الفصل الخامس عشر

Start from the beginning
                                    

عند ندى.
مشيره حطت الأكل وسالت بنتها:- مين اللي على الباب يا شمس؟!
شمس قطمت قطعه من الساندوتش واتكلمت والأكل في بُقها:- ده أمير ابن عمتو يا ماما.
مشيره بتعجب:- أمير؟! خير يا رب!
شمس شاورت لأمير وقالت:- تعالى يا أمير ادخل بيتك ومطرحك ما تتكسفش.
أمير أبتسم ليها وقال:- لا يا ستي مش مكسوف؛ وبعدين مش هتبطلي أكل شويه! ما فيش مرة اشوفك فيها،غير والأكل في إيدك؟
شمس بتذمر:- أنا واحده لسه مخلصه ثانويه! يعني مش باقيه على الدنيا؛ وبعدين أنت جاي فاضي؟ مش جايب معاك كده شويه شيبسيات ولا حلويات ولا أي حاجه؟
أمير اتحرج لكن أبتسم وقال:-معلش يا شمس المرادي جيت وأنا مستعجل، لكن اوعدك المرة الجايه هجيبلك اللي انتي عايزاه.
شمس عوجت بقها وقالت:- يا عم ما تجيبليش حاجه؛ أنا عايزاك بس تجددلي باقة النت أشطا؟
أمير ضحك وقال:- بس كده؟ من عينيا حاضر، بس أنا هفضل واقف على الباب كده كتير؟مفيش دم خالص؟
شمس بتمثيل الكبرياء:- انا قلتلك ادخل ما تتكسفش؛ أنت اللي واقف تتكلم؛ تعالى تعالى متخافش.
أمير اندهش منها وضحك، مشيره قربت من الباب وقالت بترحاب:-يا أهلا يا أهلا تعالى يا أمير يا حبيبي؛انت هتفضل واقف على الباب كده؟!
وبصت لشمس بتهكم:- وانتي يا مزغوده! سايبه إبن عمتك واقف على الباب؟
شمس حطت باقي الساندوتش في بُقها وقالت بنرفزه مصطنعه:- مانا قلتله يدخل، هعمل ايه تاني يعني؟ هو أنا محجزه عليه علشان ميدخلش؟ خلاص شاف العشا واتدبسنا.
أمير ضحك ومشيره خبطتها في كتفها وقالت بغيظ:- يخربيت طفاستك؛ خشي جوه أنجري.
وبصت لأمير بإبتسامة:- تعالي يا أمير ادخل يا ابني أنت مش غريب.
أمير دخل وصل الليفنج حمحم وقال بإعتذار:- أنا متأسف إني جيت من غير ميعاد، ياترى خالي موجود؟
مشيره بتفهم:- آه ياحبيبي موجود بس مريح شوية وكنت لسه هصحيه،وبعدين ده بيتك ومطرحك وتيجي في أي وقت أنت مش غريب، وحماتك بتحبك إحنا مجهزين العشا يعني هنتعشى كلنا سوا.
أمير برفض:- لا متشكر ما لوش لزوم انا بس جيت اطمن عليكم وهمشي على طول.
مشيره شهقت:- يا خبر ماينفعش الكلام ده، أنت بتيجي كل فين وفين، يعني خالك مش هيسيبك تمشي بسهوله، ومش عايزاك تتضايق من شمس،انت عارف إن لسانها متبري منها.
أمير بعقلانية:- شمس دي دلوعة العيله محدش يزعل منها.
ردت بإبتسامة:- تسلم ياحبيبي،استريح وانا هدخل اصحي خالك.
