حكمنا الهوى (١٢)

63.4K 3.2K 324
                                    

حكمنا الهوى (١٢)

بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيموووو

انتبه سيف من شروده على شذى بتصرخ : حاسب يا سيف .
أخد فرامل بس كان متأخر جدا لان في عربية نقل كبيرة خبطته من جنبه وطلعته عن الطريق وخبط الخرسانات الكبيرة اللي على جنب ووقفت العربية وساد صمت مخيف .
بص بذهول جنبه لشذى المصدومة : انتي كويسة ؟ شذى ردي ؟
بصتله وزعقت : أنا كويسة بس انت عملت ايه ؟ انت طلعت من الطريق ؟
بص حواليه يحاول يستوعب ايه اللي حصل؟ وازاي اتخبط بالشكل ده ؟ فك حزامه ولسه هيفتح الباب فزعقت : انت رايح فين ها ؟ انت ازاي مش مركز كده ؟ أنا مش مصدقة أصلا اللي حصل
بصلها بذهول : مش مركز ؟ هو مش انتي اللي كنتي عاملهالي مفاجأة ان الفرح في بلد تانية ؟ ولا مش انتي اللي قلتلها اني تعبان ومصدع و ....
قاطعته بغضب: انت هتطلعني أنا اللي غلطانة ولا ايه ؟ مش بتعرف تسوق هات سواق خاص لكن مش تقولي مصدع وفرح معرفش ايه ؟
جه يرد عليها بس سيطر على غضبه وفتح باب عربيته بعصبية : الكلام معاكي مالهوش لازمة أصلا .
فضلت تزعق وهو سابها ونزل يشوف عربيته وصاحب العربية النقل جري عليه بقلق: انت بخير ؟ أنا والله ما أعرف ايه اللي حصل؟ مرة واحدة لقيتك بترمي عليا .
سيف بص لعربيته اللي مخبوطة من الجنب ناحيته وإزاز الشباك المتكسر وبعدها انتبه للراجل اللي اتكلم بفزع : وشك متعور ، تقريبا في إزاز فوق حاجبك
سيف بصله بتوهان لوهلة وبعدها رفع ايده وحس انها بتوجعه فعلا ، الراجل اتكلم بخوف : أطلبلك الإسعاف ؟ انت كويس ؟
هنا هو بصله وحط ايده على كتفه بتعب : أنا كويس ، أنا كويس ، لو عربيتك كويسة خدها واتوكل على الله انت .
قبل ما الراجل ينطق شذى زعقت: انت تطلب البوليس وتحبسه مش هو اللي خبطنا وطلعنا عن الطريق ؟ ومش بس كده انت تدفعه تمن تصليح العربية ، انت متخيل عربية زي دي هتتصلح بكام ؟ أنا هكلم بابي .
الراجل اترعب وبص لسيف بتبرير: والله انت رميت عليا مش أنا ، أنا في طريقي .
سيف ابتسمله : عارف ، اركب عربيتك واتوكل انت ما تشغلش بالك بيها .
شذى قربت منهم باستنكار : انت بتعمل ايه ؟ هو لازم يتأدب .
بصلها بنرفزة وزعق : يا بنتي أنا رميت عليه مش هو وبعدين ما انتي من لحظة بتقوليلي أشوف سواق دلوقتي عايزة تطلعي الراجل غلطان وتلبسيه الليلة ؟ ممكن ما تشغليش بالك وتتفضلي تقعدي في العربية لحد ما أشوف حل للمصيبة دي ؟
شذى انتبهت انه متعور وقالت بحنق : سيادتك متعور .
أخد نفسه يحاول يهدي نفسه وبصلها باقتضاب: ما تشغليش بالك .
زعقت لبروده معاها : مش هشغل بالي يا سيدي ممكن تقولي هتروحني ازاي ؟ ولا دي كمان ما أشغلش بالي بيها ؟
دعك دماغه بتعب وإرهاق وحس انه هيغمى عليه بس مش وقته دلوقتي المفروض يخلص منها ، والأول يمشي الراجل ده : روح بيتك مستني ايه ؟
بصله بحيرة : مش هاين عليا أسيبكم كده في نص الطريق .
ابتسمله : اتوكل على الله انت ما تشغلش بالك أنا هتعامل .
راقبه وهو بيبعد ولحظات وعربية مرت جنبهم بس أول ما شافتهم وقفوا ونزلوا وكانوا زمايل شذى بيطمنوا عليهم ، هنا سيف ارتاح انه هيخلص منها فبصلها بسرعة: روحي مع اصحابك وأنا هشوف حد يقطر العربية .
بصتله بتردد : أروح بجد ؟
ابتسملها : طبعا روحي الوقت متأخر وكويس انهم مروا دلوقتي ، خليني على الأقل أطمن عليكي انك هتوصلي بخير للبيت .
شاورت لدماغه : انت متعور .
مسك ايدها قبل ما تلمس وشه : اطمني ده مجرد جرح سطحي وبعدين حتى مش بينزف ، ده شيء لا يذكر وبعدين هو أنا اللي دكتور ولا انتي ؟
بصتله بتردد : على الأقل خليني أنظفه ولو محتاج خياطة أخيطه
حرك راسه برفض : شذى انتي معطلة اصحابك اتحركي معاهم يلا .
سابته ومشيت وهو تابعها لحد ما بعدت وبعدها بص لعربيته اللي اتخبطت من الجنب وطلع لقدام مكان ما خبط في الخرسانة لقاها متبهدلة ، اتنهد وهو باصصلها بخنقة ومتضايق ، العربية دي همس شاركته فيها وبتحبها ومش عايز يحصلها أي حاجة .
طلع موبايله فكر يكلم حد من أصحابه بس اتراجع ، هو مش عايز يكلم أي حد ، عايز بس يتنسي .
قفل باب عربيته وقعد على الرصيف وراها بيبصلها والجو هادي تماما ، بص للسما و النجوم بتلمع ، قلع چاكيت البدلة وحطه على الرصيف ورقد فوقه وبص للسما بيتخيل همس جنبه ، نايمة على كتفه وباصة معاه على النجوم دي ، غمض عينيه وماعرفش إذا كان نام أو اغمي عليه ؟

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن