الفصل 29

10.3K 399 21
                                    

#جمال_الأسود
الفصل التـاسع والعشـــرون ( 29 )

وقفت "مريم" فى الساحة تصور فيديو إعلاني عن الجهاز الألي الذي يصنع القهوة وحده دون الحاجة لأيد بشرية وتحمل فى يدها كوب القهوة، تبسمت "مريم" بسعادة أمام الكاميرا ورفعت كوب القهوة لترتشفوا لكن توقفت بعد أن شعرت بغثيان من رائحة القهوة قرب أنفها ولم تستطيع تناول رشفة واحدة لتركض للمرحاض ويتوقف الجميع عن التصوير بقلق، خرجت بعد ان أستفرغت ما فى معدتها كاملًا لتري فتاة تمد لها مناديل ورقية، اخذتها "مريم" منها بلطف وخرجت لتري "عاشور" يقف أمامها فنظرت إليه بتوتر ثم قالت:-
-فى أيه؟

أشار على الفتاة ثم قال:-
-ميرفت الحارسة الشخصية الجديدة لحضرتك

نظرت "مريم" للفتاة ثم قالت بضيق:-
-أنا مكتفية بحسام وأساسا متقبلة وجوده معايا بالعفاية تقوم تجبلي واحدة تانية

تنحنح "عاشور" بحرج شديد من كلماتها ورفضها ثم قال:-
-أسف لحضرتك لكن دا أمر من جمال بيه وأوعدك أن حضرتك مش هتحسي بأى ضغط من وجودهم

-خدها وامشي وانا هتكلم مع جمال
قالتها بضيق شديد ثم سارت للأمام بأختناق ليسير خلفها قائلًا:-
-بعد اذنك يا مدام مريم

قاطعته "مريم" بضيق شديد يجتاحها وهؤلاء يشعروها دومًا بعدم الراحة كأنها مُقيدة رغم أن قدميها حرية، عينيهما تراقبها دومًا كأنها سجينة لديهما هتفت قائلة:-
-قولتلك مشيها، فين جمال؟

-فى الشركة
قالها "عاشور" بهدوء لتصعد بسيارتها غاضبة وأنطلق "حسام" بها إلى القصر بسبب خمول جسدها ودروان رأسها...
وصلت السيارة إلى القصر فترجلت "مريم" من سيارتها بتعب وصادفت "جميلة" تترجل من سيارة صديق لها عائدة من العمل، ذهبت إليها بقلق عندما رأت جسدها يهتز وخطواتها غير متزانة، مسكت "جميلة" يدها بلطف وقالت بقلق:-
-خير مالك؟ شكلك تعبانة..

أخذت "مريم" نفس عميق بضيق شديد يقتلها من الداخل، رفعت نظرها إلى "جميلة" ثم قالت:-
-تعبانة، وهو أنا طول ما أخوكي ورايا هرتاح

دخلت "مريم" للداخل بضيق رغم حُبها إليه لكنها أحيانا تشعر بانه يقيد حريتها ويراقبها كطفلة صغيرة أو لا يثق بخطواتها، ربما ما زال بداخله جزءًا من خيانة زوجته الاولي لذا يراقبها اكثر، هذه كانت الفكرة الوحيدة التى تقتل عقلها كليًا بداخلها، نظرت "جميلة" إلى "حسام" الذي يقف فى الخلف بجوار السيارة ثم أعطت يد "مريم" إلى "حنان" وعادت  إليه ومدت يدها بوجه حاد عابس:-
-ممكن مفتاح عربيتي

تشابكت يديه الأثنين أمامه فى هدوء وبطريقة رسمية قال دون أن ينظر إلى عينيها:-
-أسف لكن معنديش أمر بدا

تأففت بضيق شديد من كلماته وأغلقت قبضتها بأحكام قبل أن تفقد أعصابها على هذا الرجل الذي يطيع أمور أخاها بحزم كأنه إنسان الي وقالت بشجن:-
-أمر بدا، يعنى أنت ورئيسك مبسوطين وكل يوم حد من زمايلي بيوصلنى بسببكم

رواية| جمال الأسود لنور زيزوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن