البارت الثامن

Start from the beginning
                                    

هي لا زالت تحت طاغي الشعور اللي داهمها و تحاول تستوعب اللي صار من لحظات ، فزت من سؤالة و ابتسمت بربكة تحاول تخفي شعورها؛ ها ، ايوا حلو و صوتك بعد حلو ما توقعـ...
كان مبستم بهدوء يشوف ربكتها و توترها و نطق يقاطعها؛ صوتك احلى!
سكتت تناظر فيه بربكة يبعثرها و يبعثر شعورها و لا تقدر تتحكم لا بصوت خافقها اللي تحلف انه يسمعه او برجفه محاجرها الوساع ، انقذها اتصال هتّان و وقفت بسرعة و نطقت بتلعثم؛ هتـ هتّان تحـ ت
ما نطق بشيء كان يناظرها و يبتسم فقط ، اخذت نفس و توجهت للباب تنزل
ضحك بخفه من شاف طيفها يختفي و نزل نظره للعود يهمس؛ يا بدايات المحبة...
~
نزلت و هي تحس بضخات قلبها تزداد بسرعة ، عضت شفتها من حست بالآلم ترفع كفها تضغط على صدرها؛ طيب والله ادري يوتر بس مو كذا!
ضلت ضاغطة على صدرها لجل يتوقف ضخ الدم من القلب ، هي تعرف ان اللي تسويه غلط و يمكن يسبب بتوقف قلبها لكنها تحس بالآلم بسبب الضخ العشوائي ، كانت مغمظة اعينها من شدة الآلم و تضغط على صدرها
فزت من حست بأحد يسحب يدها بقوة؛ مجنونة انتِ! و لا سفرناك لندن تبكبكي طيب؟
تنهدت براحة ، عضت شفتها و تمسكت بذراعه تشد عليه؛ هتّان يعور!
حنت نظرته بعد ما كانت مائلة للحدة ، رفع كفه يمسح على كتفها؛ بسم الله على قلبك يا أُمي انتِ! يعورك تقولين لي نروح المستشفى مو تسوين كذا
زمت ثغرها تمنع نزول دموعها ، ما تتحمل نبرته الحنونة و لا نظرته و لا مناداته لها "أُمي ، أُبوي" ما تتحملها ابدا ، هي للحين ما استوعبت الموقف اللي صار لها من شوي و داهمها الآلم و حنيه هتان و ما تتحملهم سوا تطلق شهقه وحيدة و تخرج العنان لدموعها
وسع انظاره بذهول و قلق يسحبها لحضنه؛ ليه ليه الدموع؟ يعورك لذي الدرجة؟ نروح المستشفى؟
ابتسمت وسط دموعها و هزت رأسها بالنفي؛ انتَ السبب!
عقد حواجبه بأستغراب؛ أنا؟ شسويت!
ضحكت و ابتعدت عنه؛ ليش تقول أُمي؟ تعرف ما احبها هي و أبوي
اتسعت ابتسامته براحه و ضحك يرجعها لحضنه و يمسح على ظهرها؛ أحبك و اغليك شسوي! فيه شي احب و اغلى للأنسان من امه و ابوه؟
شدت على حضنه تبتسم و ضحكت من رجع يسألها؛ ما ودك اوديك المستشفى؟
هزت رأسها بالنفي تبتعد عنه؛ راح الآلم يوم شفتك! ليش نزلت؟
حاوط اكتافها يمشي للخارج؛ قلت انزل اسلم على سارة لين تجين ، اخذتـ...
قاطع كلامه نور اللي ظهرت امامه فجاءه و ملامحها يعلوها الغضب و نطقت بحده؛ وخر إنت التاني!
وسع انظاره بذهول و ابتعد يسمح لها مجال بالمرور و مشت تضرب اقدامها بالأرض ، ميل شفايفه و نطق بسخريه؛ بالهداوه طيب! حينفجر لك عرق
عقدت نغم حواجبها بذهول؛ غريبة ايش فيها!
ناظرها و نطق بسخريه؛ هذي وردتكم؟ صبارة هذي
زمت ثغرها بتفكير؛ لا اول مرة اشوفها كذا! دايم اشوفها اهدى من ريم حتى
فكرت لثواني و ركضت تصرخ لهتان؛ ثواني و ارجع لك
وسع انظاره بذهول و صرخ بالمثل؛ دوري احد يوصلك اجل!
مشى للخارج و شاف ألين تدخل و وراها إياد ، خرج و اتسعت ابتسامته من شاف سيارة مركونه اول مره يلمحها؛ أخس أخس! BMW!
دار حول السيارة يناظرها بأعجاب و يحاول يعرف موصافاتها؛ اخر موديل بعد! حقت من؟
وصل عند اللوحة «ورد» و ضحك؛ حقت الصبارة!
