Part 6

61 10 0
                                    

Author's Pov

بدأت الطائرة بالتحليق عاليا فوق المدينة بينما اعين ريا متجهة نحو النافذة تشاهد المنظر الذي راقها
" اعجبك المنظر ؟ " سأل تايهيونغ مبتسما
" نعم " اجابت مزيفة ابتسامتها ثم اضافت " لماذا تفعل هذا ؟ "
" لأكفر عن ذنبي " اجاب و هو يمسك يدها
" ما .. ماذا ؟ " سألت ريا باستغراب و سحبت يدها بسرعة
" اعترف انني قد أسأت التصرف معك دون سبب مقنع لذلك اردت ان اعتذر بشكل لائق قبل ان اتركك تغادرين " اجاب و هو ينظر اليها بعينين لامعتين
بدت على ريا علامات البرود ولم تجبه لانها لا تصدق كلامه و تعلم انه لن يتركها تغادر لذلك هي لا تشعر بالاطمئنان من ناحيته
بعد حوالي ساعتين من التحليق الذي لم يتخلله سوى محادثات بسيطة حاول تايهيونغ بدئها لكنها بائت بالفشل لصد ريا لها
هبطت الطائرة فوق سطح آخر نزل تايهيونغ و مد لها يد المساعدة لتنزل لكنها اكتفت بالنزول بمفردها ليبتسم الآخر
"هل غادرنا المدينة ! اين هذا المكان ؟ "
" ستعرفين بعد قليل " اجابها ثم وضع يده على خصرها و لف جسدها حيث اصبح يقف خلفها يوازي جسده جسدها و قال " ثقي بي "
ثم قام بوضع قطعة قماش سوداء اللون حول عينيها ليمنعها من رؤية ما حولها
" ما الذي تفعله ؟ " سألت بقلق
" ششش .. قلت ثقي بي " قال بصوت فيه قليل من الحنية
امسك يدها و قال " اتبعي تعليماتي ، سأخبرك ان كان هناك شيء يعرقل طريقك "
بدأ يمشي ببطئ و الاخرى تتبعه الى ان وصلا الى باب السطح
" انتبهي ، يوجد درج صغيرة على بعد مترين "
" حسنا "
تخطت الدرج و قالت " هل سأنزل الدرج و انا هكذا ؟ "
ضحك و اجابها " لا تقلقي يوجد مصعد هنا "
" مصعد ! اين نحن الآن ! هل هذا فندق ؟ "
" اخبرتك انني سأخبركِ لاحقا "قال و هو يضغط على زر المصعد
نزلا الى وجهتهما بينما الاخرى لا تزال في حيرة من امرها لا تعلم حتى مكان تواجدها
" ها قد وصلنا " قال و سحب قطعة القماش عن عينيها
هب القليل من النسيم ليداعب خدها《 هل وصلنا الى المكان الذي سيقتلني فيه 》
قالت تخاطب نفسها ثم فتحت عينيها ببطئ خائفة مما ستراه لتجد نفسها على شرفة مطلة على منظر رائع تملؤه اضواء الشوارع
قلبت عينيها في الجهة الاخرى من الشرفة لترى ممشى طويل من الورود المرمية على الارض يؤدي الى زاوية سُلِط عليها ضوء خافت يعطي طابعا رومنسيا يبدو أنها قد تم اعدادها بشكل خاص .. كانت هناك طاولة مرتبة بشكل مرموق وُضع فوقها بعض الاكل الشهي و قارورة شمبانيا فاخرة
تحيط تلك الطاولة بعض الازهار الحمراء كتلك التي على الممشى
اقترب منها و وضع يده حول خصرها مما جعل جسمها يقشعر و قال " السيدات اولا اميرتي " ثم اشار الى الطاولة
اتجه كلاهما نحوها .. كانت على وشك الجلوس لكنه اوقفها قائلا " اسمحي لي " ثم سحب لها الكرسي فجلست
كانت تخاطب نفسها 《 لدي شعور سيء حيال هذا الامر .. لا بد انه يحيك امرا ماا .. لا يجب ان اثق به ابدا 》
" تفضلي يمكنك البدأ " قال يشير الى الطعام الذي امامها
نظرت له و قد بدت على محياها نظرة شك
" ارجوك لا تخبريني انك تشكين انني قمت بتسميم طعامك " قال ثم انفجر ضاحكا
لكن ملامح وجهها لم تتغير فاقترب من صحنها و قام باكل القليل منه
" ماذا الآن ، الن تأكلي ؟ " سأل باستنكار
اطمئنت قليلا و بدأت تأكل
" احقا تظنين انني بهذه الحقارة ريا ؟ "
هذه المرة الثانية التي يناديها باسمها و قد خلّف ذلك فيها شعورا غريبا ثم اضاف
