_كنتُ ولازلتُ أطلب منك إخباري وإطلاعي عما أجهله عنك، طلبتك أن تدعني أساعدك وأحتوي ألمك، أوضحت لك منذ البداية أني لست بشخص سيء، لكنك ظللت فقط تصدني وفي كل مرة أسئلك تتهرب مني.

مسحت على وجهي بخشونة أزيل أثار دموعي

_كيف تريد مني تصديقك كيف تريد مني تفهمك وأنت كلوحة مبهمة لا استطيع الوصول لمغزاها.

ثنى رأسه نحو الأسفل وأصبح يناظر الفراغ بجفون ذابلة دون أن يمنحني أي جواب أو رد فعل، لحظة صمت خانقة مرت بيننا لم تفارق فيها عيني وجهه أملا في أن يقرر  الحديث ويصارحني بما أجهله، لكن و ككل مرة

قرر الحفاظ على صمته

كنت أول من بادر بالحركة وغادرت السرير خائبة، فتحت حقيبة سفري المركونة جوار الطاولة وإنشلت منها ملابس عشوائية مردفة خلالها بنبرة جافة غلفها البرود

_أريد العودة للمنزل الان.

كان ظهري يقابله لذلك لم أستطع إبصار رد فعله، غادرت الحمام ما إن إنتهيت من تغير ملابسي، بطرف جفني لمحته يجلس على طرف السرير يستند بكوعيه على ركبه وبصره شاخص نحو الارض بشرود

نبضات قلبي تحولت لأخرى مؤلمة، لم أرد للأمور أن تؤول بيننا لهذا، لقد نال غضبي مني وفقدت أعصابي ما كان علي إرغامه على الحديث وجعله بهذا الموقف، شخص متكتم مثله لا يفرج عما يجوب بداخله شاق جدا بالنسبة له أن يتحدث ويظهر ما بداخله

في الأخير إنتهت رحلتنا بشكل سيء، حصلت سولي على مرادها هذه المرة ودخلت كالشوكة بيننا، بالتفكير بالأمر هل كانت هي الشخص ذاته الذي تربص بنا في المطعم، إن كانت هي إذا لما لم تتدخل حينها وإنتظرت حتى غادرنا للغرفة؟

كان جسده يسبقني بضع خطوات يحمل حقيبتي الخاصة وحقيبته بنفس اليد، شخصت بصري نحو ظهره بشرود وخيبة شديدة أثقلت كاهلي، فكرة أنه قد يحمل طفلا منها تجعلني أشعر بالإختناق الشديد وكأن هواء العالم لا يسع رئتي

قذف الحقائب بمؤخرة السيارة وحشر جسده في كرسي السائق، كان يبدو عليه الغضب والإمتعاظ الشديد لكن إستطعت تكهن أنه ليس بسببي، بل بسببها هي، أو هذا ما أعتقده

قبل ركوبي السيارة ومجددا لمحت ظل أحدهم يتربص بي من بعيد، إستطعت رؤيته هذه المرة كان رجلا سرعان ما إختفى بين السيارات المركونة ما إن حطت أعيني عليه، ثنيت حاجباي بريبة وقد تلبسني بعض التوتر والخوف، كنت محقة بهذا الشأن وأن هناك من يتربص بنا

𝑴𝑨𝑹𝑹𝑰𝑨𝑮𝑬.Where stories live. Discover now