«ماضي»

17 2 0
                                    

_20_

لقد كانت آستر بلا شك مستحيل ع انليل ان يخطيء وجهها، بهذا الشعر الاحمر القاتم والعيون الصفراء انها هي بلا شك!

بعد تلك المعركة التي دارت بينهم، هو لم يقتلها لكنه تأكد من تكبدها بالجراح الازمة لذلك.

بالنظر اليها الان تبدو بصحة جيدة جدا …. هالة الشباب انبعثت منها، لن يستطيع أحد تخمين عمرها الحقيقي، كانت ترتدي ملابسها المعهودة كما كانت من قبل بتاجها الذهبي والاكسسوارات التي احبت ارتدائها في عديد من المناسبات،  ابتسمت ونظرت اليه، كأن حيرته ممتعة لها بشدة، واخذت بالضحك عاليا، ثم قالت:
-كنت حريصة ع ان اجعل لقائنا هذا مفاجئة!  ثم ما رأيك اشتقت لي؟ ههههه!

تجمد انليل بمكانه ولم ينطق ببنت شفة، ملئ بالحيرة، كان يفكر ويحاول تفسير الواقع، لكنه استسلم في النهاية استر كانت من افضل السحرة أو هي افضلهم ع الاطلاق، لابد ان جراح كهذه لا تساوي عندها شيءً، انليل بعد ان استوعب ذلك خلا وجهه من التعابير نظر اليها وقال:
-مرحبا بالعمة.

ردت العمة بسرور:
-مرحبا بك ،سأتغاضى عن موقفك اخر مرة ،لقد كنت غاضبة منك لكن السنين تعالج كل شيء، ثم اللست متفاجئً من كوني حية حتى بعد هذه السنين؟
-لست كذلك العمة ماهرة حقا، هذا بديهي.
ضحكت استر بصوت عالي وكأنه قال نكته ما، ابتسم انليل معها وصار يضحك كذلك.

دعته العمة للداخل ،دخلا معا ورأى أنها قامت بإصلاح بعض معالم القصر، منها قاعة الطعام، ربما هو مجرد وهم، لكن… لا يهم

كان المنظر مألوف لقد عاش كملك هنا لعدد من السنين وهي ليست فترة قصيرة كذلك، هو لايذكر لكنها لا تقل عن العقد او العقدين .
استر قالت:
-ماذا عن تناول وجبة معا كالأيام الخوالي

جلسا وحضرت الطعام كما اعتادت، لكنها الآن لا تضطر لتحريك شبر ليظهر الطعام من تلقاء نفسه، هنا تذكر انليل ما أدركه مؤخرا،

لقد أدرك الشبه الكبير بين اوتو واليوشا الذي قتله في تلك الحقبة والذي كان بصحبة الملك -أي والده -، هو لم يركز في ذلك الوقت  بـ الشبه بينه وبين استر، الاغرب انه اعتقد انهم نفس الشخص، هذا ليس معقول!

بينما كان انليل سرحان في افكاره، نادت استر أحدهم، نظر انليل للناحية التي كانت تشير لها،
ظهر اوتو!

هو اوتو بالتأكيد، نفس الوجه الذي شابه استر، وكذلك الشعر الاصفر الذهبي والعيون الصفراء رغم ان تعبيره قد تغير عن العادة وكذلك ملابسه التي بدا عليها الثروة اكثر، وقف انليل بصدمة وأخذ يحدق بأوتو الذي حضر وتقدم ناحية المائدة لمشاركة الطعام،
ابتسم اوتو لأنليل ثم جلس في المقعد المجاور لأستر وقال:
-اعتقد ان انليل يشعر بالحيرة ياأمي لما لا تشرحين الامر له؟

انليلWhere stories live. Discover now