~
عضت شفتها تمنع نزول؛ جدة! مو وضع هذا! يطلقها خلاص عاف الخاطر من سنوات ، تعبت والله تعبت
رفعت نور اناملها تمسح الدمعة اللي تمردت على وجنتيها ، تنهدت سارة و لفت لألين الجالسة بدون ما تنطق كلمة و رجعت انظارها لنور؛ يتفاهمون الحين ، و اذا ما تفاهموا ننادي جدك محمـ...
زفرت بغضب و نطقت بحدة؛ لا اشوفوا هوا التاني! ماني فايقه له ما يعرف يتصرف
استقامت ألين و نطقت بغضب؛ يعني انتِ اللي تعرفي تتصرفي؟ من اول مشكلة كرهتي جدك و ابوك عشان...
صرخت نور في وجهها؛ ألين يكفي! ما خصك ابداً بمشاكلي و حياتي! انتِ قلتيها جدي و ابوي!
صرخت ألين بوجهها؛ ابوي و جدي زي ماهم لك! تعبت و انا اسمع كلامك عنهم و هم يسوو كل حاجه عشانك و عشان ترضين و انتِ كذا عشان غريب! عارفه ليش بابا مو راضي يطلق ماما؟ لان عارف اذا طلقها حتروح جِده و حتروحي معها ، مايبي تتركينه هو يبيك! و انتِ هنا تـ...
رفعت كفوفها تشد شعرها؛ بس يكفي! يكفـ...
فزوا من سمعوا صرخه أنس؛ بس انتِ وياها! جدتكم قدامكم ما تحترموها؟
التفتت نور لجدتها و ما قدرت تتحمل اكثر تسمح لدموعها بالنزول و تخرج شهقاتها و زادت اكثر من شافت سارة فاتحة لها حضنها تركض لها و تجثو على ركبتها تدفن وجهها بحضن سارة تبكي
مسحت سارة على راس نور بحنية؛ اللي تبينه يصير ، وش تبين؟
هزت رأسها بالنفي و نطقت وسط دموعها؛ مابي شي! مابي لا جِده و لا بابا و لا أحد!
سارة؛ حتى انا؟ ماتبين تضلين عندي؟
هزت رأسها بالنفي؛ ابي...
هزت سارة رأسها بالإيجاب؛ من عيوني ، تجيين عندي انتِ و ...
رفعت نظرها لألين الواقفه و فتحت ذراعها؛ و ألين
ما تحملت و ركضت لحضن جدتها ، اخذت سارة تشد عليهم و تمسح عليهم
شد أنس على قبضته من حال خواته و تنهد بقهر ، رفعت سارة نظرها له و ابتسمت؛ تبي حضني حتى انت؟
صد بسرعة من سمع ضحكتها ، هو وده و لولا وجود خواته و نغم الواقفة عند الباب كان راح و ترك كبرياءه و ثقله و كرامته عند الباب فهذي سارة!
نغم الواقفة عند الباب اللي حظرت الموقف كامل كان ودها تدخل و تواسيهم و تطبطب عليهم لكنها ما تعرف كيف هي بعمرها ما جربت هذا الشعور شعور المشاكل بين الوالدين ، هي فقدت والديها بسن مبكرة مالها من هذي الذكريات شيء ، تنهدت و التفتت تخرج لهتّان اللي طولت عليه
~
تنهد و التفتت لإياد اللي قابله وقت خروجه و شاف انقلاب حاله ، رجع نظره للعود يلعب باوتاره؛ بتنطق و لا لا؟ ترا والله ادق على أمجد يجلس عليك لين تعرف تنطق
تنهد و استند براسه على الجدار؛ امي و ابوي تهاوشوا...
رفع نظره له ينتظره يكمل ، كمل ينطق بهدوء؛ و ابوي...
سكت لثواني يفكر يبتسم بعدها ، عقد بدر حواجبه من شافهه سكت؛ ايوا؟ ابوك ايش؟
سرعان ما اعتلت ضحكة إياد في المكان يزيد من استغراب بدر ، عض إياد شفته و التفت لبدر؛ كنت بشكي لك ان ابوي ضربني كف ، تذكرت انك ولد الجراح الي عياله بيصكون الثلاثين و للحين يضربهم
وسع بدر انظاره و نطق يلطف الجو؛ اقول! الا بو ماجد عاد ما اسمح لك ، حلاله لو يدفني و انا حي
مسح إياد على ملامحه يكمل يضحك؛ الله يسعدك ضحكتني!
