الفصل ٣٥

10.6K 320 11
                                    

الفصل الخــــــامــس والثـــلاثــــــون ( 35  )

خرج "جمال" من الشركة بصحبتها ويحتضن يدها فى قبضة يده الدافئة والجميع ينظرون عليهما، البعض مُندهشًا من رؤية رئيسهم هكذا والبعض يبتسم لرؤية الحب فى عيونهما، فتح "صادق" الباب لأجلها لتصعد ثم ألتف "جمال" وصعد جوارها، أنطلق بهما ولأول مرة من زمان لم يستغل وقت عودته فى النظر إلى التابلت ومباشرة عمله حتى داخل سيارته، كان ينظر إلي وجهها ببسمة خافتة لتبتسم "مريم" قليلًا بلطف ثم قالت:-
-ممكن أطلب منك طلب؟

أومأ إليها بنعم ورحب شديد فنظرت إلى "صادق" وقالت:-
-معلش على جنب يا عم صادق

أوقف السيارة بهدوء و"جمال" يحدق بزوجته دون فهم، ترجلت من السيارة ليفعل المثل، فتحت يدها إليه وبسمة تنير وجهها بلطف فتقدم وتشابكا الأيادي، سار "جمال" معها بخفة وهى تقود الطريق حتى سبحت يدها من قبضته وتبأطأت ذراعه كاملًا وبدأت "مريم" تتحدث بخفة:-
-من زمان متمشناش سوا يا جمال، ممكن خمس دقائق بس

أشار إليها بنعم وبدأ يسيران معًا بخطوات ثابتة بطيئة كأنهما يريدان للوقت أن يبطئ مثل قدميهما، تنفست بأسترخاء كأنها تتخلص من كل الطاقة السلبية التى بداخلها والغضب الذي كان يحتلها وهكذا الخصام تخرج أثره مع زفيرها القوي يتبعثر فى الهواء حتى يأخذه بعيدًا عنها نهائيًا، تحدثت "مريم" بنبرة خافتة:-
-عارف الجواز دا شيء صعب أوى لكنه أسهل وأجمل مع حد بتحبه ويحبك، أنا مُدركة تمامًا أن أى أثنين بتخانقوا كتير ويقابلوا مشاكل أكتر فى حياتهم لكن بفضل شريك حياتهم بيعدوا ويقدروا يكملوا

أومأ إليها بنعم فحولت نظرها إليه بقلق:-
-عشان كدة مينفعش تجبر جميلة على الجواز بحد هى مبتحبهوش، الحد دا يمكن بالنسبة لك مناسب لكن بالنسبة ليها عمره ما كان ولا هيكون مناسب يا جمال

توقفت قدميه عن السير يفهم الأمر ويستوعب عقله أن سبب فعلتها وسيرهما معًا الآن هو "جميلة" فتساءل بقلق:-
-وأنتِ جايباني هنا عشان توصليلي المعلومة دى صح!!

-عايزاك زى ما قدرت تحبني تحباها يا جمال
قالتها "مريم" بهدوء وعينيها ترمق عينيه مباشرة فقال بجدية صارمة:-
-أنا عمرى ما كرهت جميلة، جميلة كانت أخت ليا وبعد ما بابا مات بقيت بنتى اللى مخلفتهاش، طول عمرى سند وضهر ليها وعمري ما سمحت لحد يأذيها ولا سمحت أن نفسها تكون فى حاجة ومجبتهاش، جميلة أختي وبنتي اللى مخلفتهاش اللى شيلت مسئوليتها على كتافي من وهى فى اللفة، كنت لها أخ بمعنى الكلمة...

ألتفت "مريم" لتقف أمامه بجدية وبوجع عابس جدًا من صارمته وقالت بضيق:-
-دى المشكلة يا جمال، صرامتك وحدتك فى التعامل، جميلة مش محتاج أخ يكون سند ويجيبلها اللى تتمناه، جميلة محتاجة أخ يعبر عن حبه ليها ويفخر بيها، أخ يطبطب ويأخدها فى حضنه لما الدنيا تضيق بيها لكن أنت بتتعامل معها على طريقة الشغل والرسمية... مش بقول أنك أخ وحش لكن لو هى محتاجة حاجة ينفذ شريف وتجيب أصالة فى مراسيل بينكم، والعلاقة اللى بينكم أطهر وأجمل من أن يكون فيها مراسيل

رواية| جمال الأسود لنور زيزوWhere stories live. Discover now