تأفف "جمال" بعبوس لا يفهم ماذا تريد منه زوجته؟ لماذا تلح على تقربه من اخته فجأة؟ فقال مُتذمرًا على حديثها:-
-بالعكس يا مريم أنا طول الوقت فخور بيها، معظم رحلاتي كنت بسأل عن وقت طيرانها عشان تطير بيا، كل مرة كنت ببقي فى طيارتها كنت ببقي فخور أن أختى الصغيرة وصلت لـ دا، أحترمت كل أحلامها وحتى بُعادها وسفرها مع أمى فى لندن أحترمت دا

أخذت "مريم" نفس عميق ثم أقتربت منه لتأخذ يده فى راحة يديها وقالت بلطف وعينيها تطمئنه وتهدأ من صرامته:-
-جمال، أنا مقولتش أنك وحش ولا أنك أخ سيء أنا بقول أنك محتاج تعبر عن حُبك ليها، محتاج توصلها الحب اللى جواك فعلًا بدل ما أنت مخبيه عنها، ورجاءًا متحاولش تجبرها فى موضوع الجواز، أنا بالفعل أتكلمت معاها وهى موافقة تقعد معاه لكن أوعدني لو قالت أنها مش مرتاحة أو مفيش قبول متجبرهاش على الجواز أو الخطوبة لأن هى اللى هتجوز وهتعيش وهى اللى هتنام فى حضن الراجل دا مش إحنا ولا قراراتنا

أخذ نفس عميق فى هدوء وقد نجحت "مريم" فى ترويض صرامته بلطف وحنانها، حركت "مريم" يديهما بترجي، هتفت قائلة:-
-أرجوك أوعدني

-أوعدك يا مريم أنا مش سيء ولا وحش لدرجة أنى أجوزها غصب عنها
قالها بجدية صارمة، تبسمت "مريم" بلطف على وعده وقالت:-
-هو دا حبيبي، أنا مُتأكدة انها هتكون فى أمان ما دام أنت وعدتني، لأن عمرك ما وعدتني بحاجة وكسرت الوعد دا

أشار إليها بنعم ليكملا سيرهما معًا قليلًا ثم أنطلق لطريق عودتهما إلى القصر، دلفا للقصر معًا وكانت "جميلة" حزينة وتحمل فى يدها ورق تحاليل والدتها، أسرعت "مريم" لها بقلق بينما "جمال" وقف محله لتخبره "حنان" بنبرة خافتة:-
-الهانم الكبيرة تعبت شوية فى الدفنة وعملنا التحاليل مستعجل وطلع عندها السُكر والدكتور حذرنا من الزعل وبمجرد ما أتكلم عن أن أى زعل ممكن يجيلها غيبوبة سكر وأنسة جميلة مُنهارة، حضرتك عارف هي متعلقة بوالدتها قد أيه

تأفف بضيق شديد ثم قال:-
-مؤذي حتى فى مماته، جابلها المرض... أمى فين؟

-فى أوضتها تعبانة والممرضة معاها، سامحنى أني طلعتها يا مستر جمال لكن كنت مضطرة
قالتها "حنان" بقلق شديد من سماحها للغريب بالصعود فأومأ إليها بنعم وصعد للأعلي، جلست "مريم" مع "جميلة" بعد أن ضمتها لتكمل نوبة بكائها وقالت:-
-أهدئي ممكن تهدئي، صدقينى هتكون بخير وإحنا هنخلي بالنا منها ومش هتوصل لمرحلة غيبوبة السكر دى نهائيًا إن شاء الله

أومأت "جميلة" لها بنعم وصعد الأثنين معا إلى الغرفة، كان "جمال" جالسًا على الفراش أمام والدته بهدوء وقال:-
-المهم تخلي بالك من صحتك ومتقلقيش من حاجة

نظرت "ولاء" إلى "جميلة" بضيق وقالت بسخرية:-
-صحتى!! وأنا هيجي الصحة منين طول ما أنا مخلفاكم، واحد مات مقتول ومسجون بفضل أعماله والثانية راكبة دماغها وهتعنس جنبي.. أنا لو حد جابلي المرض فهو أنتوا.. أطلعوا برا وسيبوني فى حالي

رواية| جمال الأسود لنور زيزوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن