رفع "جمال" عينيه الخضراء للأعلى بقوة وحزم مما جعل "شريف" يبتلع لعابه بقوة خوفًا من رد فعله وكلماته القادمة، تنهدت بضيق وهو يخفض نظره مُجددًا للطبق يكمل طعامه ببرود ثم قال:-
-جاية عشان الفلوس رغم أنها أختفت من يوم موت أخويا اللى هو جوزها، خليها تجي لكن مستحيل تحصل على جنيه واحد مني

غادر المكان فتنهد "شريف" بضيق شديد مما هو قادم وهذا الرجل سينفذ كل كلمة يتفوه بها وإذا كان حسم أمره على ألا تأخذ منه شيء فسيفعل دون أن يوقفه شيء ودون أن يخشي المحاكم أو القانون، خرج خلفه ليراه يصعد بسيارته بالمقعد الخلفي والسائق يغلق الباب له فصعد "شريف" بجوار السائق ثم قال:-
-خلينا نمشي يا صادق

بدأ "صادق" فى القيادة و"جمال" صامتًا طيلة الطريق إلى شركته شاردًا بهذه الزوجة التي تزوجها أخاه عرفيًا دون أن يعلم عنها أحد والآن بكل وقاحة تعلن زواجها منه لأجل المال فقط..

________________________________

داخل سيارة الأجرة كان هناك رجل يجلس على مقعد السائق وبجواره فتاة تملك من العمر تسعة عشر عامًا تنظر من النافذة وشاردة بجسدها الصغير المُلتصق بالباب المجاور وكأن تخشي الأسترخاء في مقعدها بسبب هذا الرجل الموجود جوارها فقال بنبرة حادة:-
-إياكي تفتحي بوءك بكلمة واحدة، والأحسن تنفذي الى قلت عليه من سكات

لم تجيب "مريم" عليه بل فتحت نافذة السيارة وأخرجت رأسها منها تاركة الهواء يضرب رأسها ويجعل شعرها الحرير يتطاير مع الهواء الطليق وتضع ذراعيها النحيلين أسفل رأسها فتنهدت بصمت شديد، تأفف والدها "حمزة" من برودة هذه الفتاة وقال:-
-الله يلعنك، أمتي هخلص منك يا مريم؟

دلف "شريف" إلى مكتب الشركة الخاص بمكتب "جمال" وكان مُنغمسًا فى عمله بين أوراقه المنثورة على سطح المكتب وهو يراجع كل أملاكه حتى لا تأخذ هذه الزوجة شيئًا منه فصرخ فى محاميه الجالس على المقعد أمام المكتب قائلًا:-
-أعمل اللى تعمله مش مشكلتي لكن الحية دى لا يمكن تأخد منى جنيه

نظر المحامي إلى "شريف" بضيق وعجز عن فعل شيء لهذا الرجل الشرس ليقول بهدوء:-
-أهدأ يا مستر جمال، إحنا منعرفش أيه هى وصية أخوك الكبير

وقف "جمال" من مقعده وسار بعيدًا بعقل على وشك الأنفجار كالقنبلة الموقوتة بداخله ثم تمتم قائلًا:-
-أهدأ!! كلكم عارفين أن مختار بيحب الستات وكل شهر يتجوز واحد من الكباريهات والكازينهات، دلوقت المفروض أن واحدة ركلام.. مجرد فتاة ليلجاية تأخد فلوسي وتعبي وتشاركني فى شركتي وبيتي، مختار نزواته كانت بعدد أنفاسه حتى لو كان كبير العاهرات بيجروا وراءه عشان الفلوس وأنا أنظف الفضايح ورايا وأدفع لدي وأرضي دي عشان متروحش لصحافة ودلوقت أنا جمال المصري أقعد مع عاهرة عشان تساومني

نظر "شريف" إلى "راغب" بصمت شديد ثم قال:-
-إحنا هنحل المشكلة بمجرد ما نشوفها ونتكلم معاها، ممكن تقبل مبلغ ونخلص لكن مشكلتنا دلوقت أننا منعرفش هي مين ولا أزاى ممكن نساومها، أهدأ لأان بمجرد ما نعرف هي مين هنلاقي الحل

رواية| جمال الأسود لنور زيزوWhere stories live. Discover now