" لقد اخبرتك انني احاول ان اصلح الخطأ الذي قمت به معك .. اعتبريه تعويضا عما حدث بمجرد انتهاء هذه الليلة ستصبحين حرة .. انني احاول جاهدا ان اجعلك تسامحينني فساعديني كي اكفر عن ذنبي ارجوكِ "
" ما الذي تغير بين ليلة وضحاها ؟ " قالت بنبرة لا تخلو من الشك
" قد لا يبدو الأمر منطقيا ان اجبتك " اجاب يبعد نظره عنها
" ما الذي تقصده ؟ " سألت و قد اسندت ظهرها الى الوراء قليلا و ثبتت نظرها نحوه
ليبادلها الآخر النظرات دون كسر اتصال الاعين الذي بينهما " لقد اعجبت بكِ "
شعرت ريا بالتوتر و ابعدت عينيها و انفجرت ضاحكة لتتدارك الموقف
" لقد كنت اعلم ان هذا ما سيحدث " قال تايهيونغ مدحرجا عينيه
" اسفة .. لكنني .. لا استطيع التوقف عن الضحك " قالت هذه الجملة بصعوبة وسط ضحكاتها بينما واصل الآخر تناول طعامه دون ان يبدي لها اي اهتمام
بعد ان انتهيا من الطعام وقف يتجه ناحيتها
" اتسمحين لي بهذه الرقصة ! " سألها و هو يمد يده نحوها
" لا توجد موسيقى " ما ان انهت كلامها حتى ظهر ثلاثة رجال يحملون بين ايديهم ادوات عزف
" ليس لديك اي عذر الآن " قال بخبث
لتضع يديها في خاصته دون حيلة و اتجها الى وسط الشرفة
مدد يده يحاوط خصرها و وضعت هي يديها فوق كتفيه كان يفصل جسديهما بضع السنتيمرات فقط مما يجعل كل منهما يحس بنفس الآخر الامر الذي اشعر ريا بالقليل من التوتر
" لما قمتي برفضي قبل قليل بينما ليس لديكِ حبيب ؟ " سألها و هو ينظر الى ابعد عمق في عينيها
" و من قال لك انه ليس لدي حبيب ؟ " قالت بسخرية
" لو كنتي حبيبتي و اختفيتي لبضع الساعات فقط لأقمت حربا في المدينة لايجادك ، بينما انتي غائبة منذ ثلاثة اسابيع و لم يتصل بكِ اي ذكر او يصل اي بلاغ عنك الى الشرطة " قال و هو ينظر الى وجنتيها التي احمرتا من الخجل
" احمم .. اه .. الامر هو .. "
قاطع كلامها سؤاله " اين عائلتك ؟ هل هم ايضا لم يلاحظو غيابكِ ؟ "
شعرت ببعض الاختناق و حاولت التكلم " انهم .. اعني انني .. "
" ااه .. لا عليكِ .. انا اسف .. لم اكن اعلم " قاطع كلامها ثم اضاف
" اعرف شعورك جيدا "
نظرت له باستغراب فاكمل " انا ايضا فقدت والداي عندما كنت في الرابعة من عمري "
شعرت بالحزن يتسلل الى قلبها
" انا آسفة لأجلك " قالت و هي تربت على كتفيه
" لا عليكِ " قال دون ان ينظر اليها
" لا بد ان الامر كان صعب جدا لقد كنت مجرد طفل
.. اعني لقد خسرتهما عندما كنت في الواحد و العشرين من عمري و قد تألمت كثيرا .. فما بالك بك انت لقد كنت مجرد طفل " قالت بتأثر
قاطع شعورها بالحزن وضعه ليديه فوق خدها اقترب منها مما زاد نبضات قلبها و شعرت بنفسه الدافئ و هو يلامس وجهها اغلقت عينيها عندما قام بطبع شفتيه فوق خاصتها و قام بتقبيلها قبلة مطولة جعلت ريا تخضع له و تضع يداها فوق عنقه و تبادله اياها
ابتعدا قليلا ليتركا لنفسيهما المجال للتنفس
نظر اليها ليجدها تبعد عينيها تتفادى نظراته
" ارى ان احداهن تشعر بالخجل الآن .. تلك التي قامت برفضي قبل قليل " قال محاولا اغاظتها " ليكن بعلمك ليس هذه المرة الاولى التي تقبلينني فيها " قال ليجعلها في حيرة من امرها لم يفسح لها المجال لتسأله ماذا يقصد ..
ثم نظر الى ساعته و امسكها من يدها و قال " حان الوقت .. هيا بنا "
" الى اين " سألته باستغراب
" مفاجأة اخيرة "
غادرا باب الفندق و ركبا السيارة
" ما رأيكِ بهذا الفندق ! " سألها بمكر
" لا تقل انه ملكك ! " قالت موسعة عيناها ليكتفي الآخر بالضحك .. قام بتشغيل السيارة نحو وجهته الموالية

Highway To Hell  || الطريق السريع إلى الجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن