الفصل الثالث

4.3K 81 3
                                    


"لا يليق بالمؤمن في تقلُّب أحواله؛ إلا أن يُحسِن الظنَّ بربِّه، ولو كانت النوازل تفتكُ به فتكًا."

أحسنوا الظن بالله يرحمكم الله ..

______________
صعد لغرفته لينعم بحمام دافئ قبل سفرهم الطويل الي القاهره في رحلة الوصول لبنات عمه
اصطدم في طريقه تلك السمراء سارقة قلبه
تأوهت هدير بعنف وهي تفرك جبتها بألم:
_ مش تشوف انت ماشي ازاي يافارس
استند للحائط وربع يده امام صدره وابتسم بمشاڪسه:
_ دا قلبي مش شايف غيرك ياقلب فارس
احمرت وجنتيها خجلاً من ذلك الذي يتعمد احراجها، دفعته في ڪتفه بغيظ وهمت مبتعده ليقف حائلاً ويغمز لها بخبث:
_ راحه على فين بس يابنت عمي ما اخدتش الي انا عاوزه
نظرت له بإستفهام وتحرڪت مبتعده للخلف:
_ مش فاهمه انت عاوز حاجه اجيبهالك محتاج حاجه؟!
اقترب منها بجرأءه وهتف بهمس:
_ عاوزك انتِ
رفعت بصرها له بصدمه من جراءة في الحديث، اما هو فڪان يتابع انفعالاتها ببسمة تسليه، هتفت بتوتر:
_ انت قليل الادب على فكره واتفضل امشي بقى
اتسعت ابتسامته الخبثه وهتف بتسليه:
_ انتِ دماغك راحت فين ياهدير بس، ما عرفش انك بتفكري في الحاجات دي
نظرت له بغيظ ولڪمته في ڪتفه بحده:
_ ماشي يافارس انا غلطانه اني وقفت معاك
تحرڪت مبتعده بحده ليهتف بهدوء:
_ انا بحبك ياهدير وانتِ عارفه ولحد الان مردتيش عليا
نظرت له بخجل وفرڪت يدها بتوتر ولم تقوى على الرد، تنهد فارس بيأس واردف بحزن:
_ خلاص ياهدير جوابك وصل... ربنا يسعدك مع الانسان الي يستاهلك
وترڪها وتحرك لغرفته، لترفع رأسها بصدمه من حديثه... هل فهم صمتها وخجلها على انها ترفضه؟! اردفت بسرعه ولهفه:
_ فارس استنى
تقدمت منه والخجل متملك منها تحاول الحديث بثبات.. وقفت خلفه وتحدثت بإبتسامه خجله:
_مش بيقولوا السڪوت علامة الرضا
التفت لها بسعاده واردف بسرعه:
_ هدير يعني انتِ قصدك الي انا فهمته؟!
رقص قلبها بسعاده وهي ترى لهفته عليها فهتفت بحب:
_ تقدر تڪلم بابا وقت ماتحب
وترڪته وتحرڪت بسرعه لغرفه بخجل
اما هو فوق ينظر لطيفها ببلاهه
_ اي التناحه دي يابني الا ما قولتلها تتجوزيني ولا بوستها اي الحزن ده؟!
انتفض فارس بفزع والتفت خلفه وجد اخيه مهيب يقف وهو يحمل في يده صينية طعام، فنظر له بشر:
_ انت اي يابني من يوم ما اتجوزت وانت بقيت اهبل ڪده
مص شفتيه بسخريه وهتف بحزن مصطنع:
_ انا بقولك اهو اوعي تتجوز هتبقى شبهي بالظبط
تحرك فارس مبتعداً وهو يدفعه في ڪتفه:
_ روح اڪل البلونه بتاعتك واطلع على الشرڪه انا ظبطتلك ورق الصفقه وامنت ڪل حاجه اعمل الاجتماع وانت مطمن
ابتسم له مهيب بإمتنان وهتف بصوت عالي نسبياً وهو يتحرك تجاه غرفته:
_ بحبك يافارس
تعالت ضحڪات الفارس في الارجاء:
_بحبك يا وهيب
هبطت فارس للاسفل وجد الجميع في انتظاره فهتف بإبتسامه جذابه:
_ يالا ياجماعه نتحرك علشان نوصل بدري
تحرك الجميع للخارج استعداداً للسفر
___________
فتح وهيب باب غرفته وتحرك للداخل وهو يتراقص بطريقه مضحڪه  ، نظرت له دنيا ببلاهه وهي تراه يتمايل امامها بتلك الطريقه التي لاتليق برجل اعمال مطلقاً
ڪان يتمايل وهو يغني:
_ الحلو في البرانده شاورلي وبصلي والاڪل في الزمن ده بسرعه بيستوي بيستوي
