حكمنا الهوى (٤٦)

63.5K 3.2K 428
                                    

حكمنا الهوى ( ٤٦ )
بقلم : الشيماء محمد احمد
#شيموووو

الرواية حصري لجروب شيموووو يعني ممنوع نشرها في اي مكان لحد ما تخلص تماما وده معنى الحصري وبرجاء اي حد يلاقي حد بينشر معانا يبلغني في الخاص يا ريت .
موعدنا يوميا الساعة ١٠ لحد ما يعدي العيد وكل سنة وانتو طيبين لان في ناس كتير صايمة تقبل الله منا ومنكم وبالتالي الميعاد هيكون الساعة ١٠ يكون الصايم فطر و الفاطر اتعشى وصلى كمان .

فاتن قامت وقربت منهم وبصت لسيف بهدوء : بلاش تعادي عمك خاطر يا سيف و......
قاطعها بذهول : أنا بعاديه ؟ أنا ....
قاطعته بنصح: اسمعني ومش عايزة منك تعليق أو دفاع أو تبرير ، خاطر روحه في عياله ، بيحبهم بطريقة غريبة ، تعرف كنت بتخانق معاهم على طول علشان يرتبطوا أو يتجوزوا وكنت أحرق في دمي وأزعق وهو كان بارد ويقولي سيبيهم براحتهم ، نصيبهم هيجي عندهم ، كان بيقول كتير وكنت على طول بفسر ده بالبرود وأقوله انت بارد ، انت ليه مش عايز تزعقلهم ؟ انت انت انت وهو كان يبتسم ويسكت ويقولي نصيبهم هياخدهم مننا غصب عننا انتي مش محتاجة تتخانقي وتزعقي وتعاديهم كل شوية ، عمري ما قدرت أفهم بروده ده ، بس دلوقتي .. دلوقتي فهمت البرود ده وعرفت انه عمره ما كان برود ده حب - بصولها الاتنين باستغراب فكملت بتوضيح- مستغربين ليه ؟ أيوة حب ، بيحبهم وبيحب لمتهم حواليه وشايفهم عياله الصغيرين ومش عايز يقتنع انهم كبروا والمفروض يخرجوا من العش ويطيروا يعمروا عشوشهم الخاصة بيهم - بصت لهمس وابتسمت- انتي بالذات أبوكي بيحبك غير أخواتك ، انتي دلوعته الصغيرة وآخر العنقود - بصت لسيف وكملت- ورفضه وعناده معاك ماهو إلا حب أب شايف بنوتة صغيرة وبضفاير وشايف واحد جاي ياخدها منه ببساطة وبسهولة والأهم انه شايف بنته سابت ايده ومسكت ايد غيره واتعلقت في رقبته وحاسس انه مابقالهوش لازمة أو مش مهم في حياتها وفي محاولة أخيرة منه اتمسك بحلمها مش عايزها تتخلى عنه حتى لو مابقاش حلمها بس ده حلمه هو معاها ، هو حلم بيكي دكتورة في الجامعة ومش مستعد يتخلى عن الحلم ده .
همس استغربت كل كلام أمها وردت باستنكار : بس يا ماما أنا عمري ما فكرت أبدا أستغنى عن بابا وبحبه أكتر من أي حد في الدنيا وحبي لسيف مالهوش علاقة أبدا بحبي له هو !
ابتسمت بتفهم : أنا عارفة الكلام ده وهو كمان عارف الكلام ده بس من جواه صعب عليه يسلم بنته الصغيرة المجنونة الشعنونة لراجل تاني ، راجل هو لسه مش عارف هيتقبل عنادها وجنونها دول ولا هيخليها تعقل ؟ هيساعدها في حلمها اللي حلمته معاه ولا هيزرع جواها أحلام جديدة بتاعته هو ؟
- بصت لسيف وقالت بجدية- بطل تبص لخاطر انه حماك وبصله انه أول سند في حياة حبيبتك وانه هو اللي رباها وكبرها وانك بكل بساطة بتاخد عمره كله منه وبتقوله دي بتاعتي أنا وانت مالكش حق فيها .
سيف حرك دماغه برفض : بس أنا عمري ما وصلتله الإحساس ده وعمري ....
