الفصل ٣٦

9.9K 359 16
                                    

#جمال_الأسود
الفصل الســـــادس والثـــلاثــــــون (  36  )

لحسن حظ "مريم" كان هذا الطبيب موجودًا بالقصر حينها وتخصصه هو النسا والتوليد، فحصها جيدًا حتى وصلت سيارة الإسعاف بمعداتها الطبية وأكمل معالجتها فى الطريق، كانت ترتجف وتنتفض من الألم وتتشبث بيد "جمال" وهو يغلق قبضتيه الأثنين على يدها بأستماتة خوفًا من أى شيء قد يُصيبها، وصلوا للمستشفي ليفرقهم الاطباء ويأخذون "مريم" منه نهائيًا، ظل مجنونًا من القلق لكنه يكبح هذا الجنون مُحاولًا التماسك من أجل زوجته وطفله، جاءت "ولاء" له وقالت بهدوء:-
-إن شاء الله خير يا جمال ومتشوفتش حاجة وحشة فى ابنك

صرخ بغضب شديد وقلق يحتل عقله على زوجته التى كانت تتلوي وجعًا بين ذراعيه:-
-وأن شوفت دا قدر ربنا لكن المهم مريم يا أمى .. مريم

خرج الطبيب من غرفة الفحص فأسرع "جمال" إليه بقلق شديد وقال:-
-طمني يا دكتور مريم عاملة أيه؟

تنحنح الطبيب بقلق قبل أن يتحدث ثم قال بهدوء:-
-للأسف مدام مريم أتعرضت لتسمم أو بالمعنى الأدق والأصح أن حد حاول يقضي على الطفل

أتسعت عيني "جمال" على مصراعيها بصدمة الجمته وقال بتلعثم:-
-لا مستحيل!! أنت متأكد

أومأ الطبيب له بنعم ثم قال بثقة من خبرته:-
-إحنا لاقينا فى دمها مادة للإجهاض وأكيد هى مش هتعوز تجهض فى الشهر الثالث بعد ما الجنين اتكون فى رحمها، بس الحمد لله أطمن لحسن حظها أني كنت موجود وعرفت الأعراض بسرعة والإسعافات الأولية اللى عملتها ساعدتها كثير ودلوقت هى والطفل بخير، إحنا هنخلص وممكن بعدها تدخل تطمن عليها أنا قولت أطمنك بس

عاد الطبيب للغرفة حتى يكمل فحصها ومعالجتها، أغمض "جمال" عينيه بغضب سافر مما سمعه للتو ثم قال بتمتمة:-
-ليلي!! مفيش غيرها.. عاااااااشور

أقترب "عاشور" منه بسرعة بعد ما سمع ما حدث للتو وقال:-
-أمرك

-خليهم يرجعوها، ليلي متطلعش على الطيارة لازم أرد لها الدين
قالها "جمال" بمكر وغضب سافر منها، من قبل قدمت له الخيانة وعفى عنها لكن اليوم تجرأت على "مريم" حبيبته وطفله لذا سيقتلها حتمًا اليوم دون تردد، أنطلق "عاشور" يلبي طلبه بينما نظر "جمال" إلى "حسام" وقال بهدوء:-
-حسام، خد الهانم وجميلة روحهم

تحدثت "ولاء" بغضب شديد قائلة:-
-لا أنا مش هروح، أنا قاعدة معاك هنا

لم يقوي على الدخول فى جدال معها وعينيه تنظر إلى راحة يديها المُلوثة بدمها بعد أن حملها غارقة فى دمائها وتتألم، ذهبت "جميلة" بأمر أخاها مع "حسام" للخارج، فتح لها باب السيارة الخلفي فصعدت به بحزن شديد دون أن تجادله كعادتها أو تشاجره، أنطلق بها للقصر وطيلة الطريق كان ينظر إليها فى المرآة تارة وإلى الطريق تارة، كانت شاردة وحزينة حتى دموعها تتلألأ فى عينيها  لكنها تكبحها جيدًا، مُتكئة بجسدها ورأسها على مقعدها من الخلف وتنظر فى الشارع رغم أنه يكاد يجزم بأنها لن تعرف ماذا ترى الآن؟، تنحنح "حسام" بخفة وقال بهدوء:-
-إن شاء الله تكون مدام مريم بخير

رواية| جمال الأسود لنور زيزوWhere stories live. Discover now