تنحنح بحرج وصعد السلالم مع والدته حتى مر من جوارها لتستنشق رائحته التى تشبه المستشفي من مكوثه هناك، رمقته عن قرب بنظرة حزينة من تجاهله لها بينما هو صعد غير مبالي لها، تتبعته بنظرها حتى قاطعها صوت "جميلة" تقول:-
-هاي، انا جميلة أخته

نظرت "مريم" بحرج لها وقالت:-
-مريم... ضيفة مؤقتًا

صعدت لغرفتها بحزن تملكها من صلتها به وهى حقًا مجرد ضيفة هنا، دخلت غرفتها لتتبعها "نانسي" ورأت دمعة هربت من عينيها لتقول بحنان:-
-الله!! ليه الدموع دى؟ مين زعل القمر بس

تمتمت بضعف وحزن يخيم على قلبها قائلة:-
-أنا عارفة أنى غلطت وعارفة أن الناس كلها بتتكلم عنه بسببي وأن اللى حصل من تحت رأسي بس هو يعنى مينفعش يغفرلي دا ولا لازم يفضل يعاقبني بقسوته

ضمتها "نانسي" بلطف وبدأت تمسح على رأسها ثم قالت:-
-أهدئي يا مريم أنا قولتلك حكاية مراته وأن الناس تتكلم عنها وعن الخيانة اللى اتعرض لها مش سهل عليه برضو هو بشر

نظرت إليه بصمت ولم تعقب على كلماتها....

__________________________ 

أخذها "نادر" إلى شقتها كما طلبت منه ودلفت بصحبته تصطنع الخوف مما حدث وجلست على الأريكة ليقول:-
-أبقي خلي بالك من نفسك وهاتي حراسة كويسة لأن الأشكال دى كتير ووارد وجودهم فى مكانك

أومأت إليه بصمت لينظر إلى عنقها المجروح وقال بضيق شديد يتملكه:-
-هااا الغبي كان لازم ادب الأزازة فى رقبته مش دماغه!!

رفعت "سارة" نظرها إليه وترمقه فى صمت وهو بدأ يعقم جرحها بوجه عابس مُتذمرًا على خدشها وكأن هذا الرجل أفسد الجمال الذي يُقدسه ومزق جمالها، وضع اللاصقة على عنقها بلطف ووقف لكي يغادر لكن أستوقفته "سارة" عندما مسكت يده وقالت ببراءة مزيفة وتصطنع الخوف بعد ما حدث لها:-
-خليك معايا النهاردة، أنا خايفة

أبتلع ريقه بأرتباك ثم جلس جوارها من جديد لتقف "سارة"  وسارت نحو البار لتحضر زجاجة من الخمر وكأسين وهى تعلم أن عينيه لا تفارقها فتأففت بضيق شديد وهى لا تعرف كيف تضع المخدرات له فى الكأس مع نظره المُسلط عليها يلتهمها، نظر إليها وهى تسير نحوه وتتدلل وتتلوي كالحية خلف وجهها الجميلة، ترتدي فستان أسود طويل ومفتوح من بداية الفخذ الأيسر للأسفل مع سلاسل كثيرًا بهذه الفتحة المُثيرة لتظهر من وراءها أقدامها العارية ببشرتها البيضاء وتصدر صوتًا جذابًا كالأجراس مع خطواته وطقطق كعبها العالي على الأرض الرخامية ومن الأعلي ضيق جدًا من الصدر ومفتوح بكم واحد وذراعها اليمني عاري تمامًا وشعرها الأسود يداعب هذا العنق النحيل وعظمتين الرقبة، وضعت الزجاجة والكأسين على الطاولة وقالت ببراءة مُصطنعة:-
-هجيب الثلج

سارت مجددًا إلى البار لتدخل خلفه هذه المرة وتحجب عنه الرؤية، نظر إلى رأسها التى تظهر أمامه وسكب كأس لنفسه وأرتشفه على جرعة واحدة ثم نزع رابطة عنقه وفتح زر واحد من قميصه ويكاد أن يفقد صوابه أمام هذه المرأة، تبسمت "سارة" بأنتصار ثم نزلت للأسفل تختفي كليًا عنه وجلبت كوب صغير ووضعت به المخدر بجرعة كبيرة تكفي لثمالته كليًا وفقد عقله ثم سكبت الخمر فوقه بمكر شيطانية وقالت مُتمتمة:-
-المرة دى أنا اللى هنجح يا جمال...

رواية| جمال الأسود لنور زيزوWhere stories live. Discover now