ابتسم بدر بهدوء ، ابعد العود من على حضنه من شاف إياد يتعدل لجل يضع راسه على اقدام بدر و بدأ يلعب بشعره ، حلت لحظات صمت و كسرها إياد ينطق؛ متى رجعت له؟
نزل مظره له و كمل إياد؛ العود ، متى رجعت له و ليه؟
ابتسم من طرت على باله و رفع اكتافه بعدم معرفه؛ من يومين ، ما اعرف بس كذا
رجع يحل الصمت من جديد ، زم بدر و نطق بهدوء يُكاد يُسمع و تردد؛ اشتقت له؟
رفع إياد نظره له؛ من؟
بلع ريقه بصعوبه يحاول يخرج الكلمة من جوفه لكنها صعبة عليه؛ الـسُلطَـان
سكت إياد ما يرد عليه لثواني ، اخذ نفس بعدها؛ الله يرحمه
جميعهم عانوا من فقده و اثر فيهم جداً ، لكنهم يدرون ان الموت افضل له من المرض اللي نهش جسده في اخر ايامه ، كانوا جميعهم شاهدين على حالته هذي و كان يطردهم من عنده ما يبي احد يزوره لجل ما يتقابلون العائلتين ، ما يعرفون تفاصيل موته لانه اتاهم الخبر بعد اربعة و عشرين ساعة من موته
التفت لجواله اللي يدق و رفعه يرد عليه؛ حيّ الله بو ماجد!
سكت يتسمع له بأبتسامة و ضحك إياد لانه يسمع صوت عمه و هو -يهزء- بدر ، ابتسم بدر بمضض؛ مسافة الطريق و انا عندك
سكر المكالة يتنهد ، نزل انظاره لإياد اللي يضحك يصفق جبهته؛ تضحك اجل؟ قم قم من علي
قام إياد يكمل ضحك؛ مارح اردها لك عمي بيكفي و يوفي!
ناظره بدر بطرف عين و هو يقوم؛ برجع ادبلها لك لا تخاف
استقام إياد يودعه؛ يلا عوافي نتحمل دامها منك
ابتسم بدر و ضرب صدره؛ اكيد يا حبيبي! يلا اشوفك مرة ثانيه
رفع إياد كفه يلوح له
~
دخل البيت يدندن بكامل روقانه و ابتسم من شاف تهاني؛ حيّ الله ام ماجد!
اتسعت ابتسامة تهاني و تقدمت تحضنه؛ يا مرحبا يا أمي
نزل العود يحضنها بأبتسامة ، ما حملت فيه تسع شهور و لا ولدته ، لكنها ارضعته و صار قطعة من روحها بمرتبة عيالها و لا عمرها شافته اقل منهم شافته ثاني عيالها و احبهم لها و لا ترضى له بالشينه و لو كانت من عيالها ، طول حياتها تعلمهم و تربيهم على حبه و معامله كأخ من نفس البطن و لا كأنه ولد زوجة ابوهم و لا هي عاملته كذا ، هي كرهت حصة وقت تزوج فارس عليها و ما كانت تدانيها ابداً و من بعد حملهم المتقارب زاد كرهها لها لكن من دخلت غرفة الولادة كانت هي معها بحكم صعوبه حمل بدر و لازالت تذكر اخر كلامات حصة لها قبل الولادة اللي توفت فيها و الجملة اللي مهمها صار ما تنساها -مو قلتي ودك بـبدر ينور للغزال و الماجد؟ جاك بدر تحت ليلة البدر ، بدر ولدك و انتِ امه!- خرجت تهاني و بعدها بساعتين اتاها خبر وفاتها و انهار داخلها كله كانت عارفة انها مارح تطلع من تلك الغرفة حيه و نسبت ولدها لها من قبل يولد ، و من كانت اول شخص يحمله قبل حتى فارس تحلف يمين لنفسها ما تعامله الا مثل ريما و ماجد ، و كبر بدر بين ايادي تهاني و امه تهاني و هو ولدها و لا احد يقدر ينكر هذا الشيء
ابتعدت عنه و نزلت انظارها للعود اللي على الأرض؛ العود! ايش الطاري؟
ابتسم يناظر العود و نطق و هو بكامل موده؛ ابد والله ولد القَمرآ مشتاق لصاحبه
رفعت كفها تمسح على كتفه؛ الله يوفقك يا حبيبي ، رح لأخوانك العشاء قرب يجهز
قبل رأسها و اخذ العود يتجه للصالة و اتسعت ابتسامته من شاف ماجد متمدد على الارض و بجنبه ريما اللي تلعب بوجهه بالميكب و رأسه بحضن رنا اللي تلعب بشعرة و تزينه ، ضحك بدر من قلبه؛ اخو ماجد! تستسلم لهم كذا؟
ابتسم ماجد اللي كان مغمض عيونه؛ لي قوة على بنات الجراح؟
ضربته ريما بالفرشه؛ لا تشد على عيونك تخرب الايشدو!
ضحك بدر و التفتت يدور بعينه؛ وين رائد...
سكت من دخل رائد و وجهه -فُل ميكب- و شعره مربوط من كل الجهات؛ ريما ان ما قمتي تمسحين وجهي يويلك! والله يشوفنا ابوي يسدحنا مكان الدجاجه
رمش بدر بذهول و سرعان ما انطلقت ضحكته في المكان ، يضحك من قلبه ما تحمله اقدامه يطيح على الارض
رفعت رنا حاجبها تناظره و ابتسمت بعبط؛ تراك بتلحقهم!
ناظره رائد بطرف عين و رفسه؛ لا تضحك!
مسك بطنه من الضحك؛ يالله! بروح انادي ابوي قبل يجي دوري
مسكه رائد من رجوله؛ والله ما تروح ، نتسدح ثلاث دجاجات مع بعض!
هز بدر رأسه بالنفي؛ لا يبوي فكني منهم
شهقت ريما ترفع كفها على صدرها بدراميه؛ تبي الفكه مني! من اللي غيرك علي؟
ما كان ماجد معهم كان ساهي يفكر فيها و في موافقتها رفع جواله يشوف محادثتها ، جاب رقمها من استقبال الموظفين في الشركة و كان محتوى المحادثة يعرف عن نفسه و يطلب منها اذا فكرت ترسل له ، تنهد يشوف الصحين الزرق و اللي توضح انها شافتهم و لا زال ينتظر ردها ، يتمنى انها ترد عليه بدري لانه ما عاد يصبر يبيها و يبي قربها
رمى الجوال على صدره و زفر من ضيق صدره ، فز من حس بأهتزاز صدره و رفع الجوال بسرعة ، وسع انظاره من كانت رسالة منها متكونة من ثلاث حروف فقط -طيب- عدل جلسته يجلس يتركهم يسكتون بعد ما كانوا يتضاربون ، اخذ يكتب لها بسرعة -طيب ايش؟- رفع اصبعه يعضها يشوفها تكتب و اتسعت ابتسامته من شاف رسالتها -وافقت- ما يعرف اذا هو لا زال على الارض او ارتفع من قوي الشعور اللي يحس به يقرا و يزيد و يعيد في رسالتها يتأكد اذا هو يقرا زين او خانته عيونه ، التفتت يدور نظارته و رفع صوته؛ وين نظاراتي!
مدت له رنا نظارته بذهول و اخذها منها بسرعة يلبسها يتأكد من الرسالة ، ضحك بذهول ما يصدق ما يصدق اللي قاعد يشوفه ابدا ، خطى اول خطواته لدربها و بيكمل يمشي بدربها لين تكون بحضنه و ببيته
سكر جواله يركز انظاره على الفراغ و يبتسم
كانوا يناظرون فيه بأستغراب جميعهم ، همس بدر لرائد؛ شفيه هذا؟
رفع رائد اكتافه بعدم معرفه و رجع يناظر ماجد المبتسم للفراغ ، قربت منه رنا؛ مجود شفيك؟
عض شفته و زفر من اعماق قلبه؛ توهوني العيون النواعس!
شهقوا ريما و بدر و رائد و ناظرتهم رنا بأستغراب؛ ايش فيه؟
رمشت ريما بعدم استيعاب و تقدمت له؛ دقيقة دقيقة ، ايش قاعد تقول انت
زم ثغره يمنع ابتسامته؛ آسرتني بعيونها ما ترحمني!
ضحكت ريما بذهول ما تستوعبه؛ انت صادق؟ ماجد انت صادق تحب وحده!
شهقت رنا تغطي ثغرها بكفها؛ والله لا اعلم ماما!
استقامت بسرعة و مشت وراها ريما؛ انا اللي بعلمها!
ركضوا يتكرونهم لوحدهم ، تقدم بدر له بهدوء؛ من جد؟
هز راسه بالإيجاب ينطق بهدوء؛ بخطبها!
شهق رائد و استقام يلحق خواته؛ أُمي شوفي ولد!
بقي بدر و ماجد لوحدهم و نطق بدر بحماس؛ بنت من؟ نعرفها؟
مرر لسانه داخل جوفه؛ بكر سعود...
وسع انظاره بذهول؛ سعود ولد احمد؟ سعود ولد عم ابوي؟ سعود عم هتان؟ سعود ابو رعد؟
ضحك ماجد يهز بالإيجاب؛ ايوا هو!
التفتوا من دخلت تهاني؛ شوي شوي فهموني بالهداوه!
كانوا يتكلمون ثلاثتهم بوقت واحد و لا تفهم الا اسم ماجد؛ ماجد؟ شفيه ماجد؟
التفتت له تشوف ابتسامته -الغبية- تنتظره ينطق ، نطق بكلمة وحيدة؛ بتزوج!
