الفصل الثامن 🤎

121 8 11
                                    

الفصل الثامن.

كان فريد بحاله يُرثي لها من رؤيته لوجه عاليه، ف كأنه يراها الآن لم يرى آيه!، ظل ع هذه الوضعيه إلى أن اردف الدكتور قائلاً بتعجب...
- خير ي فارس! متقلقش هي هتبقي كويسه، ف خلال ال ٢٤ ساعه الجايين هتفوق ده بس اثر المُخدِر.
هبّ فريد من مكانه فجأه ينظر للدكتور بتوعد وغضب واضح ظهر من عينيه...
- انتتتت ازااااي تعمل حاجه زي دي بدون ما تاخد إذني!!! هاااا رددد علياااا ساكت لييييي؟!!!
ارتد الدكتور للخلف فزِعاً من هيئه فارس التي يراها لأول مره فهو ع حد عِلمه أن كان لديه حبيبه تُدعي عاليه وكانت تعمل دكتوره وكان يحبها كثيراً، توقع ان يفرح بعد رؤيه وجهها لكنه صُدم من رد فعله...
- فارس اهدي فيه ايه! اخد إذنك ف ايه! انا قايلك ان وشها كله هيتغير، ايه الغلط ف اللي عملته!
جذبه فريد من ياقه قميصه بعصبيه مُفرِطه يقول وهو يعنفه...
- اخذت اذني وموافقتي ف العمليه، لكن اخدت اذني انت ف اللي عملته ده!!! ليه عملت كدددده لييي!
فهم الدكتور ما يقصده ليجيبه بهدوء وتعجب من تصرفه المُبهم...
- ي فارس انا قولت اعملهالك مفاجأه، انا عارف إنك كنت بتحب عاليه الله يرحمها لكن اناا...
لم يكمل جملته عندما لكمه فريد بوجه بقوه غريبه وكأنه ينتقم منه ع ذكر اسم هذه المدعُوه عاليه!
- متجبش سيرتها تاااني انت فااااهم!!! انا مش هسيبك أما تصلح اللي عملته ده، اتصررررف يلاااا مش عاوز اشوف وشها الجديد دددده...!
- استهدي بالله ي فارس ايه اللي بتقوله ده!! أصلح ايه، انت فاهم أن دي عمليه ترميميه يعني لازمها كمان حوالي خمس سنين عمل ما تفكر تعملها تاني لأنها خطر والشخص بيتعرضلها مره واحده ف حياته!.
اعترض فريد بجنون ع ما سمعه، يرفض عقله الباطن ما سمعه، لم يتقبل رؤيته لها كل هذا الوقت!كيف ستكون معه بكل لحظه! لم يستطع أن يتحمل، انهارت حصونه وكاد ع وشك ان يفقد عقله بهذه الحاله لكن اقتربت جيسي اليه مُسرعه بخوف وهي تبعده عن الدكتور الذي فوراً فلّ الي الخارج بصدمه بينما كان فريد يحتضن جيسي وقد انهار بالمعنى الحرفي،يقول وسط بكائه...
- ليه ي جيسي لييييه!! ليه حصل كددده! ليه ربنا مُصر يعذبني بيها كل ما باخد خطوه لقدام! ليه مبيخلنيش اتهني ع نسيانها! مش هقدر استحمل تاني، اتصرفي ي جيسي مش انتي دكتوره!
كان يخاطبها كالطفل المجنون بينما هي بكت تقول وهي تهز رأسها...
- مينفعش ي فارس مينفعش،الكلام اللي الدكتور قاله صح مينفعش حد يتدخل ولا نعمل ايه حاجه لأنه هيبقي خطر عليها وتروح فيها..!
تركها فريد فجأه ينظر بعيناها يقول وهو يهز رأسه بإعتراض...
- تقصدي ايه!!! تقصدي اني اتعايش معاها بالشكل ده!! عاوزاني اتعامل معاها واكلمها!! ده مستحيلللل، مستحيللللل!! مستحيل اشوف البني آدمه دي ف حياتي تاني، قالها بألم كبير وهو ينظر نظرهً مطوله لايه قبل أن يرحل بجنون تاركاً المستشفى بأكملها....

