نادر في بيته آخر النهار وخرج من أوضته كان أبوه وأمه قاعدين قدام التليفزيون في هدوء ، قرب وقعد قصادهم مسك الريمود وطى الصوت وبصلهم : عايز أتكلم معاكم في موضوع مهم .
فاتن عرفت هيتكلم في ايه بس استنت وما علقتش .
خاطر بقلق: خير يا ابني ؟ عايز تقول ايه ؟ هند أختك وجوزها بخير ؟ أنا اطمنت على همس بس هند
قاطعه بسرعة : هند بخير بالعكس أمورهم تمام ومشكلتهم مع رشا في نهايتها .
خاطر حمد ربنا وبصله اهتمام : طيب عايز تقول ايه ؟
أخد نفس طويل قبل ما يبصلهم الاتنين بجدية: أنا عايز أتجوز .
فاتن علقت بتهكم : من بكرا هختارلك العروسة و
قاطعها بهدوء : مش محتاج حد يختارلي أنا اوريدي اخترت وعايز أعرفكم بيها .
فاتن وقفت بحدة : لو هي ملك دي فأنا ولا عايزة أتعرف عليها ولا عايزة أشوف وشها ، أنا كلامي خلص معاك .
هتتحرك بس خاطر وقفها بلوم : ده مش أسلوب نقاش أبدا يا فاتن اقعدي وادي ابنك فرصة يتكلم .
بصتله باستنكار : سيادته عايز يتجوز بنت أخلاقها زي الزفت و
قاطعها نادر بحدة : حضرتك ما تعرفيهاش فلو سمحتي ما تغلطيش فيها وتظلميها .
بصتله بغيظ وبصت لخاطر باستياء: ابنك مغمض عينيه ومش شايف قدامه ولا شايفها  على حقيقتها .
نادر اتنهد ورد بحنق: ماهو بالطريقة دي مش هنعرف نتكلم لو سمحتي اديني فرصة أتكلم
تجاهلته وكملت بغضب : سيادته بيحب بنت كانت مخطوبة لصاحب سيف ، اللي اسمه كريم المرشدي اللي سابها لان أخلاقها نيلة ولانها بتشرب وتسكر وبتعمله فضايح كل يوم والتاني بعدها راحت اتجوزت كلب محسوب على الرجالة غلط حتى أمها أبوها طلقها ورماها وهو دلوقتي عايز يتجوزها عايزني أقعد أسمع ايه ؟ انها اتغيرت ؟ انها بطلت تشرب ؟ أسمع ايه ؟ وهل لو سمعت ده هيمحي حقيقة أخلاقها ولا سمعتها ولا ماضيها ؟ ( بصت لابنها بغيظ ) انت ليه نازل بنفسك الأرض ؟ ما تشاور على أي بنت وأنا أجيبها انت مش قليل علشان ترضى بواحدة زي دي ، ناقصك ايه ؟ دكتور ، أخلاق ، محترم ، شاطر ، شغال في مستشفى خاص ، عندك شقتك ، ناقصك ايه تختار بنت محترمة ؟ ناقصك ايه فهمني يا نادر
نادر وقف وبص لأبوه بجدية : أنا آسف بس مش هقدر أكمل نقاش بالشكل ده ، أنا راجع شغلي بعد إذنكم.
خاطر حاول يوقفه أما فاتن فكملت بصوت عالي وغضب: اوعى تفتكر ان طريقتك دي هتلوي دراعي بيها، البت دي تنساها وتشيلها من دماغك وإلا أقسم بالله يا نادر أتبرأ منك على كبر طالما هتتهبل بالشكل ده .
خاطر مسك دراعها وزعق فيها : ما تهدي بقى هي دي طريقة نقاش ولا كلام ؟
شدت دراعها بعنف : انت هدوءك اللي خلاهم يعملوا فينا كده ، انت وصلتهم لده .
بصلها بذهول : أنا ولا سربعتك على جوازهم ها ؟ كل شوية تكلمي هند وحسستيها انها عنست وخليتيها بصت لراجل متجوز بس أحمد ربنا ان بدر راجل ويستاهلها ، وادي نادر بيختار واحدة مطلقة وحتى همس اللي كانت لسه قدامها دراستها كتر زنك عليها خليتيها برضه حبت حد الدنيا كلها كانت ضده وكان حبها غلط بس انتي اللي زرعتي جواهم السربعة في الاختيار فبيرموا نفسهم وبس بدون عقل وبدون تحكيم للمنطق ، بيحبوا وبس علشان يلحقوا القطر اللي فهمتيهم انه هيسيبهم ، انتي اللي عملتي ده في عيالك وانتي اللي لغيتي عقولهم ودلوقتي بتتكلمي في ايه ؟ سمعتي ابنك وسمعتي نظرته للبنت ايه ؟ ولا بس جبتيلي كلمتين من النت وخلاص ؟ مافي صحافة صفرا كتير وبيكتبوا بمزاجهم ، ياريت من النهارده تسكتي خالص طالما انتي زيهم مش عارفة تحكمي عقلك شوية .
وقفت مذهولة من اللي سمعته وانتبهت على باب أوضة ابنها اللي خارج لابس هدومه وشنطته على كتفه وسألهم باقتضاب : أنا راجع شغلي عايزين مني حاجة ؟
خاطر قرب منه بهدوء : اقعد خلينا نتكلم شوية .
بصله بضيق: آسف بلاش دلوقتي خلينا نهدا ونبقى نتكلم بعدين ، بعد إذنك .
سلم على أبوه وقرب من أمه اللي واقفة بجمود وباصة بعيد ، باس خدها بدون ما ينطق حرف وسابهم وخرج ، وسيطر الصمت القاتل على البيت بعد خروجه .

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)Where stories live. Discover now