رمشت بعدم استيعاب و ضحكت؛ تمزح صح؟
هز رأسه بالنفي و نطق بهدوء يأكد جديته؛ بتزوج و حاط بنت في بالي و ابيك تخطبـ...
ما كمل كلامه من صوت فارس اللي دوى في المكان؛ تتزوج؟ تتزوج و هذا شكلك؟
التفتت عليه تهاني و عقدت حواجبها؛ وشفيه شكله؟ احلـ...
سكتت من التفتت لماجد و شافت وجهه المليئ بالميكب و شعره المربوط بشرايط وردية ما انتبهت له من دخلت ، اعتلت ضحكتها و رفعت كفها تمسح على ملامحها و طاحت انظارها على رائد؛ حتى انت!
ضحكت و التفتت لفارس المبتسم؛ امسك بناتك يا فارس!
ضحك فارس و التفتت لريما و رنا اللي يضحكون و نطقت ريما بغنج و هي تلعب بخصله من شعرها؛ اسكت و اخليها بخاطري يعني!
عض فارس شفته و تقدم لها يسحبها لحضنه؛ ما تخلينها! ما تخلينها لو ودك بنجوم الظهر يطيرون ثلاثتهم يجمعونها لك
ابتسمت ريما و رفعت ذراعها تحاوط ابوها ، زمت رنا ثغرها و تقدمت لها؛ حتى انا! مو بس ريما
عض شفته ما يتحمل دلع بناته ابداً و انحنى يحملها؛ و انتِ بعد! يالدلوعة لو تبين اللي تبينه يجيبونه لك
ابتسمت تهاني ترفع حاجبها؛ ايوا خلك مع غزلانك و انا مع عيالي!
ضم فارس ريما و رنا له؛ دام معي غزلاني ما احتاج لاحد ثاني
وسع ماجد انظاره يشوفهم همشوا موضوعه؛ يا ابوي! خل غزلانك على جنب شوي ، اقولك ابي اخطب بتزوج بفتح بيت!
ناظره فارس و رفع حاجبه؛ يعني انت صادق؟
هز ماجد رأسه بأصرار و سكت فارس لثواني يفكر؛ نتفاهم بعد العشاء
~
تجمعوا بعد العشاء في الصالة و دخلت تهاني بصحن القهوة و اخذت الدلة بتصب لكن فزوا رائد و بدر ينطقون بوقت واحد؛ ارتاحي!
ابتسمت تهاني بهدوء و جلست بجانب فارس؛ يا جعلني ما انرحم منكم!
كان رائد واقف و يصب القهوة و اخذ يصب لأبوه اللي كانت جميع الانظار موجهه له ينتظرون منه اي حركة ، اخذ الفنجال و نطق بدون لا يناظره؛ ايوا من قلت لي تبي؟
اخذ نفس و شد على قبضه يده ينطق بهدوء؛ بكر سعود ، سعود ولد عمك
وسعت تهاني انظارها؛ شهد؟
هز رأسه بالإيجاب؛ ايوا شهد
كان متوقع رده الفعل هذي من امه لكنن لا زال يحلل رده فعل ابوه الساكن مكانه ، عضت تهاني شفتها تلف لفارس تنتظر جوابه
حرك فارس الفنجال و ناظره بطرف عين؛ عارف بحالها؟
هز راسه بالايجاب و ما سمح له فارس بالكلام من نطق؛ دكتور ما اختلفنـ...
قاطعة ماجد ينطق بهدوء؛ ما ابيها كذا! انا شاريها و ابيها كزوجة
سكت فارس يناظره؛ و اذا رفضوا؟
عض ماجد شفته و حنت ملامحه؛ تحاول؟
حل الصمت و انظارهم تراقب فارس ، اتسعت ابتسامته من اخرج جواله و رفعه لاذنه؛ ابو رعد!
عضت ريما شفتها و اخرجت جوالها تكتب بالقروب؛ الأيام الحلوة جاية رتبوا الصالة!
~
رمت نفسها على السرير تدفن وجهها بالمخدة ، رفعت رأسها من سمعت صوت الاشعار و شافت رسالة ريما ، ضحكت بسخرية و اخذت تكتب لها -حجية اي ايام حلوة ، الحياة لها ايام تمردغني يمين يسار!- ، ضلت تتأمل جوالها لفتره و دخلت تويتر تبحث عن يوزره اللي حفظته وقت كانت وراه ، ابتسمت من شافت التشابه بينهم حيث كان اسم حسابه ايموجي بدر ، ما كان عنده احد الا حسابين و الواضح انهم إياد و أمجد
كملت تتمشى بين تغريداته و اللي كانت قليلة عكسها هي ، ابتسمت من شافت تغريدة له مصور فيها ارجله على اراضي ملاعب البادل ، كبرت الصورة تشوف من الشخص الثاني اللي معه و شهقت؛ رعود! و انا اطلبه يصور معي و يرفض! ايش يفكك مني الحين!
كملت تتفرج على حسابه و اعتلى صوت ضحكتها من شافت احدى التغريدات و اللي كانت صورة لطرف اعينه مع قفا هتان -الشخص اللي بيوم طلع ولد عمتي- و كملت تمشي و ابتسمت من وصلت لتغريده الطلعة و كان مصور اوراق اللعبه المرميه و قفا أمجد و إياد اللي يتضاربون و كانت الصورة الأخيرة لمسكنها و مركز على ابيات محمد عبده ، عضت شفايفها من شافت المسكن يتلون وجهها لكن سرعان ما ضحكت من شافت تعليقه -انا بدريه اذا زاد طلعت معهم- ، كملت تنزل و عقدت حواجبها من شافت تغريدته -الدلوعين دلوعين حتى في السعودية- شهقت من استوعبت انه يقصدها؛ دقيقة متى هذا؟ خير!
زمت ثغرها تكمل تتمشى و اتسعت ابتسامتها من شافت صورة الأيسكريم اللي شرته له في لندن وقت كانوا في المعرض ، زفرت بعمق و رمت الجوال على صدرها تفكر به و بمشاعره اللي اطلقها لعنان بأغنيتها المحببة الى قلبها ، رفعت جوالها مره ثانيه و شهقت بقوه تصرخ؛ لا لا لا!
ما تدري كيف هي ضغطت على زر الاضافه و ضافته و متى ، رمت الجوال و رفعت يدها تشد على شعرها؛ يالغبية! نغم يالغبية ايش سويتي!
عضت شفتها ترجف و فزت من سمعت صوت الاشعار تأخذ الجوال بسرعة و صرخت من شافت انه رد الاضافه تختلف لغتها؛ ايتها الغبيه! ماذا سيقول عنكِ الان؟
عضت اصبعها بقوه؛ صدق انك ما تستحين!
~
دخل غرفته و هو يضحك على ماجد اللي يتهزء من تهاني لانه قال يبي يخطب بكره ، توجه للدولاب يخرج الستاند الخاص بالعود يحطه امامه و اخذ المنديل يمسح العود
ميل شفايفه يناظره؛ شف تراني ناويك نيه!
ابتسم و قام يأخذ القلم الاسود و اخذ يرسم على العود السُلم الموسيقي و حوله -نغمات- يرسم جميع انواعها و يوزعها على العود ، اتسعت ابتسامته من انتهى؛ ايوا! كذا تسنعت!
ضحك و ثبت العود على الستاند يتأمله ، تنهد و رمى نفسه على السرير يتذكرها و يتذكر شكلها و ابتسم؛ ما كذبوا! مُذهله و قسم
قاطع هواجيسه اشعار جواله و استقام ياخذه ، وسع انظاره من شاف حسابها و شهق؛ كيف جابته!
نطق بصدمه ما يستوعب ، هي كيف جابت حسابه؟ ليش ضافته؟ ما يستوعب اي شيء لكنه ابتسم ابتسم بوسع ابتسامته و دخل حسابها يستغل الفرصه و يرد الاضافه بسرعه ، دخل على المحادثه -نغم؟- يمثل انه ما يعرفها و لا يعرف حسابها و لا كأنه اللي سهر ليالي يدوره و يبحث عنه ، عض شفته ينتظر ردها و سرعان ما اتاه ردها -يخوي بالغلط والله- ضحك و اخذ يكتب لها -خلي الغلط الحين كيف جبتيه؟- انتظر لمده و ما ردت و رجع يرسل -الو وين رحتي؟-
~
كانت تدفن وجهها في المخده و تصرخ صراخ مكتوم ، رفعت راسها و ضربت رأسها؛ يالغبية يالغبية!
اخذت تكتب له -ما رحت مكان ، عندي اساليبي الخاصة- عضت اصبعها تنتظر رده -من الحين نتفق ، لا تعرفيني و لا اعرفك و ما يعرف بحسابي احد!- ضحكت بسخريه و اخذت تكتب له -طيب شيل الفولو لا من شاف و لا من درا- وسعت انظارها من شافت رده -لا ، ابغا اشيك على سراويلنا ما اضمنك- ضحكت بخفه و اخذت ترسل له و هو يرد عليها و لا حست بالوقت
~
« بـيـت سـعـود »
دخل البيت و وراه نورة و تنهد ، يفكر بمكالمة فارس له و كلامه و التفت لنورة؛ كيف بقدر ارده؟
ميلت نورة شفايفها بضيق؛ لا تفكر كيف ترده الحين ، اسألها اول
هو اكيد بيسالها و طوال حياتها اتاها الكثير من الخُطاب و كان يسألها قبل يرد اي احد فيهم لجل يُبرأ ذمته و كانت اجابتها لهم جمعيهم -لا- فهو تعود الوضع و صار يسألها و يردهم لكنه جات هذي المره من ولد عمه و لا هو عارف كيف يرده؛ اكيد اكيد بسألها ، بس انتِ عارفة اجابتها
هزت نورة رأسها بالنفي تفصخ عبايتها؛ ليش مقتنع انت بهذا الشيء؟ ما تعرف القدر موكل بالمنطق؟ ما تدري يمكن تستخير و تقبل فيه!