صباح اليوم التالي....
كانت شهد تغلق باب الشقه تنزل الي أسفل قاصده الشارع كي تشتري بعض مستلزمات المنزل،رآها خالد ليتجهه إليها فوراً ودون مقدمات قبّلها بخدها يقول مُعتذراً...
- آسف ع اللي عملته.!
ردت شهد وقتها وهي تدّعي الحزن...
- معلهش مش هقبل إعتذارك ي خالد، بعد كده انت من طريق وانا من طريق.
قالتها وهي ع وشك الخروج من العماره لكنه اعترض طريقها يقول بحزن واضح مُعنفاً نفسه...
- حقكك عليا ي شهد وادي ي ستي راسك ابوسها كمان، سامحيني بقي والله مكنت شايف قدامي وقعدت اقولك ابعدي علشان عارف نفسي وعارف اني هأذي اللي حواليا
- الفقره الرومانسيه السخيفه بتاعتكم دي انتهت ولا لسه؟!
قالها ماهر بهذا الوقت وهو ينتزع نظارته ينظر إليهم بإشمئزاز بينما شهد اتسعت حدقتيها من مجيئه لثاني مره! فكيف يتجرأ كل مره ع القدوم، كادت ان تعنفه بالكلام مثل ما فعلت ذي قبل لكن اوقفها خالد يقف أمامها يقول بتحدي مُتفحصاً ماهر الذي كان ينظر له بسخريه....
-ممكن أفهم ليه الزيارات المفاجئه دي بدون ميعاد!
اقترب منه ماهر يعدل ياقه قميصه وهو يقول جانب أذنه...
- الزيارات دي حبيبه القلب ع درايه بيها ولا إيه رأيك ي انسه شهد؟!
تعجبت من جملته اي حبيبه القلب تلك لكنها لم تُبالي ليأتي صوتها هذه المره بهدوء...
- عاوز ايه تاني؟!
- عاوزك..!
قالها دون مقدمات ليشتعل خالد غضباً وهو ع وشك صفعه لكن جذب يديه ماهر بقوه ثم قال بفحيح يشبه فحيح الأفاعي...
- قله أدب مش عايز انت فاهم!
قالها ماهر بتهديد ثم عاود جملته بتوضيح أكثر...
- عاوزك تيجي معايا المركز، وده مش هيكلف جنابك نص ساعه حفاظاً ع وقتك الثمين يعني.
قالها بإستهزاء ليتابع ملامحها وقتها وثقتها وطريقتها التي آغرته هذه المره فلم تُخيب له ظن شهد وقتها، عقدت ذراعيها تنظر بعيناه بقوه مُماثله لقوته تقول بتحدي واستهزاء...
- معلهش اعذرني، مش فاضيه النهارده، ممكن تجيلي كده ع بكره إحتمال ابقي فاضيه وساعتها هفكر بإذن الله.
نظر لها خالد بإعجاب وهو يبتسم بشده ع سخريتها من ماهر الذي كان يتابعهم بتماسك شديد فلم يعلم كيف هادئاً حتى الآن! فهذا ليس من طبعه لكن مع هذه الفتاه اخذ يعتاد ع ما يصدر منه هذه الأيام...
- صاحبتك ايه ماتت.
قالها بجديه هذه المره لا يريد الرد ع سخافتها هذه، أراد أن يتخلص من هذا الموضوع بأسرع وقت لترد عليه بسخريه...
- نعم!! ماتت ازاي يعني؟!
أشار بيديه يحذرها بقول...
- جلسه السخريه بتاعتك دي تخلص بسرعه علشان مزعلكيش، انا لحد الآن مُحترم معاكي ومراعي إنك بنت لكن اقسم بالله انتي والمجنون اللي جنبك ده كلمه تانيه وهسجنكوا.!
شهقت شهد من جرأته والفاظه الحقيره مثله تماماً بينما خالد تقدم منه بعصبيه كبيره، لكن اعاقت شهد طريقه لتقف هي أمام ماهر تقول بجديه مُستفهمه...
- حضرتك انا زهقت من الوقفه، ورايا مصالح ممكن تدخل ف الموضوع وتقولي عاوزني ف ايه بس ع الله ميكونش زي المره اللي فاتت لأني بإختصار هرد عليك واقولك معرفش! لو ده سؤالك ف انت سمعت جوابه للمره التانيه ف تقدر تتفضل دلوقتي.
- وانا دخلت ف الموضوع وبقولك ايه سليم ماتت كانت نازله مصر وحصلت مشكله ف الطيار عمل هبوط اضطراري وده أدى أن الطياره تنفجر وهي دلوقتي جثتها بالمركز واتأكدنا انها هي تقدري تيجي معانا تتعرفي عليها وتودعيها قبل ما تتدفن.
ردت عليه بحيره من ما يقوله ف نصف كلامه صحيح لكن النصف الثاني من أين آتي به؟!! لكنها عزمت ان تسير معه بهذا الخط تقول بملامح مصدومه...
- بتقول اييييه!! ايه ف دبي ازاي كانت نازله!! انت بتقول اي كلام صح؟!
- يعني انتي مش ع علم بنزولها؟!
قالها بشك يزداد لترد هي...
- انا معرفش حاجه عن ايه! سبق وقولت لحضرتك ان وانا وهي ع خلاف ف معرفش عنها حاجه لكن اللي اعرفه انها بدبي.
- طيب ي آنسه شهد دلوقتي تقدري تتأكدي إذا كانت هي ولا لأ، انتي برضو كنتي صديقتها ف يوم من الأيام وتقدري تأكديلنا إذا كانت هي ولا التحاليل غلط.!
قالها ماهر بهدوء عكس ما بداخله وكأنه ينوي ع فعل شئ.
لترد هي مُتعجبه...
- تحاليل ايه؟!
- عملنا للجثه تحليل DNA وقال انه هي ف منتظرينك مش هناخد من وقتك نصف ساعه.
نظرت إليه شهد وبداخلها حيره كبيره ف كيف هذه المعلومات التي يقولها! ايعقل ان يكون من فعل هذه الحيله هو فريد، لكن لما لا يخبرني!!!
امآت له كي تتخلص من ملاحقته لها، وافقته ع أمل أن يتركها وشأنها بعد هذا اليوم لكن لا تتوقع ما ينتظرها...

روايه ساعه الإنتقام للروائيه دينا أسامه الشوكي Where stories live. Discover now