الفصل ٣٢

10K 339 12
                                    

#جمال_الأسود
الفصل الثـــاني والثـــلاثــــــون ( 32 )

مهما كانت القوة التى يمتلكها الرجل والسلطة والمكانة سيظل الشيء الوحيد الذي يخشاه فى عمره كاملًا هو نظرة غضب من امرأته،نظرت "مريم" إليه بأندهاش شديد من هذه الفتاة التى تسير نحوهما ورغم قوته وجبروته الذي شهد الجميع به إلا أنه أرتعب من نظرتها التى لفحته للتو برياح عاصفة عينيها الهلاكية، هز رأسه بلا ويديه تشير إليها بالرفض ويقول بأرتباك:-
-مش أنا، أقسم لك مش أنا..

أشار على "عاشور" الذي يقف على باب القصر خلفهما ومرت الفتاة من جوارهما لتركض إلى "عاشور"، تطلعت "مريم" به بأنفعال وكأن هذا الشيء سينقذه من غضبها، سارت نحو الفتاة وقالت:-
-أنتِ بنته؟

أومأت الفتاة ببراءة إليها بنعم فعقدت "مريم" يدها أمام صدرها بغضب وهى لا تثق بشيء الآن وقالت ببرود:-
-أثبتي!!

نظرت الفتاة بأندهاش إلى "عاشور" والدها بعدم فهم لهذه المرأة ثم أخرجت هاتفها لتظهر لها صورة الخلفية الخاصة بها لها هى ووالدها، تنحنح "جمال" بحرج شديد من فعل زوجته بينما أستدارت "مريم" إليه تحدق بـ "ليلي" ببرود وهى تحاول تهدئة أنفاسها لتسيطر على حالها قبل أن تنفجر كالمجنونة وقالت:-
-حصلني!!

صعدت للأعلي فتنحنح "جمال" بهدوء ثم همس بخفوت:-
-شوية يا مريم

ألتفت إليه وهى تقف بمنتصف الدرج بأنفعال منه ثم قالت:-
-تحب أنزل أتكلم قصادها

نظر إلى "ليلي" التى تقف هناك وصعد خلف زوجته مُتمنيًا أن ينقذه أحد من غضب زوجته الذي لم يراه من قبل بلغ هذه الدرجة، دلفت إلى جناح نومهما ووقفت صامتة حتى ولج هو الأخر وأغلق الباب ثم قال:-
-مريم.....

قاطعته بصراخ مُنفعلة كالمجنونة التى سحبت مفتاح القنبلة اليدوية لكي تنفجر للتو فى وجهه قائلة:-
-مريم!! والله أنت عايز تموتني ولا تجلطني.. لدرجة دى مبتثقش فيا يا جمال، كل مدي تثبتلي أني لسه معرفكش، ليلي وعايشة والله وأيه كمان لسه بتخانق معاك على اللى عملته وأنك خبت عليا قبل ما يعدي ساعة تصدمني بحاجة جديدة

قاطعها "جمال" بنبرة هادئة محاولًا إلا يثير غضبها اكثر:-
-أنا مقولتش أنها ماتت ولا قولتلك أنك أول واحدة فحياتي لكن أقسمت لك أنك الوحيدة، أنا ملحقتش أقولك ..

كادت أن تفقد أعصابها أكثر وقالت بسخرية:-
-ملحقتش تقولي... تنكر أنك كنت ساكت كل الأيام اللى فاتت دى عشان عارف أنها عايشة وهتخرج منها.. أنا أكيد فرحانة أنك خرجت لكن أنا بتكلم فأنك خبيت يا جمال عليا... خبيت بقصد كان ممكن تقولي أنها عايشة وأنك مستنيها تيجي تخرجك لكن متحطنيش قصاد الأمر الواقع وألاقيها فى وشي، أنا لو عندي سبب واحد يخليك تعمل كدة فهو أنك مبثقش فيا ومش قادر تستأمني على أسرارك

أقترب "جمال" منها أكثر ثم أخذ وجهها فى يديه بهدوء وجعلها تنظر إليه مباشرة ثم قال:-
-أنا لو بثق فى حد فى حياتي كلها فهو أنتِ، أنتِ واثقة من دا متحاوليش تكذبي كذبة وتصدقيها، لو مكنتش بثق فيكي مكنتش أستأمنتك على روحي يا مريم ولا سلمتلك قلبي، أقسم لك أن السبب الوحيد اللى خلاني مقولكيش هو أنى بحبك

رواية| جمال الأسود لنور زيزوWhere stories live. Discover now