الفصل الرابع "الجزء" (2)

Start from the beginning
                                    

ضحكت وفاء بعدم تصديق وهي تقول بنبرة متوترة

= اجي فين تركيا، الموضوع صعب شويه انا اهلي وناسي ومدرسه بنتي واصحابها وكل حياتي هنا وما فكرتش خالص ان انا ممكن أسافر برة مصر في يوم.

اجاب سراج باهتمام وتفهم جيد الامر بالنسبه لها

= كل حد بيسافر وبيتغرب بيقول نفس الكلمتين دول في البدايه، حتى انا بس مع الوقت بتتعودي على الحياه هناك خصوصا لما تحققي نجاح وعيله وكيان ليكي، هتحبي الحياه بعد كده وتتعودي عليها، صحيح هيجي عليكي أيام وتشتاقي لبلدك اللي اتربيتي فيها .. بس ده شعور طبيعي وعادي تحسي بيه وبتحولي تواسي نفسك بالزيارات كل مده.

هزت وفاء رأسها بتفهم ومع ذلك ردت بحرج قليل

= متهيالي نسيبنا من موضوع اني اسافر ده شويه على جنب، ونركز انك ممكن تعلمني الشغل من هنا افضل، و انت قلتلي الكلام ده قبل كده ممكن اشتغل من هنا واتابع الشغل عن طريق النت .

وبعد ذلك استمر الحديث بينهما ساعة بعد ساعة ولم يشعرا بالوقت، حيث أخذهما الحديث إلى موضوع آخر، حيث بدأ سراج يتحدث عن حياته الشخصية قائلا إنه سافر إلى تركيا عندما كان في العشرين من عمره وأكمل دراسته هناك، ثم تزوج من امرأة تركية وأنجب منها طفله الوحيد "رسلان". وروى كيف ساعدت زوجته كثيراً في مشروعه حتى بدأ اسمه ينمو وينتشر هناك في تركيا. وبعد سنوات توفيت زوجته وحزن جداً على فراقها لأنه لم يكن لديه أصدقاء أو أي أشخاص آخرين مقربين منه في ذلك الوقت، وبدأت وفاء تتفاعل معه بالحديث وتواسيه بالكلمات الودوده، وبدأ الأخر يسألها عن حياتها الشخصية ومتى توفي زوجها وكيف مات، ورغم ضيقها من تلك الذكرى إلا أنها ردت باقتضاب وأجابت اجابات باختصار شديد. وبعد فترة هتف فجاه بصدمه

= ايه ده؟ تصوري أن عدي اكتر من ثلاث ساعات واحنا بنتكلم عن حياتنا وما حسيناش بيهم، الوقت خدنا من غير ما نحس

اتسعت عيناها بذهول وهي تنظر إلى ساعه الحائط أمامها وقالت بعدم تصديق

= ايه ده معقول انا الساعه فعلا عندي أربعه الفجر يا نهار ابيض، انا ازاي ما ركزتش ولا خدت بالي من الوقت ده .. الكلام فعلا خدنا و محسناش خالص، انا اسفه اكيد عطلتك على شغلك وحاجات كتير .

هز رأسه سراج برفض، ثم أخرج تنهيدة مشحونة من صدره قائلاً بنبرة عميقة

= لا خالص، انا طول ما بصحى بفضل اشتغل فمش هيجرى حاجه لو اخذت كام ساعه راحه شويه وبعدين انا ما اتضايقتش ومعنى ان احنا فضلنا اكثر من ثلاث ساعات بنتكلم من غير ما احس على نفسي؟ فدا مؤشر كويس ليا ان انا اتبسط وما ضيعتش وقتي على الفاضي، و الفضفضه معاكي كانت شيء جميل واتبسط بالحكاوي اللي حكيناها لبعض .

اختنق صوتها بخجل طفيفة وهي تقول بارتباك ملحوظ

= طب انا لازم اقفل بقى، عن إذن حضرتك مع السلامة.

حياة بعد التحديث (كامله) لـ خديجة السيد الجزء 2 من "روايه بدون ضمان" Where stories live. Discover now