Part 1

236 13 3
                                    

كانت مستلقية على فراشها المتواجد داخل مكتبها في المشفى تحاول ان تنعم بالقليل من الراحة لتخفف عن نفسها التعب الذي كانت تشعر به فقد أمضت الليل كله في اجراء عملية قلب مفتوح لطفلة صغيرة
ارتمى الى مسمعها صوت طرقات خفيفة على الباب يليه صوت لطيف
" دكتورة ريا ايمكنني الدخول "
عقدت حاجبيها قليلا منزعجة ثم قالت بصوت متقطع يكاد يُسمع
" اجل "
دخلت ميرا بهدوء تحمل بين يديها ملفات المرضى
" اسفة لايقاظك و لكن عليك معاينة هذه الملفات "
قالت ميرا بصوت منخفض
اعتدلت في جلستها تفرك عينيها بتعب و انزعاج ثم وقفت من الفراش تربط شعرها و تعدل ملابسها
" لا عليكي ، اريني ماذا لدينا "
اعطتها ميرا ما بيدها و نظرت لها تسألها بلطف " اتريدين قهوة ؟"
" اووه اجل سيكون ذلك رائعا، اخبرتك سابقا اليس كذلك ! انكِ الافضل على الاطلاق "
قالت و هي تغادر الغرفة متجهة نحو غرف المرضى لتترك الاخرى تحمّر خجلا لسماع اطراء استاذتها لها و التي تعتبرها قدوتها لبراعتها و تفانيها في عملها ، فكل من بالمشفى يشهد على اجتهادها و خبرتها كما يمدح اخلاقها المهنية و قوة شخصيتها
" ااه كم اتمنى ان اصبح يوما مثلها "
قالت ميرا تخاطب نفسها و اتجهت نحو آلة صنع القهوة
 
  
                           ****

" كيف حال سيدتنا الجميلة اليوم ؟ "
سألت ريا السيدة المستلقية امامها بكل لطف
لتجيبها الأخرى
" برؤيتك اصبحت بخير "
" اووه هذا سيجعلني اشعر بالغرور "
قالت متقدمة تتفحص الاجهزة التي بجانبها
ثم قالت
" أرى أن نبض قلب إحداهن قد مال للتحسن .. ألم أخبرك أن من أهم عوامل تحسنك هو القليل من التفائل .. لازالت أمامك رحلة حياة طويلة كل ما ينقصك هو رغبة العيش "
" رغبة العيش ! هه "
قالت السيدة ايزابيل بحسرة
" ألازلت تعتقدين انني استحق العيش "
اضافت و قد كانت تحاول منع نفسها من البكاء
اقتربت منها ريا و جلست بجوارها ممسكةً يدها
" سيدة ايزابيل ، لقد كنتِ صغيرة في ذاك الوقت ، لقد بدى لكِ تصرفك انه الحل الامثل لقلة حيلتك بالكاد كنتي تستطعين انقاذ نفسك ، حاولي ان تغفري لنفسك و خففي شعورك بالذن..
" بعض الاخطاء لا تغتفر " قاطعتها ايزابيل و قد نزلت بعض الدموع من عينيها و ادارت وجهها للجهة الاخرى تتفادى النظر لريا التي مسحت على يديها قليلا تحاول مواساتها ثم  وقفت
" حسنا سأغادر الآن و سأمر عليكِ مساءًا .. إحظي ببعض الراحة ايتها الجميلة "
قالت ريا و هي ترسم ابتسامة خفيفة على وجهها كانت تريد اخبارها انها لن تقوم بزيارتها لبعض الايام لكن لم تسنح لها الفرصة لذلك 

                      ****

لقد حل المساء ، كانت ريا قد اتمت جميع التزاماتها لهذا اليوم و هي تشعر بارتياح لهدوء المشفى و عدم قدوم اي حالات استعجالية و هو ما يعني انها تستطيع المغادرة و هي مرتاحة البال
قامت بنزع البالطو ( السترة البيضاء التي يرتديها الاطباء) اطلقت شعرها عدلت ملابسها و اخذت حقيبتها ثم غادرت
اتجهت نحو سيارتها المركونة في آخر موقف السيارات
ركبت وضعت حزام الأمان شغلت موسيقاها المفضلة ثم انطلقت
بعد مرور ما يقارب 20 دقيقة اوقفت سيارتها امام منزل يمكن وصفه بانه فخم ليس كبير الحجم و لكن يبدو ذو طابع مختلف عن المنازل المجاورة
فتحت الباب الخارجي و بدأت السير في الممر الذي احيط بحديقة من الطرفين
" اشتقت لكن عزيزاتي "
قالت مخاطبة ازهارها التي تحبها فهي من قامت بغرسها و الاعتناء بها
دلفت الي منزلها القت حقيبتها ارضا نزعت حذائها و سترتها ثم ارتمت على الاريكة بتعب
" اووه يا الهي لا اصدق انني تمكنت اخيرا من اخذ اجازة على الرغم من انها لاسبوع فقط و لكن يكفيني ان اقضيه في النوم "
قالت و هي تنظر للسقف ثم اضافت
" لا يمكنني ان انكر ان عقلي سيبقى مشغول بمرضاي و لكن سأحاول الاتصال للاطمئنان عليهم من حين لآخ..
قاطع كلامها رنين هاتفها الصادر من حقيبتها الملقاة على الارض ، اتجهت نحوها اخرجت هاتفها ثم دحرجت اعينها تلعن حظها لانها نسيت
" اين انتي يا فتااااة هااا ؟؟ لماذا لم تأتي للآن ؟؟ "
ابعدت الهاتف عن خدها خيفة ان تثقب طبلة اذنها بسبب صوتها الحاد
" مايا الا يمكنك ان تتحدثي بهدوء ! "
قالت ريا بانزعاج تحاول ان تقلب الامر لصالحها ثم اضافت " الا يمكنك حتى ان تسألي عن حالي ؟ ماذا لو لم أكن بخير ألا تهتمين بي أبدا " قالت محاولة استعطاف مايا كي يمر الامر بسلام
" ريا محاولتك للتأثير بي لن تجدي نفعا .. بحقك يا فتاااة انه عيد ميلاادي كيف لكي ان تنسي ؟؟ انا صدييقتك المفضلة بربك ريااا "
قالت مايا و قد بدا على صوتها الحزن
وضعت ريا اطراف اصابعها على جبينها تدعكه ثم قالت
" حبيبتي لا تحزني ، أنا قادمة الآن فقط امهليني 10 دقائق و سأكون بجوارك حسنا ! لا تحزني ارجوك تعلمين انني احبك "
اغلقت ريا الهاتف دون فسح مجال للاخرى ان تجيبها فهي تعلم ان الأمر سيتطلب منها ما لا يقل عن ساعة لتصل لمنزلها فهي تقطن بالمدينة المجاورة .. اتجهت مسرعة نحو غرفتها كانت تود ان تستحم و لكن ان تأخرت أكثر فإن مايا ستغتالها .. غيرت ملابسها بسرعة شديدة وضعت القليل من المسكارا ليضفي جمالا على عينيها شديدتي الاخضرار ثم وضعت القليل من مرطب الشفاه على خاصتيها ليست من محبي الميك اب اخذت حقيبتها ثم انطلقت بأسرع ما يكون
كانت تتخيل رد فعل مايا عندما تراها " اراهن انها ستنقض عليا و تفترسني "
ما ان اكملت جملتها حتى اوقفت السيارة بصدمة  
" يا الهي الهدييية لم اشتري هدييية ، اللعنة يا ريا اللعنة "
ضربت جبينها و واصلت طريقها
" سأخبرها انني نسيتها في المنزل لانني كنت مستعجلة .. "
صمتت قليلا ثم اضافت " اللعنة لا استطيع الكذب ، ساخبرها انني نسيت ان اشتري واحدة "
   رن هاتفها فالتفت لحقيبتها تجلبه في حين تحاول ابقاء عينيها على الطريق بينما هي على تلك الحال ظهر امامها جسم مرمي على الطريق صاحت بقوة ثم ضغطت على الفرامل و اوقفت سيارتها بسرعة قبل ان تصطدم به تفصلها عنه بعض الستنيمترات .. نزلت من السيارة و هي مرتعبة اقتربت منه شيئا فشيء نزلت على ركبتيها تقابل جسد ذاك الملقي على ظهره ارضا و شعره يغطي وجهه ابعدته قليلا بدا على وجهه التألم فاكتشفت انه مصاب بدأت بتفقد جسده لتجد مكان الاصابة فتحت سترته لترى دماً غزيرا ينزف من صدره ، قامت بتمزيق قمصية و ذُعرت عندما اكتشفت انها اصابة رصاصة في مثل هذه الاحوال يجب على الشرطة ان تتدخل ، بدأت بالقيام بالاسعافات الاولية محاولةً ايقاف النزيف بالضغط على الجرح
ململ قليلا ثم فتح عينيه ببطء و تكلم بصعوبة " من انتي ، اي طريق هذا  "
" Highway ( الطريق السريع ) "
اجابة ريا فاضاف
"Highway To Hell ( الطريق السريع للجحيم ) "
نظرت ريا باستغراب ثم اضافت
" لا تقلق انا طبيبة حاول ان تتمسك قليلا سأتصل بالشرطة و الاسعاف في الحال سيتم انقاذ..
قاطعها قائلا و قد احتدت ملامحه " لا تتصلي باحد " و حاول النهوض
" لا تتحرك سيأثر هذا على جرحك ، لن يتأخر الاسعاف " قالت و هي متجهة نحو سيارتها لتجلب هاتفها
" لاا تتصلي " قال بصوت وهن ثم اضاف " اذا عرف اعدائي انني على قيد الحياة فسنكون انا و انتي في خطر "
" ماذا ، اتظن انك في فيلم عن اية اعداء..
" لست امز ..
قاطع حديثه صوت سيارات شكلت دائرة حولهم و اصوات رجال قادمين من الغابة المجاورة للطريق
"  سيدي اظن انه هو ؟ "
" نعم انه هو "
" اسرعو "
ماهي الا لحظات حتى ظهر رجال يرتدون ملابس سوداء و اقنعة تغطي اوجههم لا تظهر سوى اعينهم احاطو بهم من كل جهة اقترب منها احدهم بينما اسرع الاخرون للاطمئنان على ذاك الملقي على الارض ثم قاموا بحمله بسرعة و وضعه في السيارة
" من انتي ؟ " سألها ذاك الذي اقترب منها بنبرة حادة مما جعلها ترتجف خوفا غير قادرة على التكلم من غرابة المشهد الذي تراه ، شعرت لوهلة انها في فيلم
" ا .. انا "
" تكلمي من انتي؟ ما الذي تفعلينه هناا ! " سألها رافعا مسدسه بيده التي تحمل بعض الوشوم
ارتعبت حين رأت المسدس و شعرت ان ساقاها لم تعد قادرة على حملها " ك .. ا .. انا ك. كنت اقود سيارتي .. و .. و ظهر هو فجأة " قالت و هي تشير لسيارتها و الطريق بارتباك
" ثم .. انا .. نزلت كي ..
قاطعها صوت احد الرجال الاخرين و هو يخاطب ذاك الذي سألها في المرة الاولى
" جي كي لقد رأت وجهه "
تكلم الاخر " تخلصو منها و اجلبو طبيبا فورا ، يجب ان نعالجه في الحال "
" م .. ماذا ؟ تخلص ! ماذا تعني ب تخلص منها " اقترب منها رجلان امسكا بها من مرفقيها  " ابتعدا عني ، من اعطاكما الحق للمسي ، هذه الجريمة تعد تحرشا "
قالت بانفعال مزيف تحاول اخفاء خوفها " اتظن انه من السهل معاملة امرأة هكذا ؟ نحن في دولة يحكمها القانون .. انا طبيبة مشهورة و لدي الكثير من العلاقات ، ساحرص على ان تتم معاقبتكم لما تفعلونه بي و لما تفعلونه بذاك الرجل المسكين المصاب "
التفت لها و ضحك ساخرا ثم خاطب رجاله " احضروها و نظفو المكان "
قام الرجلان بتغطية عينيها و تقييد يداها و وضعها في السيارة بقوة
مر وقت ليس بالكثير او القليل توقفت السيارات سحبها رجل من السيارة بقوة يأمرها بان تواصل السير
" ساحرص على ان تتم معاقبتكم ايها الانذال " قالت تتمتم بينما يستمر الاخر بدفعها ..
ادخلها لغرفة استطاعت ان تشعر بنورها على الرغم من ان اعينها معصوبة
فك احدهم قيدوها و ازاح القماش عن عينيها فتحت الاخرى خاصتها و اغلقتها فجأة لشدة الضوء ثم اعادت فتحها تقلبها في الارجاء الي ان وقعت على جسم رجل موضوع على الفراش اقتربت قليلا لتكتشف انه ذات الشخص الذي كان ملقا على الارض
" عالجيه "
تكلم صوت من خلفها فالتفتت له
" هذا غير قانوني "
" عالجيه فورا " صرخ بها موجها سلاحه نحو وجهها
فزعت ثم قالت بتوتر " لماذا لا نأخذه الى المشفى .. وضعه حرج "
" عالجيه هنا و احرصي على ان يعيش "
" حاولت قتله و الآن تريده ان يعيش هل انت مجنون  "
اجابت بغضب و خوف شديدين
نظر لها يحاول فهم ما قالته ثم قرب المسدس من جبينها اكثر " الوقت ينفذ منك "
قالت بخوف و صراخ " لا املك معداتي "
اشار الي شيء ما خلفها التفت لتجد طاولة قرب ذلك الجريح تحتوي على جميع المستلزمات التي قد تحتاجها ، اعادت نظرها نحوه فقال " الآن "
" اي انه لا مفر " قالت بصوت منخفض
باشرت ريا الجراحة بعد ان قامت بتطهير نفسها و المعدات كي لا تزداد حالة المريض سوء .. بعد ما يزيد عن ساعتين انهت الجراحة
التفتت لتجد ذات الرجل يقف ورائها
" سيعيش اليس كذلك ؟ "
" الرصاصة اخترقت رئته ، فعلت ما بوسعي "
" ان لم يعش فستلحقين به .. او اتعلمين ماذا ، من الافضل ان تموتي الآن " قال ببرود مما جعل جسدها يتصلب و قشعريرة خوف تسري داخله
" م.. ماذا .. ارجوك دعني اغادر .. لقد فعلت ما طلبته مني .. لن اخبر احدا عن ما رأيته أعدك .. كما ان حالته لم تستقر بعد .. لازالت تحتاجني ارجوك .. "
" اذن احرصي على ان يعيش "
قال ببرود ثم اشار لاحد رجاله ليأخذها بعيدا .. تقدم منها الرجل يسحبها من ذراعها
" الى اين ! دعني .. اين تأخذني ايها اللعين .. "
ظل يسحبها دون اي كلمة
ادخلها غرفة و اقفل عليها الباب حاولت فتحه لكن دون جدوى
التفتت لترى غرفة متوسطة الحجم يوجد بها سرير و خزانة و منضدة صغيرة .. لاحظت وجود باب اخر اتجهت نحوه آملة أن تجد مفرا لكن خابت آمالها عندما اكتشفت انه باب الحمام
ظلت تدور داخل الغرفة ذهابا و ايابا و الخوف و الغضب قد سيطرا عليها تحاول التفكير بطريقة للخلاص من هذا الموقف الذي لا تزال غير قادرة على استيعابه

                        *****   

كان يراقب ذلك الذي يغلق عينيه ملقى على الفراش دون حراك يسمع صوت الاجهزة التي تحيط به
اقترب منه مرر عينيه فوق ملامحه يتأمل وجهه مما جعل ملامح غير مفهومة ترتسم على وجهه
" يجب ان تعيش ايها اللعين ، لن اسمح لك بالموت "
ظل يحملق به بغضب ثم غادر الغرفة مغلقا الباب بقوة  ..

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
ملاحظة : الرواية مزالت قيد الكتابة لذلك التنزيل لن يكون متتالي لكن سأحاول قدر الامكان ان لا أتأخر كثيرا عليكم
قوموا بترك تعليقات جميلة مثلكم لتشجعوني على الكتابة
شكرا ♡

Highway To Hell  || الطريق السريع إلى الجحيم Where stories live. Discover now