيه!
ارتفع صوت جمال يقول...
- لأ مش خير ي ماهر، طالما بتتصرف من دماغك! ازاي تحقق مع حد ومش معاك إذن نيابه؟!! ازااي تجيبها لحد هنا وتتصرف معاها بقله الذوء دي!! هي دي وظيفتك ي ظابط ي محترم.!
ابتلع ماهر ريقه ثم اتخذ تنهيده قويه قبل أن يجيب مُزمجراً...
- جمال بيه ممكن تهدي وتفهمني فيه ايه؟؟!! ومين دي علشان تتكلم وتدافع عنها كده!! اللي بتدافع عنها دي تعرف مين قتل سمير النوبي، انت عارف كويس اني مبقولش حاجه من فراغ إلا وحققت فيها.
توسعت عينان اللواء جمال من حديثه معه بهذه الطريقه وكأنه يحاسبه ليقول وقتها...
- انت نسيت نفسك ولا ايه ي ماهر!! انا ممكن ارفضك من شغلك بمكالمه وانت عارف ده كويس، لكن عامل خاطر للمرحوم.
كان ماهر مصدوماً من رد فعله لأجل هذه الفتاه بل وإنه يوبخه الآن دون أن يسمح له بالدفاع عن نفسه!!
- حضرتك ده شغلي وواجبي اني اعمل كده.
- وشغلك برضو اللي فرض عليك تتهجم ع بيوت الناس وتاخدها من وسطهم وتعذبها هنا بدون إذن نيابه!!!
ندمت شهد ع ما حكته للواء جمال لتقول مُسرعه قبل أن يتشاجرون بسببها...
- عمو جمال انا خلاص مسامحاه بس خليه يوعدني انو ميحاولش يشوفني ولا يعرف مكاني.
رفع ماهر أحد حاجبيه يسخر من كلامها وكأنه يعلم لِما فعلت ذلك! لكن ما لا يعرفه لِما تنادي له ( بعمو)!!
اردف اللوا جمال وقتها مُعترضاً ع ما تقوله...
- دي ميكفيش طبعا ي شهد ع اللي عمله فيكي، عقابي ليه انه زي ما اخدك من وسط بيتك هيرجعك بيتك برضو ويعتذرلك قدامهم.
لاحت ابتسامه ساخره ع وجهه لاحظها جمال ليقول بعصبيه...
- ماهر انا لحد دلوقتي هادي لكن صدقني لو معملتش كده اعتبر نفسك مش موجود معانا هنا.
توسعت عينان شهد بشده تنظر لماهر الذي كان ينظر لها بِحده وغل كبير يتدفق من بؤره عينيه تجاهها بينما هي اردفت مُسرعه بخوف من أن يوافق ....
- عمو جمال صدقني انا مش محتاجه اعتذاره ف حاجه، انا بس عاوزه امشي واكون متأكده أنه ميلحقنيش تاني وينساني.
- وانا موافق ي جمال بيه اللي تشوفه، بس سؤال كده لحضرتك، هي مين دي علشان تبقى ف صفها بالشكل ده!!
قالها ماهر بتحدي يقابلها وكأنه يعلم نوياها وما تسعى لفعله لكنه لم يتركها وحسب!
- دي بنت العقيد خالد عبدالرحمن الجبالي الله يرحمه.

شعر ماهر بأنه يعلم من هو ليقول مُسرعاً بتساؤل...
- الشهيد!؟
- بالظبط كده واظن بعد ما عرفت هي بنت مين، اكيد اتحرجت بعد اللي عملته! انت عارف قد ايه العقيد خالد خدمنا خدمه الوزاره كلها تشهدله بيها انقذ حياتنا كلنا ف وقت كنا خلاص بنودع العالم، ده اللي قدمته ليه بعد وفاته؟!! تعمل ف بنته كده!
تعجب ماهر قليلاً من كونها ابنته، هو لم يراه إطلاقاً لكن بعدما انتقل الى هُنا سمع عنه الكثير وعن تضحياته من أجل بلده وفقدانه لحياته بأبشع الطرق كي ينقذ الجميع، لكنه لم يمنع ذلك كون ابنته مُتهمه بنظره ولم تتغير هذه النظره مُطلقاً ليقول موجهاً كلامه لشهد التي كانت شارده فور ذكر إسم أبيها...
- انسه شهد بعتذرلك عن اللي عملته، ومستعد اوصلك بيتك واعتذرلك كمان قصادهم واوعدك من هنا ورايح مش هتشوفي وشي تاني.
نظرت له شهد بتوتر تفرك بكلتا يديها لا تعلم بماذا تجيبه، لكنها ترفض أن يأتي معها فمجرد وجوده بحياتها ولو للحظهً واحده يدمرها، كادت أن ترد لكن منعها اللواء جمال قائلاً...
- يلا ي حبيبتي هيوصلك، كانت فرصه حلوه اوي إني اشوفك ان شاء الله اشوفك قريب ف ظروف أحسن من كده.
احتضنته شهد بحب كبير، تشتم رائحه أبيها التي لم تتهني عليها به! لتجيبه...
- فرحت اني شوفتك اوي كنت واحشني ي عمو.
  كان ماهر يتابعهم بتعجب وإندهاش يزداد من حين لآخر، لا يعلم لِما يشعر بالتناقض بشخصيتها، يشعر للحظات بطيبه قلبها ونقائها وف وقت آخر يشعر وكأنها قاتله مُحترفه أمامه!

روايه ساعه الإنتقام للروائيه دينا أسامه الشوكي Where stories live. Discover now