«عبث»

13 1 0
                                    

_21_

مرت عدة اسابيع ولم تلتق ذلك الفتى كثيرا، كانت تلمحه في عديد من المناسبات ولكنها اكتفت بتحية الرأس .

كان النظام المتبع هو الدراسة النظرية في السنوات الاولى ولهذا كانت مملة، ولا تطبيقات كثيرة للذي تتعلمه، هي مجتهدة منذ الصغر، وذات مهارات متعددة، سريعة التعلم ومنتظمة، في الحقيقة هي نظامية اكثر من اللازم،…

كانت تحسب طيات فستانها ليكون بأفضل شكل، اعتادت القول إنها لا تهتم حقا ولكن الأمر أشبه بالهوس، هوس بالنظام، تنام في نفس الوقت بالضبط منذ سن الخمس سنوات، والى الان.

أنهت حصصها في عصر يوم الخميس، والجمعة هو اجازة لديهم، لذا كانت متفرغة جدا، في الايام السابقة كانت لا تغير وجهتها من قاعة الدرس الى الجناح من الجناح الى قاعة الدرس، مع ترددها ع قاعة الطعام، في هذه الايام لم تتكلم ولم تتحدث مع أحد، حاول البعض التقرب منها لكنها رسمت حدود حولها، ولم تتكلم إلا بشيء موجز

بمناسبة الملل قررت أن تتجول في أماكن جديدة لم تطأها من قبل، يقال ان هناك حديقة خلفية كبيرة مليئة بزهور عين الطاوس، وهي زهرة نادرة حيث تعيش، فشعرت انها تريد إلقاء نظرة، وهكذا، ذهبت لتبحث عنها، … ارتدت فستان اصفر تناسب مع لون عينيها، وشدت شعرها الاسود وبريق احمر بمشبك ابيض جميل، مع عقد من نفس النوع،
لم تسقط الشمس بعد لذا كان العديد يتجول، دهشوا عند رؤيتها هي وخادمتها، يتجولان في الجوار، سمعت بعض التمتمة لكنها لم تهتم …حياها الجميع من بعيد.

بوابة عملاقة شاهقة، يحيطها الثلج، ولكن في نفس الوقت ازهار قانية وخضرة نظرة، خليط غير معقول البتة، هذه هي قدرات السحر، بإعجاب كبير تقدمت بلا أن تشعر لشم تلك الزهور، عند العبور من البوابة لم يكن هناك أي اشارة للثلج، وكأنها حقول صيفية ربيعية غاية الجمال، أشجار وشجيرات. ازهار من كل الالوان موزعة بتناسق.

أمرت الخادمة ان تنتظرها عند البوابة، لكي تشعر ببعض الحرية  واخذت بالتجول هناك لفترة تتأمل الأزهار، بعد ما يقرب نصف ساعة سمعت صوتا.

-مالذي تعنيه. ليس لديك؟! الم تقل انك ستحضره لي اليوم؟!!
-اسف! انا ارجوك انها اخر مرة أقسم بشرفي!
-صوت صفع وتعثر-
-ايها السافل!  وكأني سأصدق عديم شرف مثلك!
واستمرو في شتمه وضربه.

بحثت سيلي عن مصدر الصوت .

قلبت الموضوع في رأسها ،هل يجب ان اتدخل؟ لم يروني استطيع ان اعود،  وحتى لو رأوني لم يشكل ذلك فرقا،لكن…

كان حال الفتى كان يرثى له ،
قررت المغادرة في النهاية، سارت بعدة خطوات، وعند سماع صوت تأوه العالي توقفت، حدقت بالزهور للحظة، تمتمت 'اللعنة!'

تم ادارت وجهها،

كان ثلاثة  اولاد الاكبر سنا يضربون صبي أصغر منهم ،شعر اصفر مجعد عيون سوداء ونمش؟
انه نفس الفتى الذي كلمته في اول يوم لها هنا!
-توقفوا ياسادة!
التفتوا جميعا عند سماع الصوت ،هتف أحدهم:
-هه، ومن انت لكي تأمرينا!
-هذا صحيح اغربي!
وافقه الآخر بينما بقي الثالث صامتا متوترا…قال:

انليلWhere stories live. Discover now