الفصل العاشر

2K 104 5
                                    

الفصل العاشر

بطاولة ضمتهما وحدهما هي وابنتها، بعيدًا عن كل معارفها في النادي العريق، من سيدات اصدقائها، أو اشخاص تربطها بهم علاقة قرابة أو عشرة قديمة، في هذا المكان المعروف، والمميز لمزاولة كافة الأنشطة الاجتماعية والرياضية لها ولأبنائها،

ولكن هذه المرة كانت على صفيح ساخن، كبركان خامل، تسير حممه ببطء شديد في انتظار الإذن لانفجاره، حتى يحرق الأخضر واليابس،

لقد فقدت سيطرتها على ابناءها، ليلى التي كانت كقطعة قماش بيضاء شفافة ترى كل ما بداخلها، أصبحت الاَن غامضة، تهاودها ولا ترفض لها طلبًا، سوى المطلب الذي تتمناه من قلبها وهو الزواج من ابن خالتها سامح، من يليق بها حقًا، ولكن الغبية، رأسها المتيبس لا يلين ابدا.

عزيز واه من عزيز، ابنها المفضل، والذي اصبح يكذب عليها طوال الوقت، في كل مرة اقتربت منه لتعرف سر هذا التغير بشخصيته، يدخلها في حوارات ودوائر عجيبة،  تنسيها الغرض الأساسي من نقاشها معه، وهي الاعلم بهذا الأسلوب حينما يتبعه معها، لا يصدر إلا حينما يكن خافيًا شيئًا ما عنها .

خاطبتها ريهام وهي تتناول من طبق المثلجات خاصتها:
- يا ماما خفي حرق في دمك شوية، اشربي حتى العصير اللي قدامك يمكن يهديكي، الموضوع مش مستاهل اوي يعني

زاد اشتعال عينيها،  ترمقها بغضب مرددة:
- هو ايه اللي مش مستاهل؟ يعني بعد كل اللي حكتهولك ده، ولسة برضوا يا ريهام الكلام مش داخل دماغك؟ بقولك الاتنين متغيرين وفي نفس الوقت، طول الوقت مبسوطين، الواحد فيهم ، يا اما برا في مشوار يا اما في الأوضة بتاعته وقافل عليه،  عزيز اللي كان طول الوقت بابه مفتوح، حتى لو بيكلم بنات،  دلوقتي بيفقل اوضته قدامي، ولا اختك اللي بقت زي العجينة في ايدي ما ترفضليش اي طلب، غير الطلب اياه

عادت ريهام لخلق تبربرات لهما، فما زالت غير مقتنعة لوجود المشكلة من الأساس:
- عادي يا ماما، لما عزيز يعمل خصوصية لنفسه، ما هو يمكن بيتفرج مثلا على حاجة كدة ولا كدة، برضوا هو شاب والحاجات دي عادي بالنسبة للشباب، انا اسفة يعني، وان كان على ليلى، فدي طاقة ومجنونة اصلا، تلاقيها بتتبع معاك الأسلوب الجديد ده، عشان تاخد رضاكي ومتغصبيش عليها في موضوع سامح، ما هي كمان مش طايقاه.

- عنها ما طاقت نفسها.
تفوهت بها بحدة، لتتابع بتصميم:
- دي مقصوفة رقبة ومش عارفة مصلحتها فين، اسيبها انا بقى تخيب نفسها ولا تخسر فرصة زي سامح، بس انا برضوا احساسي بيقول ان الحكاية فيها إن، في لعب بيحصل من ورايا،
اخوكي يا ريهام ميعرفش كسوف ولا خصوصية،  دا ابني وانا عارفاه.، لازم اعرف سر التغير اللي حاصل معاهم.

سألتها باهتمام شديد:
- ودا هتعرفيه ازاي؟ ما تفهميني يا ماما، انتي ايه في دماغك؟
طالعتها قليلًا بغموض قبل ان ترتفع بعينيها تبصر ما خلفها قائلة:

كله بالحلالWhere stories live. Discover now