الفصل الثامن عشر

Start from the beginning
                                    

مارتن بحيره رد بتراجع:- نعم أتفهم ذلك، ولكن أنا اتفقت مع شخص آخر وسيأتي غداً لنتفق.
أنجي بعدم اهتمام:-صدقني لا يهمني مع من اتفقت! فهذا بيزنس والبقاء للاقوى؛ وأريد منك أن تنظر الى مصلحتك الشخصية وسيعود إليك زيادة ربح كما قلت سابقاً، فلماذا تعترض يا رجل؟
مارتن فكر شوية بطمع، وهز راسه بموافقه:-حسنا فلنتفق إذا.
ضحكت بنصر وحطت الكارت بتاعها قدامه وردت بدهاء:- إذن تفضل هذا الكارت خاص بعملي ،ولكن قبل الاتفاقية أريد منك ان تستقبلني يوماً في سويسرا لأرى مصنعك في زيارة سريعه؛ وسيكون معي عدة خبراء ليتفحصوا جودة الذهب، فهذا من حقي.
مارتن مسك الكارت وشافه، مط شفايفه بعدم اعتراض وقال:- حسنا لكِ هذا، فإن الذهب الذي أصنعه من الذهب الخالص والخام، واعمل في هذا المجال منذ سنوات عدة، وهذا أيضاً من حقك بما إنك ستدفعين كل فلس أريده،تحققي منه كما تريدين.
ردت بلمعة من عينيها خبيثه:- حسنا اتفقنا؛ ولكن أعلم جيداً، إن علمت أنك اتفقت مع أحد غيري؟ سأبذل قصار جهدي لافسد عليك هذه الصفقه اتفقنا؟
مارتن بإعجاب:- يا لك من امرأة قويه حقا؛ ولكن اهدئي كل الذي يهمني في هذه البيعه أن اسدد ذلك القرض اللعين هذا كل ما في الأمر؛ ولا يهمني من سيأخذها سواء أنتي أو غيرك ولا أهتم لأي شيء بعدها.
أنجي بتحذير:- والآن أعطني منك كلمة شرف بأنك لن تعطيها لأحد غيري.
مارتن بابتسامة:- بما إنك ستدفعين أكثر! إذن فهي لكِ.
ردت بارتياح:-حسنا اتفقنا.
وبعدها كملت بتفكير:- ولكن عندي طلب صغير.
مارتن:- ما هو؟
ردت بحقد:- قبل أن أقول لك عن ما أريد؟، أحب أن أعرف من هذا الرجل الذي كان يريد أن يأخذ منك هذه الصفقه؟
مارتن طلع الكارت من جيبه وبص فيه وقال:- يدعى مستر أمير وليد البرهامي.
أنجي ابتسمت بشماته وقالت:- حسناً، طلبي هو عندما يأتي إلى هنا ليقابلك في الغد! تتفق معه بأنك ستعطيه الصفقه.
مارتن بعدم فهم:-انا لا افهم شيء! ولماذا تريدين هذا؟
انجي بصت في عينيه وقالت بشر:- أريد أن أفسد عليه أمره؛ وأريد أيضاً أن يكون لديه الأمل بأنه سيحصل على هذه الصفقه، وعندما يعلم بأنني حصلت عليها بدلاً منه!! ستكون ضربة قاضية له،وهذا كل ما أريده، هو النصر فقط لا غير، وتذكر أنني قمت بتعويضك في هذه البيعه؟
مارتن فهم قصدها وأنها بينها وبينه عداوة و مش مهتم بأي حاجه تانيه، مصلحتة أهم ورد بتفهم:- لكِ هذا.
أنجي ابتسمت بتوعد:- حسنا اتفقنا؛ والآن أخبرني  أي موعد سنبدأ في دراسة هذه الصفقه؟
مارتن بيفكر ويحسبها وقال:-بعد ثلاثة شهور ابتداءً من اليوم.