لم تستطع دنيا ڪتم ضحڪاتها لتنفجر ضحڪاتها عالياً وهي تتأمل زوجها الحبيب وهو يتراقص ويغني فقط لها
اقترب وهيب منها وهو يضع الصينيه امامها وهتف بحب:
_ احلى غدا لدنيا حياتي وايامي الحلوه
ابتسمت له بعشق بعدما هدأت ضحڪات ورفعت يدها تمررها على وجه بحنان واردفت بحب:
_ ويديمك ليا ياتاچ راسي ياسيد الرچاله
امسك يدها ورفعها لفمه يطبع قبله رقيقه:
_ لسه زي ما انتِ يادنيتي العيله الصغيره ڪانت تجري عليا وتتعلق بيا
لسه بشوفك زي اول مره شوفتك فيها وخطفتي قلبي وعلقتيني بيڪي يابنت خالتي
ابتسمت بخجل وابتعدت قليلاً وتتحسستت بطنها بحنان تحادث اطفالها:
_ انهارده ياحبايبي بابا هياچي معانا عند الدڪتوره علشان يشوفڪم ويشتري اللبس ليڪم
ابتسم بحنان:
_ تحت امر الولاد وام الولاد
وبدأ يساعدها في تناول الطعام وسط ڪلمات غزل بينهم
___________
بعد ساعات من القياده المتواصله وصلوا القاهره ليتحدث ادهم بهدوء:
_ بابا حضرتك متأڪد اننا هنلاقيهم هناك
تنهد طه بقلق:
_ انا بدعي من ڪل جلبي اني الاجيهم يا ولدي واخدهم في حضني واعوضهم عن ڪل سنين الحرمان
هتف ادهم بتساؤل:
_ طب لي يابابا اخواتي محاولوش يوصلوا لينا قبل ڪده
نڪس طه رأسه بحزن:
_ حرماهم مني ياولدي... مش مخبراهم عني اي حاچه واصل هي جالت( قالت) إڪده ليا، الله يسامحه چدك هو السبب من اني اتزوچ الحربايه دي
ربت ادهم على ڪتف والده وهتف بطمأنينه:
_ متلاقشي يابوي ان شاء الله يڪونوا موجودين في العنوان
نظر له طه وهتف بتساؤل:
_ لو لاجينا ( لاقينا)  اخواتك يا ادهم هتعاملهم منيح؟!  كيف ما بتعامل فريده اختك
هز ادهم رأسه ايجاباً وبدون تفڪير:
_ طبعاً يا حاج دول اخواتي من لحمي ودمي واڪيد هشيلهم في عيوني دول اخواتي يابابا
ربت طه على قدمه بفخر... ابتسم رحيم من حديث ادهم وهتف بتأڪيد:
_ مش واثق في ابنك ولا اي ياعمي... ادهم ده احن واحد فينا انا بشوف معاملته لفريده بفرح اوي بيعاملها على انها بنته وعمره ما سمح ان اي حاجه تزعلها
فا متقلقشي ادهم ونعم الاخ والصديق
ابتسم له ادهم بأمتنان ونظر لوالده وهتف بحنان:
_ مش عاوزك تقلق من حاجه يا حاج طه
ابتسم له طه براحه حتى هتف فارس بتساؤل:
_ معلشي ياعمي طلعلي الورقه الي فيها العنوان علشان اتأڪد بس
اخرج طه الورقه واعطاها لفارس الذي التقطها ونظر للعنوان يتأڪد منه
بعد دقائق توقفت السياره امام عماره قديمه هبط الجميع منها
اقترب رحيم من احد الماره وسأله بهدوء:
_ لو سمحت هي شقة عم لطفي الدور الڪام
نظر له الرجل بدهشه وهتف بتساؤل:
_ تقصد طه جوز الست عفاف
اقترب منه طه واجابه بلهفه:
_ ايوه هي
اجابه الرجل بهدوء:
_ الدور التاني اول شقه على اليمين
شڪره رحيم وتحرڪوا للاعلى حتى وقفوا امام الشقه المنشوده ليسمعوا صوت صراخ من الداخل جعل الجميع ينظروا لبعض بقلق
_________________
بعد يوم طويل في العمل دخلت الي المنزل بهدوء وهي تحمل الصغير بين يدها
التفت حولعا تبحث عن والدتها او زوجها
تنهدت براحه عندما علمت انهم نائمون
دخلت الي غرفتها وجعلت الصغير ينام وبدلت ملابسها الي ملابس مريحه
وتحركت للخارج تجلس على الاريڪه لتنعم ببعض الراحه
تألمت بقوه وجلست بهدوء وهي تهتف بغيظ:
_ منك لله يالطفي دا مافيش حته في جسمي سليمه

ورد الصعيدTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang