4~في أحضان الطبيعة

249 21 7
                                    

ظللتُ أحدق إليه بدهشة لم أتكبد عناء إخفائها و عيناي لاتزال مفتوحة على مصرعيها.
جيون جونغكوك بنفسه ليس ذلك فقط بل أنه لفظ اسمي حتى.
مهلا، هل أحلم؟
لاشك و أنني لازلتُ نائمة في الطائرة و كل هذا حلم.
أنا لم أستفق بعد، نعم هذا منطقي أكثر.

"ڤيولا أين شردتي؟"
أفقتُ على صوته و رحت أتأمل ملامحه، إنه حقا هو.
قلبي يدق بجنون،
اللعنة هذا ليس حلمًا!!

"أنا فقط أردتُ أن أكون الشخص الأول الذي يأخذكِ في جولة حتى لو كانت بسيطة نظرًا أنها مرّتك الأولى هنا."
أضاف و هو يضع يديه في جيوبه و يناظرني بثقة هزت كياني.

أجزم أن مظهري مضحك للغاية و أنا أنظر له بكل بلاهة.
استجمعت شتات نفسي و أردفت..
"اممم، أنا فقط لم أتوقع أن أراك.
لا أقصد الآن، أقصد بصفة عامة.
يعني، لا أعلم.
ما أردت قوله هو.."

لاحظ تلعثمي لذلك قاطعني بوضع كف يده على ظهري و سحبي لمدخل الحديقة..
"حسنًا، وفري كلامكِ لنفسك لأنني أفهم شعورك الآن.
ستتعودين على وجودي حولكِ مع مرور الوقت"

ماذا قال لتوّه؟؟
بالأحرى ما الذي يعنيه؟؟

إلهي، بينما نتجول في الأرجاء استوعبت كون السيارة، السائق وباقة الورود كلهم منه و ليس من خالتي كما اعتقدت، يا لغبائي و أنا من اعتقدت أنها متحمسة بشدة لرؤيتي.

قطع حبل أفكاري طرقعة أصابع،
رفعتُ رأسي وجدته يناظرني بوجههِ اللطيف يهز حاجبيه
"عوضًا عن التفكير في أشياء لا معنى لها أقترح أن تستمتعِي بالمكان، مارأيك؟"

لاحظتُ فعلا أنني كنت ساهيةً مع أفكاري لدرجة لم ألاحظ مدى توغلنا و لا حتى جمال المكان.
الأشجار عالية للغاية، الهواء نقي و الأجواء هادئة.
أغمضت أعيني أستمتعُ بأشعة الشمس الدافئة، زقزقة العصافير العذبة و النسيم الخفيف الذي يلاعب شعري.

"حسب رؤيتي أستطيع الجزم كونكِ محبّة للطبيعة مثل نامجون هيونغ، هل أنا مخطئ؟"
فتحتُ أعيني و ناظرت جونغكوك الذي كان يتكئ على جزع شجرة عاقدًا يديه على صدره مبتسما.

واصلتُ المشي حسب المسار الموجود،
سمعتُ صوت خطوات خلفي أدركتُ أنه يتبعُني.
"نعم، أنا أحب الطبيعة جدًا، كل شيء يخصها خلاب..
أبسط الأشياء فيها تسعدني، كتمايل أوراق الشجر أو رفة جناح عصفور صغير.
الاستمتاع بجمال الطبيعة من أروع الأشياء التي تجددُ شباب الروح و الجسد معًا، لا يسعني إلا الابتسام و أنا في أحضانها"

ألقيتُ نظرة خاطفةً عليه وجدته يتمشى بجانبي و يستمع لما أقُوله بإنصات.
"حب الطبيعة لغة مشتركة تجاوزت جميع الحدود فيولا. من يحب الطبيعة سيجدُ الجمال في كل مكان"

DREAMWhere stories live. Discover now