قاطعته بهدوء : نظرتها وتعلقها بيك بيقولوا ده ، همساتكم مع بعض بتقول ده ، مسكة ايديكم بتقول ده ، وقوفك في وشه وتقوله دي مراتي بتقول ده ، سيف يا حبيبي أنا مش بتهمك أو بلومك أو بعاتبك أنا بس بشرحلك نفسيته وبطلب منك تتقبل حبه لبنته وخوفه عليها وتسمحله يسلمهالك بهدوء ، ما تخيلهوش يحس انه خسرها أو فقد السيطرة عليها أو انك بقيت بديله ، خليه يحسك ابن مش غريم له بتعانده .
سيف بصلها لفترة وبعدها اتكلم بهدوء : أنا مش عارف بصراحة انتي بتطلبي مني ايه أو انتي عايزاني أعمل ايه علشان أوصله الإحساس ده ؟ بس ما حسيتش انه بيعامل بدر بالشكل ده أو .....
قاطعته بعقلانية : بدر وضعه خاص وهند وضعها خاص ، هند عاقلة ورزينة وحنونة على الكل وبعدين اتجوزت جنب أبوها وبدر أب وعنده تجربة في الحياة وهو شاف أبوته قبل حبه وده نوعا ما طمنه لكن انت هو لسه ما يعرفكش بس عرف كل المشاكل اللي حواليك غير الظروف اللي مريت بيها غير مستواك المادي اللي بعيد أوي عننا ، انت مختلف عننا يا سيف وسواء وافقنا أو رفضنا انت مختلف انت وعيلتك وحياتك عننا ، انت بتنقلنا كلنا معاك نقلة كبيرة ، انت من نوعية الناس اللي كنا بنتفرج عليهم في التليفزيون ونتكلم عنهم ، رجال الأعمال دول مع دول والحرب الباردة بينهم وسباقات ومحاولات قتل وعالم كبير جديد علينا احنا كلنا بنتخبط فيه ، فانت بتاخد قطته الصغيرة المغمضة وبترميها وسط العالم ده وهمس متعلقة في النص بينكم ، هو ماسك ايدها وانت ماسك ايدها وبتشدوا قصاد بعض وهو شايفها ميالة تروح معاك وخايف عليها ، خده بالراحة و واحدة واحدة وحاول تفهمه وتطمنه وتقول وتعيد وتزيد لحد ما يفهم ، انت مدرس وقدامك طالب محتاج معاملة خاصة علشان يفهمك ، ده الموضوع ببساطة .
قعدت مكانها وصمت تام سيطر على الأوضة، كل واحد سيطرت عليه أفكاره الجديدة اللي زرعتها فاتن .
قطع الصمت ده فتح الباب ووراه دخول خاطر ونادر اللي كان ماسك ورق واتكلم بغموض : التحاليل طلعت .
سيف وقف وقرب من نادر بلهفة : خير ؟ فيها ايه ؟
نادر بصله بجمود لدرجة وترت سيف اللي خاف على همسته لتكون تعبانة فسأله بقلق أكبر: فيها ايه التحاليل؟ انطق يا نادر
نادر ضم شفايفه وبص للتحاليل ورفعها في وش سيف وشاور بايده على كلمة positive واتكلم بتهكم : تحليل الحمل positive  يا سيف ، تقدر تفهمني ازاي ؟
سيف بصله بصدمة وبص لهمس المصدومة زيه بالظبط بعدها بص لخاطر اللي ساند على الباب بتهالك و وشه في الأرض وبعدها لنادر وردد بعدم تصديق : انت بتهزر صح ؟ وريني التحليل وياريت تبطل استظراف في الموضوع ده وقولي عندها ايه ؟
نادر ابتسم بتهكم وبص لأبوه : بيقولي بستظرف ؟ - بص لسيف بغيظ وفجأة ضربه بايده بكل قوته في وشه لدرجة انه كان هيقع من المفاجأة
همس صرخت بخوف على سيف وحاولت تقوم بس فاتن اللي فاقت من صدمتها مسكتها علشان المحاليل اللي في ايديها ومنعتها
سيف بص على همس و مسك نفسه ومارضيش يردله ضربته علشان حالتها
نادر لسه هيهجم عليه بس خاطر مسكه وزقه بعيد بعنف : انت ايه عايز تعملنا فضيحة هنا ؟ اسكت خالص ولا نفس يطلع منك - بص لمراته وعاتبها بحدة- قلتلك بلاش نيجي هنا بس مشيتي ورا كلامه
فاتن بصتله ومش مصدقة اللي بيحصل وبتحرك راسها برفض ، أما سيف فاتعدل وبص لخاطر بغضب: انتم بتخرفوا بتقولوا ايه ؟ حمل ايه وزفت ايه اللي بتتكلموا عنه ؟
خاطر بصله بغضب : بطل تعمل فيها عبيط و ....