تنهد سعود و صعد الدرج يتوجه لغرفتها
~
عضت شفتها تحاول تستوعب هي وش ارسلت لها من قليل ، هي وافقت وافقت تتزوجه و تكمل حياتها معه بعد ما رفضت الكثير من الخُطاب تقبل فيه هو ، كانت تسمع كلام الناس عنها بأنها راح -تعنس- بسبب حالتها و عدم تواصلها مع المجتمع و فقدانها لأغلب المشاعر و ما كانت تهتم للأمر كثير ما تخيلت انها ممكن بيوم تترك بيت ابوها ، ما تعرف ليه لكنها حست بأنها ما تبي تتركه هي حطت ببالها انه يحبها هي لوحدها اختارها من بد كل البنات اختارها هي بشكلها و بحالتها ، ما نست للحين الأمان الي حسته معه وقت صار الحريق أمان ما عاشته مع احد من قبله وقت كان يهدأها و يكرر اسمه لجل تستوعبه ، وافقت عشان المشاعر المتضاربه اللي تحس بها لأول مره منذ سنوات ما حست بهذا الشعور و يعورها يعورها الشعور الغريب هذا ، تنهدت و اخذت تفصخ اسوارتها تضعها في علبتها و التفتت من سمعت دق الباب تتقدم له و تفتح
اتسعت ابتسامتها من شافته؛ بـابـا!
رد لها الابتسامة؛ يا عيون بابا انتِ
فتحت الباب تفسح له المجال بالدخول و تقدمت تجلس على السرير ، ابتسم يتأملها و نطق بهدوء؛ انبسطتي مع البنات؟
هزت رأسها بالإيجاب بدون لا تنطق ، عض طرف شفته و تقدم يجلس بجنبها على السرير يفكر كيف يفاتحها بالموضوع ، ميلت رأسها بالأستغراب منه
زفر ما بجوفه و بدا ينطق؛ ولد عمك فارس ، ماجد الدكتور...
توقف الدم بعروقها تحس و كأن الوقت وقف من حولها تحاول تستوعب باللي نطقه ابوها ، رفع سعود نظره لها يكمل؛ كلمني فارس اليوم يطلبونك مني لماجد ، ما انتظر منك اجابه سريعه خذي وقتك كله و اعرفي ان القرار الاول و الاخير بيدك! لا تحسبين لي حساب و لا تحسبين لجدك حساب و لا لأي احد ، هذي حياتك و انتِ تقررين طيب يا بابا؟
رمشت بعدم استيعاب تحاول تستوعب سرعته هي توها قبل ساعات اعطته موافقتها متى امداه يكلم ابوه و يفاتحه بالموضوع و كيف عرضوا على ابوها هذا الموضوع بهذه السرعة ، عضت شفتها تهمس؛ بفكر...
ابتسم بهدوء و احذها تحت جناحه يقبل رأسها؛ الله يحفظك يا بابا
ما يعرف ليه حس بشعور غريب شعور انها حتخرج من تحت و تبتعد عنه ، من هي صغيرة ما فارقته و لا فارقت امها بحيث كانوا شوق و شروق اجتماعيات و هي كانت عكسهم و كان اغلب وقتها ملازمه ابوها و متعلقه به بحيث كانوا بقيه البنات يلعبون مع بعض هي كانت تجلس معه و على يمينه حولها الرجال ، ما يقدر على فراقها ابدا و كان هلاكه كله معانتها في كل هذه السنوات هو هذاك اليوم فقد ابنتين مو وحده ، شد عليها و كأنها ستهرب منه و تتركه
~
انتصف الليل و كان الكل غارق بعالم الاحلام الا هي لا زالت تهوجس فيه و كيف راح تفاتح ابوها بموافقتها ، هي ما كانت تبي احد يدري بالاحداث اللي صارت لهم و كانت تبي تخفي حبه لها و تحتفظ فيه لنفسها لكن الان و بعد ما توافق راح يعرف الكل و يكونون محط انظار الجميع ، استقامت من على سريرها تلب س السليبر الخاص بها تنزل لجل تشرب مويه ، اخذت تنزل في الدرج و عقدت حواجبها من شافت انواره شغاله ، دخلته و سرعان ما انفكت عقده حواجبها من شافت امها
التفتت نورة من حست بحركة و ابتسمت؛ اهلاً اهلاً! العسل عندي فيه احلى من كذا؟
ابتسمت شهد و تقدمت تأخذ كوب لجل تشرب ، عضت نورة شفتها و نطقت بتردد؛ قالك ابوك صح؟
رفعت رأسها لها و كملت نورة؛ عن ماجد...
