الفصل الثامن

Start from the beginning
                                    

عند أمير

كان مضايق لأنه فاهم تصرف مامته من ناحية ندى، مسح على شعره وكان متغاظ جداً، ورد فهمي بموافقه:- اللي تشوفيه ياماجده.
وقام وقف وسلم عليهم وقالهم:- يلا سلام عليكم.
ردوا عليه السلام وخرج، ماجده ابتسمت وقالت:- قومي ياعلا انتي وندى اعملولنا عشوه حلوه كده من أيديكم، واعملوا حساب حازم وزينه.
علا بغيظ:- آه حازم وزينه؟ طيب وتامر بقى؟
وبصت لأمير بغيظ وقالتله بتريقه:- البرص ها يسي أمير؟
مردش عليها لكن أبتسم إبتسامة جميله خلت قلب ندى يدعي أنه يلين قلبه ليها ويجمعهم في بيت واحد .
وليد رد عليها علشان يراضيها:- وتامر قبل حازم وأمير ، جوز بنتي قبل منكوا كلكوا، ها مبسوطه ياعلا؟
علا حضنت باباها بحب وقالت بإبتسامة حب:- والله العظيم حضرتك مفيش منك، ربنا يخليك لينا يارب.
وليد بضحكه:- ويخليكي لينا ياحبيبة بابا، يلا خدي ندى وشوفي هتعملوا أكل إيه؟
علا هزت راسها بالإيماء ومسكت أيد ندى وقالت:- يلا يا ندى وخلي بالك هنبهرهم كالعاده.
ندى ابتسمت ومشيت معاها من غير ما تتكلم لأنها متوترة، وزاد توترها لما عرفت أنه حبيبها هيوصلها لحد البيت،ماجده رفعت حاجبها بمكر وفرحانه ، و وليد خبط كف بكف وقالها بهمس:-مش ساهله برده أنتي يا ام أمير.
ماجده بصت للفراغ وقالت:- الأم تعمل المستحيل علشان سعادة ولادها ياوليد.
أمير قام وقف وقال بوجوم:- انا رايح اوضتي هاخد شاور و أغير هدومي، بعد اذنكم.
ولسه بيتحرك لكن فونه رن وكان مروان واستغرب أنه بيتصل عليه وهو عارف أنه أكيد في البيت ومحدش يعرف بصداقتهم، لكن رد عليه:- الو.
مروان في عربيته و واقف على الطريق في حتة ضلمه وقال بإقتضاب:- أنت فين يا أمير.
أمير كشر عينيه وسأله:- أنا في البيت! بس مال صوتك؟ وأنت اللي فين؟
مروان نفخ بخنقه وقال:- انزلي وتعالى أنا عايزك ضروري؟
أمير بتعجب:- دلوقتي؟
مروان بضيق:- يوووه أيوه دلوقتي يا بني آدم، عايز أخد رأيك في حاجه حصلت؟
أمير مط شفايفه وقال:- اوكيه نص ساعه وأكون عندك، أنت في اليخت؟
مروان:- لأ على الطريق و هبعتلك الابلكيشن.
قفل معاه وبص لباباه وقال:-انا خارج مشوار صغير وراجع.
ندى سمعته واملها خاب وظنت انه بيتهرب منها علشان ما يوصلهاش، وليد سأله:- خير يا ابني في حاجه؟
أمير مش عايز حد يعرف أنه كان بيتكلم مع مروان لأنه جوز أنجي وأكيد هيفهموا صداقته ليه بشكل تاني، وقال بإستنكار:- ده واحد صاحبي شغال في شركه تانيه, وعايز ياخد رأيي في حاجه مهمه ومستعجل بعد اذنكم.
ماجده وقفت بحزم وقالت:- لما تنزل دلوقتي هترجع امتى يا أمير؟ طيب وندى اللي انا وعدت باباها انك توصلها؟
رد عليها بعدد بعدم اهتمام:- ممكن حازم يوصلها اظن هو كمان إبن عمتها.
ماجده اتضايقت جداً من اسلوبه وقالت:- الظاهر لما هى كانت في حياتك علمتك إزاي ما تحترمش والدتك؛ولا تحترم الكبير مش كده يا أمير ؟!
أمير غمض عينيه ومش عايز يعمل مشكله ورد عليها بحكمه:-يا ريت حضرتك مش كل حاجه تحصل!،تدخلي القديم في الجديد، وعموماً لو هيريحك اني اوصلها وهكون في نظرك لسه بحترم حضرتك!! حاضر يا امي انا مش هتأخر وراجع على طول، ممكن امشي بقى؟ انا مستعجل ولازم انزل دلوقتي.
وليد:- خلاص خلاص انزل انت يا أمير؛ وحاول ما تتأخرش.
امير بهدوء:- حاضر يا بابا بعد اذنكم.
وبص لوالدته نظرة لوم كبيره وعتاب أكبر، وهو خارج بيفتح باب الشقه شاف ندى في المرايه اللي جنب الباب  واقفه بتمسح دموعها، غمض عينيه بتعب وهز راسه بالرفض ونفخ بخنقه وخرج.

قصة/ اِحْتِلاَل مُحَرَّم بقلم/ مريم نصار Where stories live. Discover now