الفصل ٢٣

10.6K 344 12
                                    

#جمال_الأسود
الفصل الثـــــالـث والعشـــرون ( 23  )

تمتمت "مريم" بنبرة خافتة مُرتجفة وعينيها تحدق بـ "حمزة" طريح الفراش:-
-أنت!!

فتح "حمزة" عينيه بتعب شديد وقد تمكن السرطان منه كليًا، رمقها بعيني مُنهكة وقلب حزين:-
-أنتِ!! أخر حد توقعت أن أشوفه هنا

تساقطت الدموع من عينها بحزن شديد وهو يسعل من الألم والدماء تخرج فمه داخل أنبوب الأكسجين، لا تعلم اتشفق عليه أم حزن قلبها عليه لرؤيته هكذا لطالما كان قويًا أمامها ويخرج قوته عليها، سألته بنبرة مُتلعثمة:-
-دا أنت بجد؟

تبسم رغم ألمه وقال بسخرية:-
-شوفتي ربنا انتقم لك مني أزاى، بس أنا مش زعلان أنا فرحان عشان هروح لها وأشوفها أخيرًا

تحدثت "مريم" بنبرة قوية ساخرة من فرحته الكبيرة رغم مرضه قائلة:-
-ولما تشوفها هتقولها أيه عن الأمانة اللى سابتها لك، هتقولها أنك صونتها ولا موتها بالحية وهى عايشة، هتقولها حمايتها ولا بسببك بقيت مريضة نفسية وبتتعالج ومفيش فى جسمها حتة سليمة، هتقولها أيه عرفني ... أنا لا يمكن أسامحك

نظر إليها بهدوء شديد ثم قال:-
-ولا أنا، أزاى أسامحك وأنا عشت 25 سنة من غيرها بسببك

جلست "مريم" على المقعد الموجود بجوارها من الحزن والوجع الذي أصابها رغم كرهها إليه لكن رؤيته هكذا يصارع الموت والمرض فى أنفاسه بصعوبة أنهكتها، جهشت باكية بحزن شديد ووضعت يدها على فمها تمنع صوت بكاءها أن يخرج منها ليقول "حمزة" بصعوبة:-
-أنتِ بتعيطي؟ ليه، عشاني... متقوليش أن رغم قسوتي وكل اللي عشتي على أيدي لسه شايفاني أب لك

مسح دموعها بحزن شديد ثم قالت:-
-تخيل رغم كل دا، دلوقت أنا الوحيدة اللى تقدر تنقذك

نظر إليها بتعب شديد وغضب ظهر فى نظراته ثم قال:-
-وأنا مش عايز منك حاجة، أياك تعمليها يا مريم أنا ما صدقت أنها جت من ربنا وموعدي قرب

أندهشت من أستماتة هذا الرجل للموت وقالت:-
-لدرجة دى

-وحشتني ومبقتش قادر على بُعدك أكتر
قالها بتعب شديد وهو يحمل فى يده صورة لزوجته المتوفية، دخل "جمال" مع الطبيب ليذهل من بكاء "مريم" وحالتها لا يصدق أن قلب هذه الفتاة التى تمتاز ببراءتها ودفئها، لطيفًا حتى على أقسي شخص ظلمها فى الحياة، قال "حمزة" بغضب شديد :-
-أنا مش عايزها تتبرع بحاجة، أنت عارف يا جمال أن أنا مستاهلش دا منها متخلهاش تديني حاجة وأهو يبقي خلصت مني نهائيًا ومتبقاش ليها فضل فى نجاتي وأنا أروح للحبيبة الغالية

أنحني "جمال" إلى تكفه ليهمس فى أذنه قائلًا:-
-يخلق من ظهر الفاسد عالم، متسألنيش أزاى دا بنتك أنتِ بس أوعدك لو على موتي مريم عمرها ما هتساعدك

تبسم "حمزة" إلى كره هذا الرجل ثم غادر بصحبتها ليعود للمنزل....

______________________________

رواية| جمال الأسود لنور زيزوWhere stories live. Discover now