شدت على الكوب اللي بيدها و اخذت نفس تستغل الفرصه دامها جت من امها ، تقدمت توقف امامها تفرك كفوفها ببعضهم و تهمس؛ ايوا
بلعت نورة ريقها و ميلت رأسها؛ استخرتي؟
هزت راسها بالإيجاب ، هي استخارت و استخارت قبل لا يكلمها ابوها
رفعت نورة تتحسس جبينها؛ طيب ، كيف؟
ماردت و لا ابدت رده فعل ، عضت نورة شفتها و اخذت تتكلم بسرعة؛ انتِ صليتي استخارة و القرار قرارك ، بس تراه كويس يعني! طيب و انتِ شفتي كيـ...
قاطعتها شهد تنطق بهدوء؛ موافقة...
رمشت نورة بعدم استيعاب و ضلت ساكنة لثواني ، رجف فكها تتأكد من اللي سمعته؛ ايش؟ موافقه عليه؟ موافقه على ماجد؟
هزت شهد راسها بالإيجاب تفرك كفىفها ببعضهم يداهمها شعور غريب
عضت نورة شفتها ما تصدق؛ تتزوجينه و تعيشين معه طول حياتك و تكونين ام لعياله ، موافقه؟
عضت شهد شفتها تحمر ملامحها من الشعور اللي تشعر به و تهز راسها
اتسعت ابتسامه نورة ما تصدق اللي تسمعه ، حنت نظرتها من لاحظت احمرار ملامحها و اخذت كفوفها؛ ليش وجهك احمر؟ تعبانه؟
رفعت اكتافها بعدم معرفه يداهمها حر و ما عاد تستحمل ، شهقت نورة من استوعبت و ضحكت بذهول؛ مستحيه؟
ما تحملت شهد و حضنت امها تخبي ملامحها عن امها ، ضحكت نورة بذهول و اخذت تمسح على ظهر بنتها؛ يا ماما انا اللي يستحون!
ابتعدت عنها و اخذت تمسح على شعرها تقاوم دموعها؛ وافقتي و بتصيرين عروسه!
ابتسمت شهد لامها و ما تحملت نورة تهف على نفسها؛ تروحين تنامين الحين؟
هزت راسها بالإيجاب و مشت للدرج تصعد لغرفتها ، اول ما لمحت طيفها يختفي ما تحملت و اطلقت العنان لدموعها من الشعور المستحيل اللي تشعر به ، اخذت تضحك وسط دموعها من فرحتها لبنتها اللي ما توقعت بيوم تشوفها عروس!
دخل سعود اللي كان في المركز و كانت نورة تنتظره ، وقت خطاه من شافها تبكي و وسع انظاره؛ بسم الله شفيك!
هزت رأسها بالنفي و نطقت بين دموعها؛ بنتك! بنتك يا سعود!
عقد حواجبها بخوف و نطق بحده؛ شفيها! شفيهم بناتي؟
ضحكت و تقدمت له ترفع كفوفها لصدره تمسح عليه؛ ما فيها الا العافيه!
انفكت عقده و تنهد؛ الله يصلحك طيحتي قلبي! شفيك طيب؟
ابتسمت بهدوء و نزلت انظارها؛ شهد ، قبل شوي كانت عندي و سألتها عن ماجد...
حنت نظرته و بلع ريقه يسأل بهدوء؛ وش قالت؟
رفعت نظرها له و الدموع عالقه بمحاجرها؛ وافقت!
وسع انظاره بذهول و ارخت اكتافه ، كملت نورة و هي تشعر بان الدنيا ما تشلها؛ وافقت يا سعود! يا سعود بنشوفها عروس!
رجف داخله و خارجه ما يصدق اللي يسمعه و نطق بتلعثم؛ متـ متأكدة؟ ما ضغطتي عليها ما قلتي لها شي؟

رتبوا الصالة و جهزوا الفساتين 🩶
ان كان لكم تشبيهات في التيك منشنوني lena.gb7
و ان كانت انستا او عندكم استفسار عن شي كلموني انستا lena.gb77

لا جت نَغمة العود في ليلة القَمرآWhere stories live. Discover now