الفصل الخامس والعشرون

121 5 0
                                    

بطلٌ شجاعٌ جسور .. والدنيا به تدور

مهما اجتاز العقبات، ومهما عبر البحور

إن كان حكيمًا وحليمًا، أو غاضبًا ويثور

هو قادرٌ ومثابرٌ ... هو حائرٌ وصبور

لكن الواقع يؤلم .. واليأس القابع يهدم

يكسر، يجرح، ويحطم ..

يرديك مهشمًا ،وقلبك كاللؤلؤ المنثور


قيل أن مرور الوقت يشفي .. وقيل أن البُعد ينسي ..

لكن وقتها يزيد الآلام ألمًا .. وما البعيد عن عينيها ببعيد عن قلبها .. فلا الهجر أنساها شقيقة رغم المدى أقرب إليها من أنفاسها .. ولا الانشغال أنساها صديقة طالت غيبتها القهرية .. ولا حتى العزلة أنستها حبيبًا في الجوار مسكنه، لكن نجوم السماء أدنى إليها من قلبه!


تمثلت إجازتها في الغرفة، لا تبرحها إلا للضرورة.. صادقت جدرانها وألفت جوارهن عن الخروج لواقعها المزري ..

لا تعرف منة إن كان ما تمر به يحمل مسمى "الاكتئاب" كفترة تنتابها بين حين وآخر ..

لكن حتى بعد انتهاء الإجازة الشتوية القصيرة بات ذهابها إلى الجامعة حملًا ثقيلًا يجثم على صدرها .. تتوق إلى تلك اللحظة التي تعود فيها إلى منزلها لتنأى بغرفتها الوفية التي تتحمل منها الكثير والكثير من النوبات النفسية المتغيرة برحابة صدر.


تربعت منة فوق فراشها لتتفحص هاتفها بفتور شديد ..

لقد حل فصل الربيع .. وفاح شذا الزهور من كافة الصور والمنشورات الدارجة ..

أزهرت كل الورود .. وقلبها ما زال ذابلًا!


ثلاث طرقات فوق الباب، تبعهن دخول والدتها الهادئ .. تقدمت منها لتجلس على طرف الفراش بينما تقول بابتسامة خفيفة :

_صباح الخير يا منة.

وضعت منة هاتفها جانبًا لترد تحية والدتها بركود واضح :

هان الودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن