Part 31: سُحب الأحلام

ابدأ من البداية
                                    

" لا...بالتأكيد لا..."

" لما نحن هنا إذن في الفجر ؟.."

" لأنك تحبين السحاب.."

" ماذا ؟..."

" لأنك تحبين السحاب..."

هذه المرة همس بجوابه و هو يمسح على رقبته كأنه خجول لقول هذا ..

لكنها لم تستوعب قصده و ظلت تحملق به حتى سارع يوضح و احمرار طفيف يزين وجنتيه :

" لا يمكنني حقا إحضار السحاب لك لكن الضباب شكل من أشكاله...أردت التقاط صورة لك وسطه ليبدو و كأنكِ من سحاب تحبينه .."

تجمدت ميلينوي مكانها تحدق به دون أن تتنفس أو ترمش..لو لم تكن تشعر بقلبها ينبض بقوة لدرجة تكاد تقسم أنه في حلقها لاعتقدت أنها ليست حية..

سالفاري انتظر اليوم الذي يحل فيه الضباب و اسيقظ فجرا ليأتي لمنزلها و يلتقط لها صورة مع الضباب ؟ فقط لأنه يعلم أنها تحب التقاط صور السُحب و انعكاساتها ؟ ..

قلبها كان سريعا لدرجة شعرت أنها لا تستطيع التنفس بشكل جيد أو كأن عبارته رمتها من بناية مرتفعة..

لما هي ليست متزوجة من هذا الرجل ؟..لما لا تسمع أحدا يناديها السيدة كروفا ؟..

لكن ربما صمتها فهمه بطريقة مخالفة لكونها لم تحب هذا لأنه أغلق هاتفه فورا يعيده لجيبه قائلا وهو يلعب بقدمه أرضا :

" من 1 ل 10..لأي درجة هذه الفكرة سيئة ؟.."

عضت ميلينوي وجنتيها من الداخل كي لا تضحك بحماقة على ظرافته و على الحركة المراعية التي قام بها ..تخشى لو ضحكت سيعتقدها تسخر بينما الضحكة التي تشعر بها في صدرها كانت ضحكة سعادة لأن ولا مرة قام شخص في حياتها بشيء جميل لهذه الدرجة من أجلها..حتى هي لم تفعله من أجل نفسها...لم تفكر يوما أن تلتقط صورة لنفسها وسط الضباب ..لكن هو فعل..مما يعني أنه فكر بالامر كثيرا..فكرا بها كثيرا..

هذا جعلها تقترب منه تراه يرمش وهو يراقبها و قبل أن يفتح فمه سحبته من وشاحه و قبلته..

هناك و أمام منزلها أين يغطيهما الضباب كليا قبلته تدفعه ليلف ذراعيه حولها فقط حتى يرفعها قليلا و يتسنى له تقبيلها كما يريد..

تسارعت ضربات قلب ميلينوي حين شعرت أن سالفاري الذي كان خجولا قبل لحظات اختفى وهو يتولى السيطرة في القبلة يحركها كما يريد و يتحكم بلسانها كما يريد..يسحب منها الأصوات التي تريد و يغير وتيرة أنفاسها كما يريد ايضا..

الإيجابية في مواعدة طالب مثالي مهووس بالإمتياز و التفوق كسالفاري كروفا تكمن في أنها حتلا هي يعاملها كأنه يريد أخذ الإمتياز في كل شيء يفعله معها..لقد بات يعرف بالضبط كيف يستجيب جسدها له و ما هي القبلة التي تصيبها بدوخة..و القبلة التي تمنحها الدفء و القبلة التي تواسيها و القبلة التي تقرأ مشاعرها و القبلة التي تجعل أعينها متثاقلة بالرغبة..

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن