فصل 14

11.1K 385 18
                                    

#جمال_الأسود
الفصــــل الــــرابــع عشــــر ( 14  )

قذفت "سارة" الكأس الموجود فوق المكتب فى وجه "حمزة" بأنفعال صارخة به:-
-عايشة!!

عاد "حمزة" خطوة للخلف قبل أن يرتطم به الكأس ويجرحه ثم نظر لها بغضب سافر وأقترب ليضع يديه على المكتب وأنحني قليلًا يمقنها بنظره ثم قال:-
-أسمعي يا حية أنتِ، أنا مش شغال عندك ولا صبي من صبيانك

تأففت "سارة" بغضب يأكل عقلها من هذا الخبر الذي وقع على مسمعها كالصاعقة التي شلت كل حركاتها ثم قالت بتحدي:-
-أنت خدت الفلوس عشان تكون صبي من صبياني وتنفذ اللى أقولك عليه، مريم لازم تموت

أعتدل فى وقفته ووضع يديه فى جيوبه بأختناق ثم قال:-
-من ناحية لازم، فهو لازم أنا بس اللي مستخسر مشوفش لحظتها الأخيرة، بس أتقلي

وقفت "سارة" من مقعدها وألتفت حول المكتب بغضب تحاول كبحه والسيطرة على أعصابها قبل أن تفقدهما وقالت:-
-مفيش وقت عشان أتقل، أنا سمعت كلامك وأستنيت السنين دى كلها ومعنديش أستعدت أستن يوم واحد، عايزة أفوق لجمال

رفع نظره بها بفضول شديد ثم سألها بمكر:-
-أنتِ مهوسة بجمال ليه؟ مريم وقلت غيرة ستات لكن جمال أنتِ متعرفهوش غير لما روحتي قصره

أشعلت سيجارتها ورائحة التفاح تخرج مع دخانها ثم قالت بهدوء شديد:-
-دا أنا أعرفه من زمان أوي، ما علينا أمشي ومشوفش وشك غيرك لما تجبلي جثتها وأشوفها بعيني المرة دي

غادر المكتب بأشمئزاز ومر فى الردهة ليري "حازم" يقف مع فتاة يقبلان بعضهما بحرارة فتبسم بسخرية على الأم وابنها ثم غادر المكان.....

______________________________

خرجت "مريم" من القصر بصبحة "نانسي" مُرتدية فستان أبيض بيه الكثير من الورود وفوقه سترة من الصوف زرقاء اللون وتستدل شعرها على ظهرها بحرية، نظرت للأمام لتراه واقفًا أمام سيارته مُرتدي بنطلون أسود وتي شيرت رمادي فوقه سترة جلدية سوداء صامتًا مُنذ أن أستعادت وعيها وهو صامت يتجاهلها تمامًا ويبتعد عنها، حدقت بـ "صادق" الذي يقف و يفتح لها الباب، قالت "نانسي" بلطف:-
-خلي بالك من نفسك

أومأت "مريم" لها بنعم ثم ذهبت إليه، نظرت إلى "صادق" مُطولًا وقالت بنبرة هادئة:-
-ممكن نروح لوحدنا

نظر إلى "صادق" وسيارة الحراس التى ترافق سيارته دومًا بقيادة "عاشور" وقبل أن يقرر سمعها تقول بلطف:-
-رجاءًا

أومًا إليها بنعم موافقًا على رغبتها والفضول يقتله لمعرفة ما حدث هناك، أنطلق "جمال" بسيارته إلى الفيوم حيث المزرعة بعد أن ترجته بأن يذهبان وحدهما، ظلت تنظر للطريق من النافذة وهى تستعد لمواجهة الماضي الذي هربت منه، حاولت أن تنظم أنفاسها وتظبط دقات قلبها الخافتة كأنه يرتجف من لحظة الوصول، راقبها "جمال" عن كثب بعينيه ناظرًا إليها تارة وإلى الطريق تارة، ضغطت على زر النافذة لتُفتح ورغم الهواء البارد لكنها كانت بحاجة للفحات الهواء القوية تساعدها على الصمود، ولج "جمال" بسيارته من بوابة المزرعة لتغمض عينيها بقوة كارهة النظر لهذا الطريق الداخلي، تأني بصمت من داخلها وبدأت تتذكر ضرب "حمزة" المبرح لها قبل زواجها وقسوته التى لحقتها إلي هنا، كل جزء بهذا المكان يحمل تعاستها مع فرحها لكن هذا الفرح ظل يتلاشي حتى هذه الليلة التى هرب منها الفرح ولم يبقي لها سوى الحزن والألم فقط، توقفت السيارة ونظر "جمال" لها، ترجل من سيارته أولًا وهو بداخله أضطرابات كثيرة لا يعلم ماذا يفعل أيعاقبها أم ينتظر حتى يستمع لها، أيحري به أن يدفنها هنا على جريمتها أم يعطيها الفرصة لتبرر وتدافع عن نفسها، أسرع إليه العامل بصدمة ألجمته من ظهور "جمال" وهو يعرفه جيدًا فلم يتعب حاله بالسؤال عن شخصيته وقال بتلعثم:-
-حمد الله على السلامة يابيه، متصلتش بيا ليه قبل ما تيجي كنت جبت بت شغالة تنضف لك المكان و....

رواية| جمال الأسود لنور زيزوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن