الفصل الرابع "الجزء" (1)

Start from the beginning
                                    

انهارت فريدة باكية هنا اكثر، و ظلت سماح ترمقها بنظرات حزينة متعاطفة، ثم أضافت قائلة بحزن وهي تكفكف عبراتها بظهر يدها

= انا حربت كتير لوحدي في الدنيا دي، وطبعا ما طلعتش كده بدون خسائر بالعكس خسرت كتير أوي رغم ان انا كسبت حاجات برده! اللي واجعني من كل ده ان انا طول الوقت وانا بحارب و كنت بفضل اقول يا جماعه انا الضحيه مش الجاني اتعملوا على الاساس ده؟ انا ما عملتش حاجة غلط عشان أحط راسي زي النعامة في الرمل ذي ما المجتمع عاوز! كل شيء نصيب وأنا نصيبي كده! ما كانش قدامي حل غير ان انا ارضى واتعايش مع الموضوع بس في نفس الوقت ما تنزلش عن حقي وده اكيد ربنا ما كانش هيرضاه برده .. وطبعا لان في مجتمعنا فاقدين الاحترام وما يعرفوش شيء اسمه احترام ولا مقتنعين يعني ايه واحده مغتصبه تطلع في وشهم وتقول لهم انا عاوزه حقي ومش هتنازل عنه !! بس ازاي،؟؟ واحده زيي المفروض تحبس نفسها ما بقت عار خلاص وما ينفعش حد يقرب منها و سمعتها بقت وحشه كمان، فالافضل انها تروح تنتحر عشان يرتاحوا .

إنفرجت شفتيها سماح في فزع حقيقي، و زائغت عينيها بعدم تصديق وهي تستمع الى معاناتها التي لم تتوقعها مطلقاً فهي اعتقدت الأمر أنتهي بطردها من منزل والدها فقط! لكن تفاجات بقسوة تلك العائلة و جحود بعض الأشخاص بالكثير ضدها.

وضعت يدها الممسكة بالمنشفة الورقية على طرف أنفها قائلة بنشيج

= انا في البدايه لما اتعرضت لكل ده واهلي كمان الكلام طلهم، للاسف ضعفت زي اهلي بالاول حتي بابا صمم اني اقعد في البيت ومنعني اروح شغلي ولا انزل حتى في الشارع والناس تشوفني، للاسف هو كمان نظرته اتغيرت وصدمني لما بصلي بنفس نظريه الناس! إللي هي اول ما يسمعوا واحده اتعرضت لحاجه زي كده أول الاسئله اللي بتيجي في دماغهم؟؟ طب ايه اللي اخرها في ساعه زي دي وترجع متاخر ليه؟ اكيد كأن بينها وبينه حاجه عشان تخليه يتجرا يعمل كده فيها، وكالعاده بدأ اللوم كله على الست.

ابتلعت ريقها المرير في حلقها الجاف ثم تابعت فريدة بتنهيدة تحمل الكثير وهي تحرك عينيها نحوها

= وكلام من ده كتير ومش بس هو؟ لا كمان ماما ضغطت عليا واختي اللي كانت هتطلق بسببي كله كان عليا، عشان كده لما جاتلي فرصه تانيه ولقيت نفسي ليا حق صممت ما تنزلش عنه المره دي حتى لو هدفع عمري كله! بس طبعا كالعاده هم كان ليهم راي تاني و خلصت من موضوع إني مغتصبه ودخلت في موضوع دي واحده مطلقه ومش بتخلف و فرصها في الجواز هتقل فلازم تعدي عشان تعيش حياتها وأنا مستحيل أعمل كدا، لأني لو كنت عملت كدا يبقى بديهم فرصة انهم يتكلموا اكتر ويطلعوا كلام تاني وتالت وعاشر، غير انا نفسي تعبت اوي كل واحد بقي بيفكر في مصلحته الا انا ؟ و رغم ان انا جبت حقي المره دي بس ناري ما بردتش من حقي اللي ضاع اولاني واللي أنا اتنازلت عنه بايدي .. ولاني لسه بتعافي من اللي عملوا فيا وبتعالج منهم كلهم! مش قادره اسامح ولا انسى يا سماح لحد دلوقتي .

حياة بعد التحديث (كامله) لـ خديجة السيد الجزء 2 من "روايه بدون ضمان" Where stories live. Discover now