ليله بتبيع في المحل ومدت أيدها وقالت للطفل الصغير:- أمسك يا حبيبي علبة السجاير اهي، وده الباقي.
الولد اخد منها الحاجه ومشي، ساميه قاعده جوه المحل بتقطع في الخضار، ليله قعدت قصادها:- أساعدك في حاجه يا خالتي؟!
ساميه بلطف:- لا يا حبيبتي تساعديني في إيه؟! انا قربت اخلص خلاص؛ البت مرات ابني عملت صلصة المحشي وانا مجهزه كل حاجه على الحشو بس قلت أجي أقعد معاكي و اقطع الخضار أدينا بنتسلى، إحنا بنتغدا على المغرب لسه بدري.
  ليله اتنهدت بحزن وفقد:- بألف هنا.
ساميه بصتلها  وحست بيها وسألتها:- مالك؟
ردت بلمعة في عينيها:- مفيش أنا كويسه، كويسه قوي.
ساميه بتريقه:- لسه برده بتفكري في إسم النبي حارسه؟
هزت راسها بتعب:- بطلت أفكر من زمان، هو خلاص عايش حياته ونسيني.
ساميه بتفكير:- بت يا ليله، أنتي مش كنتي بتقولي إن المخفي طليقك ده ليه واحد صاحبه راجل مهم وكُبره عليه القيمه؟
ليله هزت راسها بوهن:- أيوه كان بيقول إن صاحبه قوي، بس ليه بتسألي عنه دلوقتي؟
ساميه رفعت حاجبها بتفكير:- ودي كانت تايهه عننا ازاي دي!
ليله بعدم فهم:- هى ايه دي؟
ساميه:- ليه مروحتيش لصاحبه ده وتفضحي طليقك عنده، وتطالبيه بكل حقوقك وحق الواد اللي في بطنك ده.
ابتسمت بسخرية من نفسها، شافت نفسها ما بين زمان وبين دلوقتي، كانت هتتجنن وتكبر عايزه تملك فلوس كتير،لكن دلوقتي بعد ما اتحطمت مابقتش عايزه حاجه ولا اي حاجه عايزاها، وعارفه أنها لو قالت كده لساميه هتسمعها كلام يقطم الباقي منها، هى مجبره تتحمل تتدخلات ساميه في حياتها لأنها معندهاش حل تاني، اخدت نفس عميق وزفرته بوهن وقالت:- أنا معرفش أمير ده ساكن فين ولا مكان شغله،وحتى لو أعرف ورحت عنده!!مين هيسمع مني ويصدقني؟وانتي مفكره إن أمير صاحبه ده هيعادي مروان علشاني؟ كلهم شبه بعض بيصطادوا الغلابه لمصالحهم الشخصية،دول عالم غيرنا ياخالتي، مش بعيد يودوني ورا الشمس لو فتحت بُقي.
شهقت ساميه وقالت:- يختي شر بره وبعيد، قد كده الناس دي معاهم فلوس ومتسيطين؟
وافقتها ليله واتكلموا شويه مع بعض في أكتر من موضوع وبعدها ساميه طلبت منها وقت الغدا تروح تتغدا معاهم وقالت:- بقولك ايه يا بت يا ليله! ما تيجي ياختي تتغدي معانا النهارده.
ليله من جواها نفسها حد يشاركها الأكل، بتتمنى انها تكسر حاجز الوحده اللي هي فيها، عايزه حد يشاركها أحلامها واحزانها وآلامها حتى لو في شوية فرحه نفسها حد يكون معاها وجمبها حطت أيدها على بطنها واتنهدت بعمق:- لا يا خالتي معلش خليها مره تانيه.
ساميه بتصميم:- اهيي! ولا مرة تانيه ولا تالته،  دي خالتك ساميه عليها شوية محشي تاكلي صوابعك وراه، تعالي وأقعدي معانا بدل ما انتي من الدكانه للسطوح، وم السطوح للدكانه.
ليله قامت بتعب تبيع لزبونه وقالت:- سيبيها على الله يا خالتي؛ لو ينفع هبقى اجيلك؛ مانفعش متزعليش مني.
ساميه حاسه انها مكسوفه وقالت بتفكير:- طيب اللي يريحك بس بقولك إيه! انا هشيل ليكي طبق على جمب، وابقى ابعتهولك المغربيه كده.
ردت بحرج:-تسلمي يا خالتي تعباكي معايا من ساعة ما جيت.
ساميه بتنهيده:- ولا تعباني ولا حاجه؛ يعني  انا بعملك إيه؟ المهم كنت هنسى، انتي قولتيلي وسط الكلام هتعملي الاشاعه اللي الدكتوره طالباها منك بعد بكره، بس يانضري هتجيبي فلوسها منين؟ انتي اللي جاي على قد اللي رايح.
ليله بحيره:- والله ما انا عارفه يا خالتي؛ انا زهقت من كتر الديون يا دوبك اسدد جزء؛ ألاقي فتح عليا باب تاني من الديون، لسه امبارح مخلصه فلوس الصيدليه، والنهارده النجار اللي جه يصلحلي الباب عايز مني 150 جنيه، وبعد يومين لازم أعمل الاشاعه،و ما بقاش فيا حيل ألف على مستشفيات الحكومه، روحي بتطلع على ما بخلص الطلب.
ساميه مصمصت شفايفها بحزن:- يا كبدي يا بنتي والله ما انا عارفه انتي مالك حظك ملطش كده ليه، اسمعي مني وبيعي حتة من الصيغه اللي عندك، انشاله الخاتم، ومتحسبيلهاش، الولاده مش هتكلفك كتير.
ليله بحسرة:- مش هتكلفني؟! آه وماله، ولو كلفت يعني هعمل إيه؟ اهو من ضمن الديون و المصايب اللي بتنزل على دماغي، نهايته ماشي هروح آخر اليوم للصايغ اللي في آخر الناصيه وابيع عنده الخاتم وامري لله.
ساميه برفض:؛ لا لا سيبك من الراجل ده؛ ده حرامي ونصاب وهيبيعلك الخاتم برخص التراب؛ أنتي تروحي كده الاماكن العليوي دي، الاسعار هناك بيبيعوها ضرب نار وهتجيبلك سعر حلو في الخاتم، وانتي أولى بأي قرش زياده، وهتدعي لخالتك ساميه.
ليله اخدت نفس عميق وقالت:- ماشي ولما نشوف هيكفي الشهر ولا لأ؛ ويا عالم بكره في ايه!

قصة/ اِحْتِلاَل مُحَرَّم بقلم/ مريم نصار Where stories live. Discover now