الفصل السادس

Start from the beginning
                                    

مشيت سماح وهى بتضحك بشماته وسابت ليله في صدمتها ووجعها حاسه إن الدنيا كلها بتلف حواليها وهي واقفه ثابته وحاسه انها مكشوفه قوي ووجعها باين للكل قعدت على الرصيف بتهالك وفضلت تعيط، وحاسه بخنقه جواها وأول ما شافت باباها رجع اتحججت ورجعت البيت وطول الوقت كانت حزينه على حظها ،وكانت مفتقده جدا لمروان وكل شويه تمسك الموبايل وعايزه تتصل بيه لكن مش عارفه، وتروح اوضتها من وقت للتاني تقيس كل الفساتين اللي جابها ليها، وبتمر الأيام بالنسبالها بالبطيء لكن في يوم ليله كانت في البيت وداخله تنام وسمعت صوت التليفون وجريت عليه وكان مروان قلبها دق بفرحه وردت بلهفه:- الو مروان؟!
مروان كان في حفله وساب أنجي مشغوله مع اصدقائها وما كانش قادر ما يكلمهاش ورد عليها بشوق:- عامله ايه يا ليله؟!
ليله قعدت وقالت بزعل:- أنا زعلانه منك قوي يا مروان؛ كل ده ما سمعش صوتك؟!
مروان بتاسف:- حقك عليا يا حبيبتي غصب عني والله؛ الشغل كتير جدآ وما كانش في وقت أكلمك.
ليله بزعل أكبر وعتاب:- ما كانش في وقت؟! ما كانش فيه دقيقه حتى تطمني عليك؟! انا قلت خلاص مروان مش هيكلمني تاني؛ أنت نسيتني يامروان.
مروان بعتاب:- أزعل منك لو قولتي كده تاني ياليله!  وانا اقدر استغنى عنك؟ انا استغنى عن الدنيا كلها إلا أنتي، وبعدين يا حبيبي ما انا قلتلك واديتك خلفيه إني الفتره اللي جايه عندي شغل كتير ومسافر ومش هقدر أكلمك غير اول ما افضى ويكون عندي وقت، واول ما جه الوقت ده ما ترددتش لحظه واتصلت عليكي.
ليله اتنهدت بارتياح:- الحمد لله إنك ما نسيتنيش انت عامل ايه يا مروان؟!
مروان عينيه على أنجي من بعيد واخد حرصه انها ما تشوفوش ورد عليها بإشتياق:- مروان وحش جدآ من غيرك يا ليله.
ليله بتنهيده:- هشوفك امتى؟
مروان بصدق:- قريب؛ قريب قوي يا حبيبتي هاجيلك.
ليله:- تعرف يا مروان انا كل يوم اطلع طقم من اللي انت اشتريته علشاني واقيسه من تاني؛ وافتكر يوم ما أنت شفتني بيهم وعجبوك عليا ونفسي تيجي علشان نخرج مع بعض واكون لابسه واحد منهم.
مروان:- هيحصل يا روحي هيحصل، انا هحاول أاجل اي شغل هنا واجيلك قريب، لأني مش قادر ماشوفكيش أكتر من كده.
ليله بفرحه:- بجد يا مروان؟!
مروان:- بجد يا قلب مروان.
ليله بإحتياج:- أنا عندي كلام كتير قوي عايزه اقولهولك يا مروان ، بجد محتجالك.
مروان بتنهيدة حب:- وحياتك عندي قريب قوي هكون قدامك واسمع منك كل حاجه ، لأني مشتاق لصوتك وتفاصيلك.
خلصوا كلامهم وقفلوا كل واحد أرتاح شوية بعد ما سمع صوت حبيبه، ليله نامت مبسوطه، ومروان رجع للحفله مبسوط واندمج مع ضيوف مراته وبعد ما خلصت الحفله أنجي قعدت في الصالون بتهالك من تعب اليوم ومروان قعد جمبها وشاف أنها ساكته أغلب الوقت و سألها بتوجس:- أنا ملاحظ إنك مش مبسوطه بحفلة انهردا.
بصت ليه بضحكه كلها كبرياء:- لسه ما تخلقش اللي يخليني مش مبسوطه وخصوصاً في البارتي بتاعتي.
أبتسم بتكليف:- امممم طبعاً طبعاً لسه متخلقش، هو مجرد سؤال لملاحظة صغيره، وكالعادة طلعت غلطان في نظرتي المرادي.
حطت رجل على رجل وقالت بإبتسامة وتلميح:- ملاحظتك في محلها يامروان! ونظرتك كمان مش غلط، وده اللي بحبه فيك، ولازم دايما تكون مهتم بأدق تفاصيلي، وإلا وقتها هتكون بتحط نفسك في موضع شك.
بلع ريقه بتوتر وحس من طريقة كلامها أنها عارفه حاجه مهمه وسألها بتوجس:- شـ، شك؟! احم أنا مش فاهم حاجه.
حطت ايدها على خده واتكلمت بنبرة مريبه:- وأنا لازم افهمك طبعاً يامروان، ماينفعش اسيبك كده.
ارتبك اكتر وحمحم وأبتسم بتمثيل بس من جواه مرعوب:- احم حبيبتي أنا بحاول افهمك انهردا بس مش عارف، طريقتك مختلفه عن كل مرة، هو في حاجه حصلت أنا معرفهاش؟
أنجي بملامح كلها جمود:- أمير برهامي!
قلبه دق بخوف من أنها تكون عرفت بصداقتهم وأنهم بير أسرار لبعض، وسألها بخفوت:- مـ، ماله؟!
بصت قدامها و ولعت سِجار واتكلمت بشر دفين:- إبن برهامي مش ناوي يجبها لبر معايا، وشكله كده عايز يجرب قرصتي وساعتها هيجي راكع تحت رجلي مستسلم ويقول حقي برقبتي.
مروان أتأكد من كلامها أنها متعرفش حاجه وخوفه كان على مفيش واتنهد بارتياح كبير مع ابتسامة بلهاء أنه في أمان منها، وانتبه ليها وسألها:- ليه بس كده ياروحي اوعي حاجه في الدنيا دي تضايقك، قوليلي بس عمل إيه اللي إسمه أمير ده!
أنجي من بين أسنانها:- البيه مشغل جاسوس في شركتي لحسابه.
مروان اتعدل بتركيز:- إزاي الكلام ده مش فاهم؛ يعني إيه مشغل جاسوس،وكمان في شركة الورداني؟ لأ لأ مش معقول أصلا أمير يعمل كده!
بصتله بشك وسألته بغموض:- وأنت إيه اللي مخليك واثق أنه مابيعملش كده؟
مروان بارتباك:- ها!!! آه انا أقصد يعني أنه رجل أعمال معروف وكمان هو مش بالغباء ده يعين حد يجبله أخبارك في وسط شركة كبيره زي شركتك، متصممه على أعلى مستوى وأي غلطه بتكتشفيها على طول، يبقى إزاي في جاسوس وأنتي متعرفيش؟ ده كان زمانه في خبر كان.
أنجي اقتنعت بكلامه وهزت رجلها بغيظ أكبر وقالت:- طيب مين اللي بيوصل معلوماتي ومعلومات الشركه ليه؟ إزاي عرف بالصفقه؟ وازاي عرف بأيمن؟ لأ الموضوع مش طبيعي، ولازم ينتهي وفي أقرب وقت.
وكملت بتوعد:- لكن ياويله إللي فكر أنه يبعني علشان شوية ملاليم!
مروان بلع ريقه بخوف و بصلها بثبات وكان جواه مهزوز وخايف، لما هى بالشر ده من مجرد حد بينقل أخبار ومش مهمه للدرجه! هتعمل ايه لو عرفت أنه بيخونها مع بنت  بسيطه ومش جميله اوي وكمان فقيره! ياترى إيه اللي هيحصلك يامروان!.

قصة/ اِحْتِلاَل مُحَرَّم بقلم/ مريم نصار Where stories live. Discover now