«ثقة»

33 2 0
                                    

_16_


-الحاضر-

بعد أن وُضع الطعام على المائدة بدأ انليل بتناول الطعام رفقة اوتو ، لم يتكلموا بعدها، كان انليل يفكر،هو شيء طبيعي أن يتشابه الناس ،لكن!
الشبه كبير حقا بينهما ، ربما يختلفون ببعض التفاصيل كلون الشعر وتعابير الوجه لكن القالب هو نفسه، قال في نفسه أنه سيعبث معه قليلا، هو يشعر بالألفة تجاهة كأنه عاش معه، لأنه يشبهها ، حتى لو لم يكن هناك علاقة حقيقية بينهما ما يضر بعض المتعة؟

قال يوجه كلامه لأوتو الذي صب تركيزه ع الطعام:
-انا اعتقد اني اعرف مكان اختك.
توقف اوتو ووجه تركيزه لأنليل وهو يبتسم بدهشة قال:
-أحقا؟! هل رأيتها؟ تذكر أين؟!

ابتسم انليل بالمقابل وقال:
-حسنا انا اعرف مكان ما قد يكون مكان مناسب للاختباء.
تنبه انليل أن أحدا لم يقل له انها هاربة ،شعر بخوف ان يكتشف اوتو ذلك، لكن كان الفتى يصب تركيزه في انه وجد أخيرا ولو خيط واحد ع مكان اخته

قال اوتو:
-تستطيع أن ترشدني الى هناك؟
-حسنا، لا مانع لكن اعتقد ان الوقت تأخر اليوم ما رأيك في فجر الغد؟
وافق اوتو بكل سرور، ودعى انليل للمبيت في بيته كذلك، بعد أن جهز غرفة الضيوف، اعلم امه واخوته، الذين اشتد فرحهّم الا ان احد اخوته وهو أكبرهم قال - إنه لا يشعر بالارتياح ناحية انليل وحذر اوتو أن يذهب معه لوحده - لم يقل انليل شيء تجاه ادعائه واستمر بالابتسامة  لكن الام وبخته فلم يعاود الاخ الاهتمام فغادر فقط.

الفجر -
وبعد شروق الشمس استيقظت الأم وايقضت كلا من انليل واوتو،جهزت أمتعتهم وحضرت لهما  الفطور ودّعتهما ورشت الارض بالماء من خلفهم لعلهم يعودون سالمين رفقته ابنتها العزيزة.

بدأت رحلتهم، وكما سلف ذكره فالطريق طويل، لم يعرف انليل مالذي كان يفكر فيه لكنه اعتزم أن يتوجه للمملكة المدثورة نيبور حيث يقيم، تخلصه من اوتو لا يعد شيء، لكنه ولسبب ما كان يستمتع برفقته، هو يستمتع الان بتمثيل دور الصديق، كما مثل دور الحبيب مع اخته، رغم أنه لم يستسغ ذلك الدور حقا

كانا يعتزمان السفر سيرا، فاعترضت الام وجهزت لهما الخيول،
سافرا نصف الطريق تقريبا بعدها توقفوا لاستراحة الغداء، جهزت الام لهما افضل طعام ولقد اعترف انليل أن طهيها من اشهى ما قد يتناوله المرء

كان الجو صامتا فبدأ اوتو الكلام، لم يكن انليل مركز حتى لكنه بدا مستمتع حقا، ومثل دور المستمع الجيد، تكلم اوتو عن نفسه كيف أنه كان قريب من نيا، هو الأخ الثالث بعد اخويه الذكور ، لكنه كان أقرب لأخته منهما ،لأنها كانت طيبة معه ،أشقائه الآخرين كانوا لا يهتمون له ،كانو أقرب لبعضهما لذا نادرا ما رافقهم ، وكان هناك فجوة عمرية كبيرة بينهما ع اي حال، في بعض الأحيان كان محل سخرية لأنه دائما ما رافق اخته ،ولم يختلط بالاولاد الاخرين ،عندما قررت الأم ان الفتاة كبرت جهزت خطبتها من أحد الرجال الكبار في قريتنا، هي لم تُرد أن تزوجها له حقا فهو يكبرها بالكثير، لكنه شخص غني والام ارتأت ان مستقبلها سيكون مضمون عنده ، اعترضت نيا بشدة وحتى اوتو لم يوافق، اما اخويه فوافقو ورأوا انه افضل خيار ،عندها وبعد إتمام الخطبة ببعض ليال هربت نيا ، فندمت امي اشد الندم لِذا فسخت الخطبة فورا وأدركت أن سعادة ابنتها هي أهم من المال، لكن الاوان قد فات ع اي حال.

انليلWhere stories live. Discover now