في الأخير قررت تجاهل الأمر أو إن صح التعبير محاولة تجاهل الأمر والكذب على نفسي بأنني فقط أتخيل أو أهلوس أو أنني فهمت بشكل خاطئ ليس إلا، كان الطريق صامتا وهذه المرة لم يكن ذلك الصمت المريح بل الخانق لكلانا

يبدو أنه قد تم إقصاء السعادة من قاموسي في كل مرة يسطع وهج بسيط في ظلام قلبي تظهر سحابة سوداء رعدية تغطي ذلك الوهج وتعيديني لظلمات بؤسي

لكن هل حقا ما يقوله، هل حقا لم يلمسها في حياته، إذا لم قد تكذب وهي مدركة أنه عاجلا أم أجلا ستكشف حقيقة حملها المزيف، ماذا عن صور الجنين كانت تبدو حقيقية وعليه إسمها، هل كانت مزورة أيضا ؟

أطبقت جفني ضد بعضهما بقوة صداع رهيب داهم رأسي وحلقة أسئلتي ألا متناهية لم تتوقف، الأمر شاق جدا ولا قوة لي على تحمل الأمر، كل المشاكل حلت على عاتقي في آن واحد

أسندت رأسي على عارضة الكرسي أرفع رأسي في موازة سقف السيارة أحاول ردع دموعي التي تنذر على هطولها، أنا متعبة، متعبة جدا

فرقت بين جفني بثقل أرمش بإستمرار إلى أن إعتادت مقلي على ضوء النهار، جبت ببصري أرجاء الغرفة أتحرى موقعي، كانت غرفتنا الخاصة، لقد عدنا للمنزل

إستقمت بجذعي العلوي وأرحت ظهري على عارضة السرير جبت ببصري أرجاء الغرفة قبل أن تتسمر على ركنه الفارغ من السرير، هو ليس موجودا، تحركت عيني تلقائيا نحو باب غرفة الرسم، أيعقل أنه هناك ؟

دفعت الغطاء عن جسدي وغادرت السرير أخطو صوب  وجهتي، إحتضنت مقبض الباب داخل قبضتي وفتحته بهدوء شديد خشية إصدار أي صوت، دفعت الباب على وسعه وولجت للداخل بخطوات حثيثة

تسمرت مكاني عند إبصاري ظهره، لقد كان غافلا عن وجودي كونه منهمكا في ما يفعله، تقدمت بضع خطوات  أخرى وقد إرتكزت حدقتي على تلك اللوحة التي كان كل تركيزه منصب عليها

لمعت عيني وقد شعرت برجفة غريبة هزت قلبي، كان وجهي هو محور الصورة، وكأنني أرى نفسي أمامي وليس مجرد لوحة، كيف يستطيع تجسيد ملامحي بهذه الدقة البالغة، راقبت تحركات يده السلسة على الإطار وكيف ينتقل من زاوية لأخرى، هو لم يفطن لوجودي بعد ما يعني أن كل حواسه منصبة على اللوحة فقط

هل هذه طريقته في التناسي والإفراج عن مكوناته الداخلية، الرسم ؟

ربما

عدت أدراجي للخارج بهدوء وغيرت ملابسي لأخرى مناسبة، ما إن غادرت الغرفة حتى تلاقت مقلي مع وجه يونا التي كانت بدورها مغادرة لغرفتا ما إن أبصرتني حتى عادت أدراجها للداخل مقفلة الباب، جعدت حاجباي بعدم فهم وتحركت أقدامي تجاه غرفتها، أنا مصرة على معرفة ما خطبها

𝑴𝑨𝑹𝑹𝑰𝑨𝑮𝑬.Where stories live. Discover now