أمير قعد ومن جواه مخنوق جداً ومتضايق من الموقف اللي اتحط فيه،مش عارف هو جه ليه! أتصل عليها مرة واتنين ولا كأنه أتصل مفيش منها رد، عايز يبرر الموقف اللي هي شافته فيه،ومش عايز انها تاخد عنه فكره غلط، زعل لزعلها لأنه اكتر واحد حب وعارف يعني إيه خذلان، حاسس بكسرة قلبها ونفسه أنها تفوق لنفسها، فكرة أنها تنزل تشتغل كان هو ديما يحفزها عليها، ويوم ما توافق تشتغل! تشوفه بالشكل ده؟ لا إسمه ولا مركزه ومكانته ولا أخلاقه يسمحوا أنه يتشاف بالشكل ده!بس يا ترى يا أمير مهتم ليه كل الإهتمام ده!!! طرد الفكره من دماغه وايقن أنه جه بس علشان يرجعها الشركه ويرجع صورته زي ما كانت عندها، غير كده مفيش أسباب تانيه، شمس دخلت بسرعه عند أختها، ندى حذفت كل صور أمير وكانت خارجه وشافتها وسألتها بتعجب:- في ايه يا بنتي داخله طايره في وشك كده ليه؟!
شمس هرشت في شعرها ومحتاره تقولها إيه؟ هى عارفه لو قالت أمير هنا ممكن أختها ترفض تطلع بعد ما رجعت متغيره من الشركه، هتعملي إيه ياشمس؟ فكري،فكري بسرعه، وردت عليها بدهاء:- أبدا أنا نسيت ابعت حاجه مهمه لصاحبتي على الواتساب ،كانت طالباها مني ولسه فاكره دلوقتي هبعتها ليها واحصلك، روحي انتي بس علشان بابا قاعد على السفره والكل مستنيكي.
ندى وافقتها بعفوية وخرجت وماشيه في الطرقه، حست إحساس غريب، ريحته اللي بتحبها قريبه منها،قلبها دق غمضت عينيها واخدت نفس عميق من ريحته اللي بتعشقها، حست أنه موجود، المكان فيه راحه وامان مختلف،حطت أيدها على قلبها وقالت لنفسها:- أنسي ياندى، فوقي خلاص كان حلم وراح، أنتي بتوهمي نفسك أنه موجود و قريب منك، لكن هو بعيد، بعيد قوي.
فتحت عينيها ورجعت شعرها ورا ودنها حاولت تفوق،وخطت كام خطوه، لكن وقفت مكانها وقلبها دق المرادي بقوه لما شافته قاعد قصادها، يعني هو حقيقه قدامها مش خيال، طيب ياترى جاي ليه بعد اللي شوفته! عادي يا ندى هو عارف إنك بتحبيه من زمان ومهتمش طول السنين اللي فاتت،هيهتم دلوقتي! وهى يعني أول مرة يكسر خاطرك؟ أمشي كملي طريقك بس ابعدي عن عينيه علشان ماتضعفيش،اياكي تبصي في عينيه! أمير رفع عينيه وشافها وقام وقف،بصتله ومقدرتش تبعد عينيها عنه، وبصوا لبعض في نظره طويله قوي،هي بتلوم عليه وبتعاتبه، وهو باصص ليها نظرة حيره ومش عارف هو جه ليه! ولا عارف هيبدأ منين ويبرر الموقف ده إزاي،هى كانت قريبه جداً منه، وأي حد لو شاف اللي ندى شافته هيفكر نفس تفكيرها،ومفيش مبرر يثبت أنها بعيده عنه،بس أنجي خلاص من الماضي، ندى فاقت وبصت على السفره وما لقتش حد موجود، ومش عارفه تتكلم، أمير هو اللي بدا بالكلام وقال بهدوء:- اذيك يا ندى؟!
ندى بتحاول تتماسك وما تعيطش قدامه وهزت راسها ليه وقالت برسميه:-الله يسلمك يا أمير؛ انت اذيك؟
أمير بتنهيده:- انا كويس بس زعلان منك.
رفعت عينيها ليه بتعجب وقالت لنفسها:- مين اللي يزعل من مين يا أمير! مين اللي اتكسر من مين! مين اللي قلبه حصله شرخ!! آه يا أمير لو تعرف انا حبيتك قد إيه؟! ما كنتش هتفكر أبدا تقولي كلمه زي دي!! ولا هتفكر تجرحني حتى لو من غير قصد.
خدت نفس عميق وسألته:- زعلان مني أنا! يا ترى ليه؟!
اتحرك خطوتين ووقف قصادها بمسافه وقال:- علشان مستنيش تسمعيني وهربتي.
ندى بتهكم:- أنا مهربتش، بس مفيش حاجه تستاهل إني أقف واسمعها.
أمير قدر رد فعلها وقال بتروي:- ندى أنا عايز اتكلم معاكي.
ندى شافت صورة أنجي وهي في حضنه من تاني وربعت أيديها وضغطت على دراعها جامد علشان ما تعيطش وسألته بعتاب:- تتكلم معايا في إيه يا أمير؟!
امير بص حواليه وقال:- هنا مش هينفع؛ وياريت تبقي تردي على التليفون،انا بتصل عليكي من بدري علشان اشرحلك، بس أنتي رافضه تسمعي إيه اللي حصل بالظبط.
ندى عينيها تايهه يمين وشمال ولمعت بالدموع وبتكابر علشان ما تعيطش وقالت بصوت مبحوح:- ما فيش حاجه حصلت ومش لازم تبررلي اللي حصل، تعبت نفسك وجيت على الفاضي، وانا اللي بعتذر اني دخلت مكتبك في وقت مش مناسب.
أمير بصدق:- ندى انت فاهمه الموضوع غلط.
ابتسمت بوجع:- بالعكس انا فهمت كل حاجه في الوقت المناسب.
و اتنهدت وكملت بتصنع:-انا كنت جايه النهارده في زياره سريعه، كنت عايزه اسلم على عمو وليد بس ما حصلش نصيب.
أمير بصلها بعتاب وقال:- متعودش منك إنك تدراي عليا، وكمان أنتي مبتعرفيش تكدبي ياندى، أنتي كنتي جايه تقدمي على شغل في الشركه، وأنتي عارفه إن ده طلبي ليكي من زمان.
ندى بإعتذار:- حتى لو كنت هناك علشان كده،بس معلش يا أمير المرادي مش هقدر أحقق طلبك.
أمير نفخ بخنقه وقال:- ندى مش كل اللي بتشوفه العين تبقى حقيقه؛ وانا لازم اتكلم معاكي؛ وهنا ماينفعش،وقبل ما خالي يخرج يقابلني بطلب منك لما ارجع البيت اتصل عليكي ونتكلم، يا إما تيجي تستلمي شغلك من بكره.
ندى بعناد:- بس أنا مش هشتغل يا أمير!
أمير بعند أكبر:- هتشتغلي يا ندى،هتشتغلي علشانك مش علشاني.
هزت راسها برفض وقالت بتلميح :- القرار ده يرجعلي أنا وبس، سواء وافقت أو رفضت، وكمان لازم ليا شوية وقت علشان أفكر هعمل إيه في حياتي، لازم أعيد حساباتي من أول وجديد، ودلوقتي اتفضل استريح لحد ما بابا يخرج انا نسيت حاجه مهمه جوه بعد أذنك.
أمير اخد نفس عميق وزفر بقوه وما اتكلمش، ندى رايحه على الاوضه وفتحت الباب وقبل ما تدخل لفت ليه وندهت عليه بإبتسامة:- أمير!.
رفع عينيه ليها وهي كملت بقهر:- انا عايزه أقولك حاجه.
أمير:- قولي يا ندى؟
ندى بدموع:- انا لما شفت انجي وهي.....!
مقدرتش تنطقها وتقوله في حضنك وكملت بحزن:- حسيت فعلاً أنكم لايقين على بعض؛ وانا المغتربه وسطكم؛بعد إذنك.
خلصت كلامها ودخلت الاوضه وقفلت الباب وسندت عليه وفضلت تعيط وأمير سمع صوت عياطها واتضايق جداً، واخد قرار أنه قريب قوي هيعلن الحرب على انجي الورداني.

قصة/ اِحْتِلاَل مُحَرَّم بقلم/ مريم نصار Where stories live. Discover now