Part 4

66 11 1
                                    

" انتبه لنفسك سأعود من أجلك أعدك "
" لا تتركيني هنا "
" سأعود "
تردد صدى هذه الكلمة مرارا و تكرارا بينما يبتعد جسدها عن ناظريه ببطئ الى ان اختفى بسبب العتمة كان على وشك اللحاق بها و لكنه لم يستطع كأنما قدماه و يداه مقيدتان تسلط ضوء شديد البياض نحوه فجأة و سمع صوت ضحكات كان قد سمعها من قبل التفت ورائه ليجد مجموعة من الشباب يلحقون به نظر الى الارض فوجد نفسه يجري بسرعة الى ان انتهى به المطاف الى طريق مغلق التفت ليجدهم وراءه اخرج احدهم سكين و اقترب منه قائلا
" اظننت انه يمكنك الفرار منا ايها الصغير "
رفع يده يوجهها نحو بطنه و طعنه بقوة
فتح عينيه و قد اهتز جسده فوق الفراش .. دعك جبينه الذي تجمعت فوقه قطرات من العرق و تسللت بعضها الى رقبته .. امسك هاتفه ليرى الساعة فوجدها الثالثة فجرا
قام بمناداة احدى الخادمات و لكن سرعان ما تذكر انه يطلب منهم المغادرة في نهاية الاسبوع لانه يفضل البقاء على راحته
نهض من الفراش و اتجه نحو شرفة الغرفة قام بفتحها ليستنشق بعض الهواء .. كان يرتدي سروال رياضي رمادي اللون و لا يضع شيئا على نصفه العلوي و على الرغم من برودة ليالي ديسمبر و تساقط الامطار الا ان جسده و روحه كانا مشتعلتان
اخذ سيجارة من العلبة و قام باشعالها استنشق منها فتآكلت الأخرى
" ما شعورك و انتي تحترقين من أجل شخص آخر " قال يخاطب سيجارته ثم سحب منها نفسا آخر و اضاف و هو يخرج ذلك السم من صدره " تتألمين أليس كذلك .. لا عليكِ اعلم شعوركِ جيدا "
رفع رأسه نحو السماء التي اشتد ظلامها و قد زينتها بعض النجوم خفيفة اللمعان
انهى سيجارته و عاد الى الداخل متجها نحو خزانة صغيرة فيها مختلف انواع الخمور امسك واحدة منها " اووه Jack Daniel's .. لقد مر وقت طويل "
ملئ كأسا و شربه دفعة واحدة كأنه يروي عطشه و يحاول اطفاء تلك النار الملتهبة داخله ثم اعاد ملئ كأسه و حمل القارورة معه متجها نحو طاولة كان يوجد فوقها حاسوبه الاضافي
جلس و وضع قدميه فوقها و الحاسوب فوق فخذيه ..
اخذ يحتسي ما بين يديه و يتأملها كانت تتقلب يمينا و يسارا يبدو ان النوم قد فارقها كما فعل معه
انارت ضوء غرفتها مما جعله يستغرب .. نهضت من فراشها ظل يتتبعها بيعينه الى ان غابت عن زاوية الكاميرا فعلم انها قد ذهبت الى الحمام
ظل ينتظر قليلا الى ان ظهرت مجددا كانت تمشي ببطئ متجهة نحو باب الغرفة و بدأت بطرقه مرارا و تكرارا
" ستمل و تتوقف بعد قليل "
قال مدحرجا عينيه فقد اعتاد على فعلها لهذا الامر
ظل يرتشف كأسه بينما عينيه نحو الحاسوب يراقب تلك التي لا تزال تطرق الباب بدون يأس
انتفض من مكانه دون ان يشعر عندما رأها تسقط أرضا دون اي سابق انذار اخذ المفتاح و اتجه بسرعة نحو القبو
فتح الباب ليجدها مرمية على الارض انحنى قربها على ركبيته ابعد شعرها الذي كان يغطي وجهها و قال
" هااي انتي .. استيقظي .. ماذا يحدث معك .. اللعنة لما المكان شديد البرودة هنا "
لم تستجب له فقرب يده من وجهها ليسدد لها ضربات خفيفة ليوقظها بها ما ان وضع يده على خدها حتى شعر بحرارة جسمها " انها تحترق " قال و قد مرر يده فوق جبينها و عاد يحاول ايقاظها لكن دون جدوى
لقد نسي ان مدفأة هذه الغرفة معطلة " هذا ما كان ينقصني " قال بتأفف و حملها بين ذراعيه يتجه بها نحو الدرج المؤدي الى منزله
دخل غرفته وضعها فوق فراشه و قام بتغطيتها ثم ذهب ليحضر بعض الكمادات المبللة
جلس على حافة السرير و بدأ بتمرير قطع القماش فوق جبينها يمسح العرق الذي يتصبب منه ثم وضعها فوق خدها الذي اشتدت حمرته بسبب حرارة جسمها
بعد ما يزيد عن النصف ساعة تحسس حرارتها ليجدها لا تزال ترتفع
" ما الذي سافعله معها " قال يمدد يده فوق رأسه يرجع بعضا من خصلات شعره التي سقطت على وجهه الى الوراء .. اقترب قليلا و جلس على الفراش ابعد الغطاء عنها ثم امسك كتفيها و رفعها قليلا ليسند رأسها على صدره بينما جسده يوازي جسدها مرر يديه فوق ظهرها محاولا ايجاد ازرار الفستان المنزلي الذي ترتديه قام بفتحها واحدة تلو الاخرى ثم قام بنزعه
حملها بين ذراعيه و شعر بحرارتها اكثر عندما لامس جسدها صدره العاري اتجه بها نحو الحمام
جلس في حوض الاستحمام بينما الاخرى لا تزال في حضنه رأسها متكئ على صدره .. كانت مياه الرشاش الباردة تتساقط فوقهما وضع يده فوق خدها يحاول ايقاظها مجدادا فاستجابت له هذه المرة .. ململت قليلا ثم فتحت عينيها الذابلتين ببطئ و التعب ظاهر عليهما فقد كان اللون الاحمر يحيط قزحيتاها شديدتي الاخضرار .. امتلأت رموشها بالمياه ظلت تفتح عينيها و تغلقها و نظراتها تتجه نحو عينيه تارة و شفتيه تارة اخرى مما جعل شعورا غريبا يتملكه كأنما قشعريرة صغيرة سرت في جسمه
بينما هو على ذلك الحال اقتربت منه دون اي سابق انذار و طبعت شفتيها فوق خاصته للتوسع عيناه من شدة الصدمة دون ان يستطيع القيام باي ردة فعل ظلت على تلك الحال لبعض الثوان ثم ابتعدت عنه حدقت في عينيه قليلا و وضعت رأسها فوق صدره لتغيب عن وعيها مجددا بينما الاخر لا يزال في حالة صدمة لا يعلم ما الذي عليه فعله

Highway To Hell  || الطريق السريع إلى الجحيم Where stories live. Discover now