«خيانة»

18 4 0
                                    

_15_

آفاق انليل ،وكان رأسه يؤلمه ويشعر بالخدر في كل أنحاء جسده،  لم يكن يستطيع أن يرى بشكل واضح. بعدها اتضحت رؤيته، جلس ولم يكن يتذكر ماحدث حقا، ….بعدها لِلحظات عادت ذاكرته يصاحبها الصداع قوي ينخر في دماغه، لم تكن كخيمة فهو بناء مشيد بلا أي نوافذ ربما تكون تحت الأرض جلس شارد الذهن هناك بهدوء لم يقل شيءً
فقط جلس هناك منهوك القوى ، ولا يحمل وجهه أي تعبيرات …
شعوره بالخيانة والغباء ،والذنب ،… شعور الذنب كان قويا…كان خطأ أن يتخلى عن معتقداته …
كانت العمة ع حق، كلهم شياطين خسيسة !
لا تستحق ثقته،…ولكنه سلم احدهم قلبه، وهي لم تبالي
لكن سماع الأمر وتجربته أمران بينهما اختلاف كختلاف السماء والارض ….

كان الجو هادئً حقا، في تلك الزنزانة….لكنها كانت تمطر بالفعل.

……………

بعد وقت غير معلوم، فهو لم يعرف كم مرة من الوقت،لأنه لم يكن يستطع رؤية الشمس ،زاره اثنين من الحرس ، لإيصال الطعام بقوا هناك لحراسته ،بعد تبديل المناوبة مع سابقيهم، كان الجو صامت كان انليل يرقد هناك وهو يتوسد يده  ،مقابلا للحائط لم يكن من الواضح مايفكر به لقد كان هادئ  فقط، بينما وقف الحارسان ع كلا جانبي الزنزانة، ….
أحد الحراس أخفض رأسه - ازاد- بينما يحدق في الأرض، قال بعدها موجهً كلامه لإنليل:
-اتعلم، لم اكن اقصد ان اسرقك سابقا ،….لكننا أمرنا أن…
قاطعه الآخر صارخا:
-آزاد ؟!
صمت بعدها كلاهما.
لقد كانا نفس الذين دل انليل ع هذا المكان ،هما الذي سرقا قوته سابقًا

نهض انليل ،وجلس ينظر ناحيتهما  وقال بهدوء :
-أنتما كنتما تعملان كـ حارسين دومًا ؟

نظرا له عبر القضبان، بعدها حدقا ببعضهما، وقال الذي بالجهة اليمنى -ازاد- والذي اعترف أول الأمر :
-حسنا….. انا اشعر بالذنب لخداعك، لذا سأبوح بكل شيء، هذا لا يهم ع كل حال

حدق براغنا بعدها، تنهد راغنا بعدها أومئ ثم استمر ازاد بالقول :
-لنقل اننا كنا نستهدفك منذ البداية ،لقد تلقينا أوامر من الشيخ، الذي بدوره وصلته معلومات ما، من أحدهم، لم نعلم من كان، وكيف وصل لشيخنا ، قال ان فيك فرصة كبيرة ان كنت الى صفنا
الهدف كان القضاء ع بني عبيد باستغلالك،  لدينا صراع على الأرض معهم وتاريخ من النزاعات، علمنا أن لك قوة جبارة إذا استطعنا توجيهها نستطيع أن ننتصر، كل من بالقبيلة يعلم بذلك، كلنا كنا نمثل هذه المسرحية بما فيهم السيدة عمرة، لكن السيد اصر ان ينتهي الأمر هكذا - يقصد ان يرمى في السجن - ربما هو طلب من الرجل الذي أعلمنا بأستدراجك، نحن مجرد بيادق لم نكن نقصد ايذائك حقا ….لكن قواك مثيرة للاهتمام حقا، انا لم اصدق لكن عندما شهدت الأمر بأم عيني دُهشت!

ابتسم ازاد بعدها ،ونظر لراغنا الذي أخفض وجهه ،

صمت الجميع لفترة، قال انليل بعدها: 
اشكر صراحتك ، لذا اريد ان اسدي لكم معروفً اخرجوا من هنا وغادروا المكان، انا لن أؤذيكما أن رحلتما

نظر كلاهما ناحيته بصدمة ….ابتسم ازاد ونظر لرغنا وقال:
-مادخلنا بكل هذا، فلنهاجر لمسقط رأسنا!
بادله راغنا الابتسام وأومأ ، قرروا الرحيل فورا.
…………………

كان انليل يسير ع الكثبان خرج من الجبل الذي حبس به، تسللت اشعة الشمس ع جسده البارد، لقد كان الفجر،  نفس الوقت الذي طعنته عمرة سابقا كان رفقة حصانه - ارقم - قرر انه سينسى هذا الاسم،ولن ينادي الحصان به ابدا،  لانه يذكره بها و خيبة أمله فيها،  لكن اكبر خيبة كانت في نفسه.

امسك الشيخ من رقبته، ووجهه جامد كأنما هو تمثال، غطى يده بالقشور السوداء فأصبحت كالفولاذ، صرخت عمرة وهجمت من الخلف قاصدةً تمزيق انليل إربا حرك انليل جناحه الكبير ليرسلها بعيدا،عصر رقبة ذلك الشيخ بهذه اليد،ازدادت القوة المستخدمة شيءً فشيءً حتى احمر وجهه وسالت دموعه حاول الشيخ المقاومة ،لم يستطع بالتأكيد شخر ،كسرت رقبته، وتركه انليل ليسقط ع الأرض جثة هامدة، صرخت عمرة وعوت كذئب مكسور، تحول كل حزنها الى غضب توجهت ناحية انليل ،قاتلت لبعض الوقت لكنه كان قويًا جدا لم تكن منافسًا حتى بدا انها يائسة فصارت تستفزه بالكلام،  حملت السيف وهي تصرخ وتبكي بعصبية :
-اللعنة عليك، انت غبي جدا لدرجة انك صدقت اني احببتك، انت لست بالشخص الذي يحبه أحد!!!
الا تفهم، كنا نستغلك فقط ! لن يحبك احد ابدا!! سأقطعك هاهنا سأقتلك انتقامً لوالدي !!
ضحكت بهستيريه وهي تلوح بالسيف ع امل ان يصيبه أحد ضرباته

كانت شفرة السيف بعيدة عن وجهه بمقدار شبر فقط عندما تجمد هناك، تجمد كامل جسدها ، حدقت بدهشة واستمرت دموعها بالفيضان اقترب بهدوء هو لم يتفوه بشيء ظلت تصارع وتسارعت انفاسها لكنها لم تستطع التحرك أبدا،قال:
-أنتِ التي لم تفهم بعد،… انا لا اموت.
بعدها تجمدت ذراعه وصولا ليده بفولاذ اسود، تحولت أظافره لشفرات قاتلة أحد من السيف ثم بحركة سريعة اخترق صدرها، شهقت الفتاة ليغادر النور عينيها انهارت بعد إلغاء التعويذة،لقد قتلها.

لقد قتل كل الذين كانوا هناك تماما كما فعل مع بني عبد، غادر ويديه ملطخة بالدماء، اغتسل واخذ كل ما يحتاج ثم غادر وقد خلف مجزرة خلفه، قتل الاطفال كذلك، بقائهم سيكون شقاء لهم ع كل حال قتلهم كان رحمة لهم في نظره، والتخلص من تهديد محتمل كان المكان هاديء لا يسمع فيه سوى صوت هبوب الرياح، وصوت النسور التي تلتهم الجثث،

………

كان رغنا الذي غادر سابقا يسير ع الكثبان، كان ازاد يسير أمامه وهو يثرثر بأشياء سخيفة ،نظر رغنا خلفه ناحية القبيلة ، تنهد ،قال:
-اعتقد ان الامر قد انتهى.
-ماذا..!!
لم يستطع أن يكمل ازاد ما كان يقول ، أردي قتيلا وصار جثة بالفعل، لم ينظر راغنا ناحيته حتى تمزق الفضاء واختفى
……………

عند تلك الخيام ، بعد المجزرة التي خلفها انليل وطئت أقدام احدهم الارض، تنزه هناك بين الجثث والدماء والدمار الذي لحق كل شيء، رائحة الموت في كل مكان وهو كان يبتس ويهمهم لحنًا ما،
انه راغنا
تشوه وجهه وذاب ع الارض لو رأه احد ما الآن لفر فزعا، خرجت طبقة اخرى تحته، وملامح جديدة
أنها استر !
قالت بعدها ببهجة:
-يبدو أن كل شيء سار كما خططت .
ثم ضحكت ،بعدها حركت يدها تمزق الفضاء مرة اخرى لكي تختفي في لحظة واحدة بينما صدى ضحكتها استمر يتردد هناك.
……
مرت عدة أسابيع، صادف انليل عدد من القوافل من وقت لآخر لكنه لم يحتك بهم ابدا واستمر بالسفر لوحده ع حصانه، إلى أن وصل اتضحت اسوار العاصمة، كانت المملكة مزدهرة قلب مملكة نيبور العظمى امامه مباشرةً.

انليلKde žijí příběhy. Začni objevovat