قاطعه بغضب : بطلوا انتم اللي بتعملوه ده ، همس مش حامل - بص لنادر وكمل باحتقار - روح عيد التحليل ولا شوف دكتور بيفهم يعمله .
نادر كان هيهجم عليه بس خاطر وقف في وشه وحذره: نادر وبعدين ؟ اهدا خلينا نشوف حل في المصيبة دي، دكتورة التحاليل دي ممكن تتكلم وتقول لخطيبته ؟
سيف اتدخل بينهم وسألهم باستنكار: انتم بتعملوا ايه بالظبط ؟ حمل ايه اللي بتتكلموا عنه ؟
نادر التفتله بغضب: انت تخرس خالص يا سيف دلوقتي لاني ماسك نفسي بالعافية علشان أبويا .
سيف وقف في وشه ورد بعصبية : بطل تخلف احنا بنتكلم عن همس .
نادر زقه ورد بسخرية: اه همس اللي انت ....
سيف بعد ايديه عنه بعنف : اللي أنا ايه ؟ أنا ما لمستش همس أبدا ، ما لمستهاش وهي لا يمكن تكون حامل .
نادر بص لأبوه بغضب أهوج : الواطي هيقول ما لمسهاش و هيخلع من دلوقتي .
خاطر قعد على الكنبة وراسه بين ايديه وسيف بص لهمس اللي حاسة انها في كابوس ومش عارفة تفوق منه ، عايزة حد يصحيها أو يشدها برا الكابوس ده بس مفيش حد ، انتبهت على سيف بيكلمها بعصبية : انطقي قولي حاجة ساكتة كده ليه ؟
غمضت عينيها ودموعها نزلت ونامت على السرير وادتلهم ظهرها وكأن الموضوع لا يعنيها من بعيد أو من قريب .
سيف استغرب رد فعلها وبص لفاتن بجنون: قولي حاجة ، دافعي عنها واتكلمي ما تسكتيش كده .
فاتن بصت لابنها بصدمة : نادر انت متأكد من اللي بتقوله ده ؟ أختك لا يمكن تكون حامل
نادر بص لأمه بخزي: ده تحليل دم يعني لا يمكن يكون غلط .
خاطر رفع راسه وبص لابنه بانكسار : خلينا نخرج من هنا ، يلا بينا وقول انها اتحسنت ومالهاش لازمة قعدتها ، يلا هاتها ويلا .
نادر جه يتحرك ناحيتها بس لقى سيف وقف في وشه واتكلم بلهجة صارمة: محدش هياخدها من هنا ولو انتم مصدقين الهبل اللي في الورق اللي في ايده أنا مش مصدقه ، ودلوقتي اطلع برا أوضة مراتي وشوفلي دكتور تاني بيفهم .
نادر بصله بصدمة لجمت لسانه لوهلة وردد : أشوفلك ايه ؟ انت الظاهر اتجننت ولا مابقاش بيهمك الفضايح ؟ بس ده شرفي ؛ أطلعها من هنا وبعدها أشوف هتعامل معاك ازاي ؟ ابعد عن وشي .
سيف مسك دراعه بقوة: ما تخلينيش أطلبلك الأمن يطلعوك برا المستشفى كلها يا دكتور ، اطلع برا.
نادر بص لأبوه وأمه وردد بعدم تصديق: الظاهر انه اتجنن - بص لهمس وهو بيتحرك ناحيتها وأمرها بعنف- قومي هنمشي دلوقتي يلا قبل ما حد يعرف يلا .
همس انكمشت مكانها ودموعها نازلة بألم
سيف بعده عنها بتحذير: بلاش تقف في وشي - بص لفاتن وكمل بجمود - ابعدي ابنك عن وشي وبلاش تشوفوا وش رجال الأعمال اللي انتي ما بتحبيهمش خليني جوز بنتك مش سيف الصياد .
