3~اليوم المنشود

258 26 12
                                    

لاَزلت جُملتُها تتردَّدُ في ذهني.
قُدرتي على الاستيعاب اختفت كليًّا.

"ما الذي تعنينه أُمي؟"

.
.

"حسنًا، بكلِ بساطة حفل زفافِ ابنة خالتكِ سيُقامُ خلال 10 أيامٍ، نظرًا لانشغالي بالعمل لن أكونَ قادرةً على الذهابِ، اتّصلتُ بخالتِكِ لأخبرها و أعتذر منها، لحُسني حظِّي كانت متفهّمة فهي تعلمُ كم أنِّ مشروع البناء الجديد مهمٌّ لي و قد تمّت الموافقة عليه أخيرًا و.."

"أمي!!! هل وافقُوا على مشروعكِ حقًّا!!؟؟
إلهي، هذا خبرٌ يستحقُّ الاحتفال.
إنني سعيدةٌ جدًّا من أجلِكِ"
تعملُ أمي في شركة للتصنيع و الهندسة.
في بلفاست، يُعرف هذا القطاع بكونِه تراث ثري مليء بالمعرفة و المهارات و الخبرة.

"شكرًا عزيزتي، هذا يعني لي الكثيرَ حقًّا."
قالت و هي تُبادِلُني العناق بعد أن ارتميتُ في أحضانِها.

أمسكتْ ببديّ بعد أن قامت بفصلِ عناقِنا و واصلتْ
"كما كنتُ أخبرُكِ، أصّرت خالتُكِ على حضوركِ على الأقل.
معلوم، إن لم أذهب أنا والِدُكِ لن يفعل أيضًا.
أخبرتُها أنّني سأقوم بإعلامِكِ، و عند تفكيري في الأمر وجدتهُ في صالِحكِ، إنّكِ تنعزلينَ في غرفتكِ منذ بداية العطلة. كما أنّكِ مهووسة بالدراما الكورية و لا تشاهدين غيرها أظنُّ أنّ هذه فرصة ذهبيّة لمعجبةٍ مثلكِ للتجوّل في الشوارع و زيارة المعالم الأثرية و المناطق الساحلية الجميلة. سحقًا، بالحديثِ عن كلّ هذا أريدُ أنا أيضًا الذهاب. لقد مرَّ وقتٌ طويلٌ على آخر مرَّةٍ لي هُناك."

منذ وفاة جدِي و جدّتي و أنا صغيرة لم تطأْ قداما أمي مسقط رأسها، لم أسألها قط عن ذلك فهي بالتأكيد لها أسبابها الخاصة.

"إلهِي أمي، لما تتحدّثين و كأنني سأرفض مثل هذِه الفرصة الذهبية كما وصفتِيها"
قلتُ ممازحة.

"إذن هل أنتِ موافقة؟"

أُومئتُ برأسي دليلاً على موافقتي و الابتسامة لم تُغادر ثغري. احتضنتني مجددًا ثم هاتفت خالتِي لإعلامها.

.
.
.
.
.
.
.

لم أتوقف عن التحضير طوال اليومين الماضيين.
بعد عزلتي منذ بداية الصيف، قمتُ أخيرًا بالخروج بغية التسوّق. كنتُ أشتري كل ما كان يلزمني و بعض الثياب اللطيفة و أخرى أنيقة مناسبة لهذا النوع من الاحتفالات.

كنتُ متحمسة طوال الوقت لا أنفك عن التفكير عن الأنشطة التي سأقوم بها و الأماكن التي سأزورها و الأكلات التي سأتذوقها. أعلمُ أن أمي لا تبخلُ علي من هذه الناحية فهي تطبخ لنا أطعمة كورية من حين إلى آخر و لكنني متأكدة أن تناولها هناك سيكون قيّمًا أكثر.

DREAMWhere stories live. Discover now