فاتن قعدت مكانها ولولا الملامة كانت صرخت بعلو صوتها ، أما نادر فلسه هيمسك في سيف بس خاطر وقفه وشده بعيد و وقف هو في وش سيف وكلمه بجدية: خلينا نمشي يا سيف .
سيف شاور على الباب وردد ببساطة : عمي أنا مش ماسك حد والباب قدام حضرتك .
خاطر وضح : بهمس .
رد بجمود : همس مراتي قانونا وشرعا مراتي وتعبانة ومش هطلعها غير لما صحتها تتحسن أما الهبل اللي ابنك بيقوله ده ما يدخلش في دماغي بنكلة ، فخد ابنك واتفضل ومدام فاتن لو عايزة تفضل مع بنتها أهلا بيها مش عايزة خدها معاك .
خاطر أخد نفس طويل وحاول يكلمه بعقلانية : يا سيف يا ابني ....
نادر قاطع أبوه بغضب : انت بتكلمه كده ليه ؟
بصله وزعق بصوت مكتوم : علشان فرحهم بعد كام يوم ولو ما اتجوزهاش هتبقى فضيحتنا بجلاجل و ...
قاطعه سيف بصدمة : انتم بجد ازاي مصدقين اللي بتقولوه ده ؟ - بص لنادر وكمل بتنبيه - أنا متحمل كلامك علشان مش عايز أخسرك في لحظة طيش بس اعقل كلامك وشوف بتتكلم عن مين ؟ انت نفسك كنت من ربع ساعة بتتهكم على الموضوع ازاي دلوقتي صدقته ؟ علشان ورقة في ايدك أي حد ممكن يكون عملها ؟ بجد انت دكتور قلب وليك عقلك وبتفهم ؟ انت أخ كبير وهمس بتقول انك أبوها قبل ما تكون أخوها انت شايف ان همس ممكن تسلم نفسها لأي راجل ؟ - بصلهم التلاتة وكمل بعدم استيعاب- انتم بجد ازاي كده وازاي أنا اللي بدافع عن بنتكم ؟ ازاي أنا عارفها أكتر منكم ؟ ازاي أنا بحبها أكتر منكم ؟
- كمل باستنكار من تفكيرهم- أنا ما لمستش همس ولو هي حامل بجد زي ما انت ما بتقول وده مستحيل فمش مني ، فانتم ازاي بجد واقفين قصادي ؟
خاطر رد بنفاد صبر: خلينا نمشي من هنا ونعيد التحليل في مكان تاني و هنفهم كل حاجة .
سيف وقف قدامه ورفض بقوة: همس مش هتخرج من هنا وده كلام مافيهوش نقاش - جه يعترض بس سيف كمل بجدية - لو مشينا في نص الليل وهربنا زي ما بتقول هتوصم بنتك بوصمة عار لآخر يوم في عمرها.
خاطر رد بتبرير : انت هتتجوزها و .....
قاطعه بغضب : علشان أصلح غلطتي صح ؟ بس أنا ماغلطتش وهي ماغلطتش ومش هوصمها بوصمة زي دي أبدا حتى لو هعاديكم كلكم ، همس مش هتخرج من هنا وده موضوع مفروغ منه - بص لنادر وكمل بتحدي- وانت أعلى ما في خيلك اركبه .
نادر قرب منه ورد بغضب : انت جايب الثقة دي منين ؟ و واقف في وشي بأي وجه حق ؟
سيف قرب وشه منه واتكلم بثقة وهو بيدوس على كل كلمة بيقولها : جايب الثقة دي من ثقتي في الإنسانة اللي اخترتها تشيل اسمي وتدخل بيتي وتشاركني عمري كله وعارف كويس أنا اخترت مين ، جايب الثقة دي من خبرتي وتعاملاتي مع مختلف الأشكال من الناس ، جايب الثقة دي من تجاربي وشغلي في السوق وفي غابة رجال الأعمال ، احنا لسه من يومين بس جيبتلك شذى وقلتلك عملت حادثة وخبطتها وانت شوفت الحقيقة كانت ايه ؟ وقبلها أبوها عمل ايه ؟ والسباق والحادثة والمتسابق اللي مات بدالي ، معقول بعد كل ده نصدق ورقة حقيرة زي دي تقولك أختك حامل تقول امين يلا نغطي فضيحتنا ؟

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن